بقلم - عبدالله صادق دحلان
في أهم محطة عربية لزيارته التاريخية العالمية لثلاث قارات ولأهم دول في كل من قارة أفريقيا (جمهورية مصر العربية)، وفي القارة الأوروبية (إنجلترا) صاحبة القرار المستقل من الاتحاد الأوروبي، وفي قارة أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة) أكبر دولة مؤثرة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا في العالم، كانت الزيارة التي قام بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لجمهورية مصر العربية لتمثل الصورة الحديثة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبتنفيذ ومتابعة سموه الكريم.
والحقيقة كان تخطيطا صائبا للزيارة بأن تبدأ من أهم وأكبر وأقوي دولة عربية مؤثرة في القرار السياسي في الشرق الأوسط، إذ كانت للزيارة أصداء كبيرة جدا في نفوس قرابة 100 مليون مصري في داخل وخارج مصر، وأجزم أن هذه الزيارة حققت نجاحا عظيما من أهمه التأكيد للعالم العربي والإسلامي والدولي أن المملكة العربية السعودية ومصر دولتان لهما دور أساسي في الاقتصاد والسياسة في الشرق الأوسط ودونهما مجتمعتين سيكون هناك خلل في القوي، ومن أهم أسباب نجاح الزيارة الإرادة القوية للقيادتين لبناء جسور علاقات سياسية واقتصادية وتنموية برواسخ ثابتة لا تستطيع أي قوي في العالم اختراقها أو زعزعتها، وكما صرح سمو الأمير محمد بن سلمان أن محبة الشعوب المصرية والسعودية لا تستطيع أي قيادة نزعها أو تجاهلها أو التأثير عليها سلبا.
إن من أهم النتائج الاقتصادية الاتفاقية البيئية التي وقعت بين السعودية ومصر لتطوير أكثر من 1000 كيلو متر مربع جنوب سيناء لتكون ضمن مشروع »نيوم» وذلك بإعلان تأسيس صندوق مشترك بالمناصفة بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار، وتطوير المناطق بين »نيوم» ومشروع البحر الأحمر بإنشاء ثلاث وجهات سياحية وإقامة 50 منتجعا، إضافة إلي أربع مدن صغيرة، كما تم توقيع اتفاقيات تعاون لاستقطاب شركات الملاحة والسياحة الأوروبية لاجتذاب سوق إبحار اليخوت وإنشاء »المارينا» المتخصصة في المنتجعات الجديدة، إذ تجري حاليا مفاوضات سعودية مع أكثر من 7 شركات للسياحة والملاحة السياحية العالمية.
لقد عززت زيارة الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي العهد السعودي من قوي الاقتصاد المصري ودعمت الاستثمارات السعودية في مصر، وأثبت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الإنجازات العظيمة التي تحققت في بلاده خلال فترة توليه رئاسة مصر وبالإمكانيات المتاحة وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، هي إنجاز شعب بأكمله وبقوي إنتاجية مصرية أبهرت الضيف الكبير لمصر، ولي العهد السعودي والذي أبدي إعجابه الشديد بالمشروعات العملاقة المصرية التي زارها برفقة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأشار سموه إلي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أطلق الهمة الفرعونية في شرايين الشعب المصري وأوجد حالة عمل كبيرة انعكست إيجابا علي معدل النمو.
وأكد سموه أنه عندما تقوم مصر فالمنطقة العربية بأكملها تستطيع أن تنهض.
وأشاد سموه بالقوي البشرية المصرية المنتجة عندما قال إن الفارق بين معدلات النمو في دول الخليج ومصر أنه في حال وجود مشاريع كبري في الخليج فإن البعض يفسر ذلك لوجود الثروات الخليجية تسمح بتوفير التمويل اللازم لهذه المشاريع، أما في مصر فالمشروعات الكبري نتيجة ثروة بشرية كبيرة تسمح بتمويل هذه المشاريع، وأضاف سموه »أن ما رأيته من مشروعات عملاقة في مصر هو نتيجة حالة عمل كبيرة تراهن علي المستقبل، وأثر ذلك فعليا علي ارتفاع نسبة النمو بشكل فاجأ العالم وفاجأني شخصيا».
وعن التطور الاقتصادي في مصر قال سمو الأمير محمد بن سلمان »إن مصر الآن في أفضل أوضاعها من الناحية الاقتصادية، والقادم أفضل جدا بإذن الله تعالي، وفق ما رأيته من عمل جاد علي الأرض المصرية».
وهذه الحقيقة التي أراها شخصيا كمستثمر سعودي في مصر وكمتابع للنمو الاقتصادي في مصر، أري أن مصر اليوم تتجه إلي طريق النمو الاقتصادي المتسارع وبدعم القيادتين السعودية والمصرية سيكون لاقتصاد الدولتين الريادة في العالم العربي والإسلامي. وأهم ما يميز مصر في المرحلة الحالية الأمن والأمان للزائر والسائح لمصر.
نعم لقد كانت زيارة الأمير محمد بن سلمان من أهم وأنجح الزيارات لمصر والتي قدمت بناء جسور المحبة قبل بناء الجسر الحديدي والأسمنتي المزمع إقامته بين الأراضي السعودية والمصرية..
وإذا كان لي من رأي ورسالة أرسلها فهي للمستثمرين السعوديين في مصر بأن استثماراتهم في أمان ومتابعة وحماية ورعاية من القيادة المصرية، وأن المشاريع القادمة في مصر هي فرصة جاذبة للشركات السعودية ولكن بعمل مؤسسي وليس فرديا.
نقلا عن صحيفة عكاظ السعودية