توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شكراً ناتالي بورتمان

  مصر اليوم -

شكراً ناتالي بورتمان

بقلم - بكر عويضة

أنْ تقرر أي شخصية لها حضور فاعل في المحافل الدولية اتخاذ موقف يقول لدولة إسرائيل ما معناه: «شكراً، ولكن لا»، ليس بالأمر السهل. الشكر مقابل التكريم تصرّف ينم - وفق كل الثقافات والأعراف - عن خلق قويم. وإذ ذاك، هو سلوك مطلوب. لذا، تجدني أتوقف، أحياناً، أمام عبارة «لا شكرَ على واجبٍ» رداً على شخص يشكر من أدى عملاً. الحق أن الشكر واجبٌ، وورد في أثر السلف ما مضمونه، أن المستكبر عن شكر المخلوق، إنما يستكبر عن شكر الخالق. أما إرفاق تقدير التكريم بموقف يعبِّر عن رفض سلوك المُكرِّم في ميدان ما، ففيه إقدامٌ ليس يقدر عليه سوى مَن امتلك شجاعة الفرسان في إحقاق ما هو حق، والقول «لا»، لكل ما بُني على باطل. بالطبع، يتوقف الأمر على مفهوم الحق والباطل عند الأمم. تراث البشرية زاخر بالتباين إزاء ذلك الفهم. لكن المهم أن فضاء الحوار بين البشر يتسع لتحاور الأطراف المختلفة حول مساحات التباين، بقصد تقريب المسافات، والاتفاق على حد أدنى يحترم، في أول المطاف وآخره، آدمية الإنسان.

ضمن هذا السياق، أول ما يجب أن يقال من قِبل العرب للشابة الأميركية ناتالي بورتمان هو «شكراً». قرار الممثلة المعروفة دولياً، والفائزة بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «البجعة السوداء»، رفض حضور حفل توزيع جوائز «غينيسيس برايز» في إسرائيل، وتسلم جائزة قيمتها مليون دولار، احتجاجاً على إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين، هو موقف يستحق أكثر من مجرد ملايين كلمات الشكر. الحق أنه جدير بفهم فلسطيني أولاً، وعربي - إسلامي ثانياً، لأهمية وقوف شخصيات عالمية، خارج الميدان السياسي، ضد تمادي إسرائيل الدولة، حكومةً وساسةً وأحزاباً، ومن ثم مؤسستها العسكرية، في ممارسة ظلم ما عاد ممكناً - في عالم متغيّر بسرعة ذبذبات أمواج الإنترنت - أن يمر بلا محاسبة، حتى لو أتت العواقب ضارة بمن جرؤ على قولٍ يحاسِب ويسأل.

وهل من عواقب؟ بالتأكيد، خصوصاً إذ يتعلق الأمر بإسرائيل وسطوة ما تملك من «جماعات ضغط» لكل منها نفوذ مؤثر في مجال تخصصها. معروف لكل متابع حجم تأثير العلاقات العامة في مجالات الإبداع كلها، وخصوصاً في الوسط الهوليوودي. الأرجح، إذن، أنه ليس من مبالغة في القول إن موقف ناتالي بورتمان الرافض للسلوك الإسرائيلي سوف تكون له توابع قد تؤذي عملها، وتحول بينها وبين عروض جديدة، أو ربما تأدية أدوار رئيسية أمام ممثلين لهم مكانة متميزة عالمياً. المفارقة في هذا السياق هي أن كونها إسرائيلية الأصل لن يشفع لها، بل الأرجح أن يؤجج الغضب تجاهها على نحو يؤدي إلى تردد أي منتج أو مخرج في التعامل معها، تجنباً لردود فعل «اللوبي» المتعاطف مع إسرائيل.

تستحق ناتالي بورتمان التقدير أيضاً، ليس فحسب لأنها رفضت الجائزة الإسرائيلية، بل لمواقف تُحسب لها في المواجهة مع وحوش داء التحرش بالنساء، الذي أعطته، بحق، صفة «إرهاب جنسي». ولافت للنظر أن يصدر عن شابة تنتمي للثقافة الغربية كلام من قبيل أن النظرة الجنسية لها عندما كانت تمر بمرحلة المراهقة، جعلتها تفكر جيداً قبل الموافقة على أي دور يُعرض عليها، ثم إن النظر إليها بشهوانية من قبل بعض الرجال، جعلها تشعر بضرورة ستر جسدها والتحكم في مسار عملها.

يبقى التمني أن ينتبه ممارسو الرفض الخطابي بالعالم العربي، إلى أن مواقف ناتالي بورتمان، وغيرها من شخصيات لها أدوارها الفاعلة على المسرح العالمي، تظل أهم بكثير وأجدى عندما يتعلق الأمر بكشف سوء التصرفات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. وبقدر ما أن خطاب ممارسي الزعيق عبر منصات الإعلام العربي مكرر، وليس من صدى له، بقدر ما أن كل صرخة ضمير لكل شخصية عالمية سوف تلفت النظر، وتشد الاهتمام، وتستحق، بالتأكيد، كل احترام وتقدير.

نقلا عن اشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شكراً ناتالي بورتمان شكراً ناتالي بورتمان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon