توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة متمردة... ثم ماذا؟

  مصر اليوم -

غزة متمردة ثم ماذا

بقلم : بكر عويضة

  صحافي فلسطيني مخضرم. عمل في كبريات الصحف العربية من بينها جريدة "الشرق الاوسط" وصحيفة "العرب" اليومية" كما عمل مستشارا لصحيفة "ايلاف" الإلكترونية.

 ليس من الصعب فهم ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى التحذير من احتمال أن يضطر إلى إعلان غزة «إقليماً متمرداً». الطبيعي في إدارة أي نزاع ينشب بين الحُكم المركزي وسلطة حكم إقليمي لبلد ما أن يجِّد رأس البلاد في جُهد دور الحَكم، من منطلق أنه رئيس كل الناس، ويجتهد في جمع المختلفين حول طاولة حوار صريح، جامع، شامل، لا يذر شاردة ولا واردة من أسباب الخلاف، إلا ويضع كل تفاصيلها تحت المجهر، فلا يغادر المتخاصمون دار سقيفتهم، إلا وقد وُضِع كلُ سبب نزاع وراء الظهور، وانطلق الجمع مشمرين سواعد المضي للأمام، غير ملتفتين للخلف، عازمين على بناء مستقبل الأبناء بما يرضي ضمائر الآباء لجهة ضمان الغد الأفضل لأحفادهم، وليس فقط لأبنائهم. هل أن هذا التصور «رومانسي»، وفق قواميس التحليل السياسي، بعيد عن الواقع، عموماً، والفلسطيني خصوصاً، بُعد شروق التصالح الحقيقي عن حيث تغرب شمس كل مصالحة بعين حمئة تتصارع في قاع أتونها مصالح فصائل المتصارعين؟

ربما هو كذلك. لكن استحضار التخيّل عند التأمل فيما وصلت إليه حال الانقسام الفلسطيني، بات أقرب ما يكون إلى الأمل الوحيد المتبقي لدى كثيرين، كي يتجنب المرء الغرق في لجج يأس نهائي ليس من مَخرج منها. يقتضي الإنصاف القول إن الرئيس محمود عباس بذل ما استطاع من الجهد المطلوب منه للتقريب بين طرفي الانقسام الرئيسيين، حركة «فتح»، التي هو أحد قادتها المؤسسين، وحركة «حماس»، التي أقدمت على انقلاب في قطاع غزة (صيف 2007) أطاح حكم شرعية فلسطينية معترف بها دولياً. أدرك، مسبقاً، أن ثمة أصواتاً سوف ترتفع فور الانتهاء من الأسطر السابقة، لتعلن أنني أتحامل على «حماس»، ومن ثمّ ليس من داعٍ لإكمال القراءة. التعامل الموضوعي مع ردود فعل شرائح الجمهور على اختلاف توجهاتها، يوجب السماح لوجهة النظر هذه التعبير عن مكنونها بصريح القول. إنما، في الآن نفسه، يُفترض أن يقبل المعترض وضع آرائه على طاولة التشريح الموضعي، حتى يتبيّن الأبيض من الأسود في كل ما هو موضع اختلاف في الرأي. إزاء ذلك، يجوز إلقاء السؤال التالي: مم أتى أول إسفين دُقّ بالجسم الفلسطيني القادم من منافي الأردن، لبنان، سوريا، السودان، اليمن، ثم تونس، لبدء إقامة حلم الكيان المستقل فوق أرض فلسطين الواقع؟ أتحاملٌ هو إذا قيل إن ذلك الإسفين لم يك سوى انقلاب «حماس» على مجمل السلطة الوطنية الفلسطينية وقرارها الاستفراد بحكم القطاع؟

من جانب شخصي، لست أرى سبباً أشد فتكاً بوحدة الجسم الفلسطيني، من ذلك الانقلاب. صحيح أن ممارسات كثيرة من جانب بعض ممارسي مسؤوليات حكم حركة «فتح» السابق لانقلاب «حماس»، كانت على درجة فساد أفظع من الاحتمال. شهدت ذلك بنفسي خلال أكثر من رحلة عمل صحافي، بعد اتفاق أوسلو (13 - 9 - 1993). سمعت بين بسطاء الناس، خلال تلك الرحلات، من يقول، بألم شديد، إن سنوات الاحتلال الإسرائيلي لم تشهد مثل ذلك الفساد. مبالغة؟ ربما، لكنها ليست من فراغ، كما كل دخان، لم تأت بلا نار نفخت فيها. مع ذلك، هل كان الانقلاب الحمساوي هو الحل؟ بالتأكيد كلا. ولو كان كذلك، لما بلغت الحال ما وصلت إليه. قبل بضعة أيام، سألت أحدهم عن أحوالهم هناك، فقال بما يشبه الكوميديا السوداء إن سواد الناس، أو قل أغلبهم، مثل صبي متهم بالشقاوة من قبل الكبار، فيتناوب على ضربه شقيقاه، كلما تعب أحدهما من الضرب واصل المهمة الثاني. بالطبع، فهمكم كافٍ، لكن لا ضرر من التوضيح، الشقيقان هما زعماء «حماس» و«فتح»، والصبي هو السواد الأعظم من أهل غزة، المضروب بعصا انقسام يبدو أنه استعصى على كل تصالح.

مع ذلك، هل إعلان قطاع غزة «إقليماً متمرداً»، هو الحل؟ الأرجح أن الإجابة كلا. لماذا؟ ببساطة، لأن هذا سوف يزيد من معاناة بسطاء الناس، ولن يضر زعامات حركة «حماس» بشيء. عزل غزة عن الضفة الغربية لن يجعل منها «تايوان جديدة»، ولا السلطة في رام الله بوسعها أن تكون بجبروت تنين الصين الشعبية. الحل، إن لم يزل ثمة أمل، هو فقء الدمل بجراحة تبتر الانقسام بدل إدمان حبوب تسكين مخادعة، كأنما المطلوب مزيد من التقرّح والتعن.

نقلاً عن الشرق الاوسط

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة متمردة ثم ماذا غزة متمردة ثم ماذا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon