توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصعيد غزة غير جديد

  مصر اليوم -

تصعيد غزة غير جديد

بقلم: بكر عويضة

تحاول أن تعطي صوتها نبرة صوت طبيعي، قدر المُستطاع، قالت إنهم «اعتادوا الأمر»، ومن ثمّ فلا جديد أن يصحوَ قطاع غزة، أو يبيتَ، على وقع صواريخ إسرائيل وقذائفها تنهال من كل الجهات الأربع. «عادي»، قالتها مصحوبة بزفرة غضب مكظوم لكنه اخترق سمعي بوضوح، ثم فوجئت بها تقترح أن أسمع، عبر الهاتف، دوي صاروخ ينطلق، وسارعت توضح أنها ليست متأكدة هل هو إسرائيلي أم حمساوي، وختمت أن «الناس هنا اعتادت التعايش مع صعوبات الحصار، وإغلاق المعابر، لكنها تتوقع الأسوأ باستمرار». كانت السيدة تجيب عن تساؤلات لي تضمنها اتصال اطمئنان وتهنئة بحلول شهر رمضان ظهر الأحد الماضي.
منذ مساء الجمعة السابعة والخمسين لما صار يحمل اسم «مسيرات العودة»، بدا واضحاً أن حكومة تل أبيب، وسلطة حركة «حماس»، اتخذتا قرار إعادة تفعيل عبارة «رجعت حليمة لعادتها القديمة»، الدارجة على ألسنة الناس في أنحاء كثيرة من العالم العربي، تعبيراً عن ملل إزاء تكرار حالة ما، أو الشعور بالإحباط أمام إصرار فرد، أو جهة، أو دولة، على العودة إلى سلوك ما، بصرف النظر عن الرأي فيه، أخطأ هو أم صواب.
إنما، هل الأمر حقاً بهذا التبسيط؟ بالتأكيد كلا. نعم، صحيح أنه ليس جديداً أن تقصف إسرائيل قطاع غزة بحمم صواريخ وقذائف تدك شاهق البنايات، وتفتك بالناس، رداً على صواريخ فلسطينية بالكاد تحدث أضراراً طفيفة. وما هو بجديد أيضاً تبادل توجيه أصابع الاتهام حول مَن الطرف البادئ بالتصعيد، بين كل من تل أبيب وحكومة «حماس» - تماماً مثلما يجيد معظم قياداتها، داخل القطاع وخارجه، تبادل اللوم مع أغلب قيادات حركة «فتح» حول من بينهما المسؤول عن فشل لَمّ شمل الصف الفلسطيني.
حقاً، كل هذا قديم، مكرر، يستنسخ بعضه بعضاً، لكن التوقيت يظل لافتاً، وليس من الصعب الربط بين بضع حلقات بغية التوصل إلى استنتاج. بدءاً، هناك أولاً إعلان جاريد كوشنر، المكلف من الرئيس دونالد ترمب ملفَ ما يُسمى «صفقة القرن»، نيّة الكشف، عقب انتهاء شهر رمضان، عن تفاصيل صفقة كثُر اللغط بشأنها، منذ بدء الحديث عنها. هل يمكن الافتراض أن قراراً بتجريب التسخين على الأرض جرى اتخاذه، بغرض تحضير الرأي العام الفلسطيني لتفاصيل صادمة؟ قبل مسارعة البعض إلى القول إن افتراضاً كهذا هو نوع من الغرق في نظريات «المؤامرة»، يمكن الدفع بالمحاججة أن ما من عيب يعتري تجريب أي إجراء قبل المباشرة في التطبيق. في هذا السياق، يمكن الإضافة أن إطلاق أكثر من مائتي صاروخ من القطاع صوب قرى إسرائيل الحدودية عشية مرور سبع وخمسين جمعة على بدء «مسيرات عودة» كان يُفترض فيها أن تظل سلمية، حتى تحقق على الأقل هدف إحراج ساسة إسرائيل في المحافل الدولية، ليس يُعقل أنه مجرد صدفة، خصوصاً إذا أخِذ بالاعتبار الكلام المتردد بشأن إلغاء أي كلام عن حق العودة في تفاصيل «صفقة القرن» المُزمع الكشف عنها بالتزامن مع ذكرى حرب 1967، فهل هي مجرد صدفة؟
هناك، ثانياً، توافق التصعيد من جانب الطرفين؛ «حماس» ونتنياهو، مع بدء ما صار يُسمى في مختلف منصات الإعلام «تصفير» صادرات إيران النفطية. لستُ هنا بصدد الشطح على نحو يذهب إليه البعض في الزعم أن الحكم في عاصمة عربية محددة يبتز حركة «حماس» مالياً بغرض تحقيق مآرب لإيران، من جهة، وبما يبرر لإسرائيل، من جهة ثانية، أي تصرف استيطاني، أو توسعي، كما في ضم مرتفعات الجولان، مثلاً. الواقع أن هذا التصور موجود لدى أناس يدافعون عنه بحماسة، ويستشهدون باستضافة تلك العاصمة قيادات حمساوية، وبتحالفها السياسي مع طهران، لكنه مع ذلك يظل أقرب، بالفعل، إلى نظريات «المؤامرة» وأوهامها التي تفوق الخيال، أحياناً.
ثالثاً، هناك حقيقة أن التيارات المتعارضة تتبادل تقديم الخدمات في الواقع السياسي، خلافاً لما يظهر على السطح من تصادم فيما بينها. حركات وأحزاب وجماعات اليمين المتطرف، في العالم كله، تفعل هذا بوضوح، وكذلك تُقدم عليه تكتلات اليسار السياسي أيضاً. ما الغرابة، إذن، إذا قيل إن في ممارسات حركة «حماس» وكذلك «الجهاد الإسلامي»، وفي تحالفات الحركتين، ما يصب في مجرى سياسات بنيامين نتنياهو، وطموحاته التوسعية غير الخافية على أحد؟ ليس من غرابة. يبقى أن قدر الفلسطينيين عموماً هو أن يدفعوا ثمن مواقف زعاماتهم. ذلك هَمٌ ثابت تاريخياً، والعودة إليه ممكنة دائماً.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصعيد غزة غير جديد تصعيد غزة غير جديد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon