توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يأتيك روبوت بالأخبار

  مصر اليوم -

يأتيك روبوت بالأخبار

بقلم: بكر عويضة

في الموجز أن الخبر ليس جديداً، وأما العنوان فليس دقيقاً. وفي التفاصيل أن إعجاز غزو جهاز آلي (روبوت) لاستديو الأخبار في التلفزيون، وقراءة النشرة للجمهور، حدث وقع منذ زمن، إذ بدأ في اليابان مطالع العام الماضي، ثم وصل مذيع الصين الآلي أواخر 2018. أما أحدث اللاحقين بالصرعة، وبالتأكيد ليس آخرهم، فهو «روبوت» روسي يُدعى «أليكس» فوجئ المشاهدون به يقدم نشرة أخبار على شاشة قناة «روسيا 24» في التاسع عشر من الشهر الحالي، فبدا كأنه بشر من عظم يكسوه لحم، ويجري في الشرايين منه الدم. كلا، ليس تماماً. كان الوجه جامداً، والابتسامة تقول صراحة إنها مصطنعة، يضاف إلى ذلك أن «أليكس» لم يأتِ بأي خبر، إنما تمتم ما لُقِن، وهذا يشرح غياب دقة العنوان أعلاه، المقتبس من صيحة شهيرة أطلقها الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد منذ قرون خلت، لكنها تفصح، في أيامنا هذه، بشكل ما، عن كثير مما يدور حولنا، ويحار أغلبنا في فهمه:

ستُبْدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ويأتيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تزوِّدِ
ويأتيكَ بالأنباء من لم تَبعْ له بَتاتاً ولم تَضْربْ له وقتَ مَوْعدِ
أثَمَّ مبرر أوجب استحضار قصة المذيع الآلي «أليكس»، وإيقاظها من نوم عميق؟ نعم. أليس يوصف هذا النهار - أول مايو (أيار) في معظم دول العالم، بيوم العمال؟ بلى. حسناً، تلك في حد ذاتها مناسبة للتذكير بزحف خطر «الروبوت» الساعي للاستيلاء على أدوار مذيعات ومذيعي التلفزيونات والراديو، ليس في قراءة الأخبار فحسب، بل تحرير نصوصها كذلك، واختيار العناوين المناسبة لها، وترتيب أولوياتها في النشرة، يضاف إلى هذا كله ما يتردد عن تدريب «أليكس»، إلى جانب زملاء له وزميلات، على إجراء الحوارات، ومحاججة كبار المسؤولين، ومشاهير الفنانين، بأسئلة من العيار الثقيل، ولكم، ولكن، في مهارات حسناء آلية تُدعى «صوفيا»، وأُخرى اسمها «أليكسا»، وثالث يحمل اسم «فورهات»، خير مثال يحذر من استفحال خطر «الروبوت» الزاحف في كل اتجاه، تقريباً. تُرى، هل وصلت الرسالة؟
الخطر المقصود هنا هو تزايد احتمالات الاستعانة بأشكال «روبوت» مختلفة في مجالات عدة، كي تؤدي وظائف يُفترض أنها مهمات يقوم بها البشر تجاه بعضهم البعض. بمعنى أكثر تفصيلاً، ليس في تركيب «إنسان آلي» ما يوجب الاعتراض على منطق تقدم مسيرة الإنسان - الذي كُرِّم بالعقل ممن خلق فسوّى - في مجالات العلوم كافة. بل على النقيض من ذلك، الأحرى أن يقابل هذا التقدم بالترحيب، خصوصاً إذا أمكن للبشر الإفادة من إمكانات أي «روبوت» يُطرح في الأسواق، لجهة تقديم العون بغير ميدان، مثل الاستماع لمشكلات تواجه بعض الناس، واقتراح حلول لها في غير مجال، ومنها الطب، وعلم النفس، أو المساعدة بتسريع إجراءات السفر في مطارات وموانئ، كما يفعل «فورهات»، مثلاً. رغم ما سبق، مفهوم أن يرافق الحذر ترحيبَ الإنسان بالمنافس الآلي. وهو حذر يقوم على أكثر من سبب. من ذلك أن خطر استيلاء «الروبوت» على وظائف البشر يتمدد سريعاً في حقول عدة، من بينها حقل تصنيع «الإنسان الآلي» ذاته. خذ، مثلاً، كشفت مجموعة «ABB»، السويسرية عن وجود برامج لديها لإنشاء مصنع في شنغهاي تعمل فيه مخلوقات آلية، مهمتها إنتاج ما يماثلها. السبب؟ لأن التكلفة أقل كثيراً عندما تُقاس بارتفاع أجور العمالة البشرية. من الطبيعي أن يثير هكذا توجه قلق شرائح كثيرة بين الناس، خصوصاً العمال، في مختلف أنحاء العالم. فحتى وقت قريب، بدا أن «الروبوت» خطر يتمدد في مواقع عمل ذوي الياقات البيضاء، أو الزرقاء، ليس مهماً اللون، المهم أن الخطر موجه نحو وظائف العاملين، والعاملات، في مكاتب كبريات المصارف، أو شركات الطيران، أو غيرها من المؤسسات، بما فيها تلك السابحة في فضاءات الإعلام باختلاف وسائلها. إزاء تسارع وتيرة التقدم التقني، على صعيد عالمي، واضح أن الخطر لم يعد مقتصراً ضمن نطاق محدد، بل الأرجح أنه أضحى قريباً من كل قطاع يمكنه الوصول إليه.
يذكرني يوم العمال العالمي، كما غيري من أترابي، بالشعار القديم: «يا عمال العالم اتحدوا». تُرى، هل بات منطق حتمية التغيير يوجب إعادة التفكير على نحو أن يا معاشر العمال انتبهوا: «الروبوت» في الطريق إليكم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يأتيك روبوت بالأخبار يأتيك روبوت بالأخبار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon