توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا سلطة في المقاومة الشعبية

  مصر اليوم -

لا سلطة في المقاومة الشعبية

بقلم : فاتنة الدجاني

 كانت «جمعة عظيمة» بكل المعاني. فيها اجتمعت رموزٌ يتقاطع فيها العقائدي الديني والسياسي والتاريخي. تماماً مثل صورة فلسطين.

في القلب منها «مسيرة العودة الكبرى» في ذكرى «يوم الأرض». تطورٌ نوعيٌ في «المقاومة الشعبية». لا أدل على ذلك أكثر من رد فعل جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ تأهب كأنها الحرب، ونشر قناصة، وإشراف رئيس الأركان وجنرالاته شخصياً على الوضع عند الحدود.

في الجمعة العظيمة في غزة، حضرت الوحدة الوطنية والعلَم الواحد، عَلَم فلسطين، وغابت رايات الفصائل. في مشهديتها، أعاد الفلسطيني تذكير العالم بمأساته. نصَب خياماً على طول الحدود تعيد الى الأذهان صور النكبة الأولى. وفيها قال للعالم بأعلى صوته: نحن هنا. ولدنا ونحيا ونموت. وإذا كانت ممانعة الرئيس محمود عباس أسقطت «صفقة القرن» الى حين، فإن «مسيرة العودة الكبرى» وجهت اليها ضربة موجعة.

كل هذا لا يعفي من وقفة تأملٍ تمس مصطلح «المقاومة الشعبية» ومدلولاته، وهو ما أُطلق على المسيرات بمحاذاة حدود غزة. هذه الوقفة يزيدها إلحاحاً كمٌّ كبير من المقالات والتحليلات والتصريحات اعتبر حصيلة الجمعة انتصاراً حصرياً لفصيل واحد، هو «حماس»، في مقابل فصيلٍ آخر هو «فتح»، أو الأدق السلطة الوطنية. فكأنما الحرب بينهما وليس مع الاحتلال. وما خطاب الرئيس الفلسطيني لمناسبة «يوم الأرض» وإعلان الحداد العام على الشهداء، سوى شكل من كسر الاحتكار.

التجربة الفلسطينية الطويلة ترى في «المقاومة الشعبية» عقداً اجتماعياً وطنياً، وحالة ارتقاء بالوعي الجمعيّ وتسليمه بحتمية مقاومة الاستيطان والاحتلال، واستعداده للتضحيات. هي مقاومة عابرة لكل الفصائل والتنظيمات باعتبارها روافد. وهي في نقائها روحُ الشعب، والحالة المعنوية لوجوده.

انتفاضة 1987 أرقى مثال لتلك الروح الجمعية الطامحة الى التحرر، قبل أن تُحرَف خلال المفاوضات تحت شعار «الحراك تكتيك، والحصاد استراتيجية، ولا أحد يحارب من دون هدف». وبمنطق غير واقعي (يجهل طبيعة الاحتلال)، تمت الموافقة على مؤتمر مدريد بتمثيلٍ فلسطيني قاصرٍ لم يدُم طويلاً لأن اتفاق أوسلو أبطله.

«تصنيع» المقاومة الشعبية بأمر تنظيميّ يتضمن خطر تفريغها من محتواها الجامع، ويصادرها لمصلحة فريق من دون آخر، وهذا بعض ما يهدد وصف مسيرات العودة في غزة. هو مثل «انتفاضة الأقصى» عام 2000 التي كانت هيمنة القرارات القيادية واضحة فيها، ولم تُحقق اختراقاً في الأفق السياسي، على رغم ميلها الواضح نحو العسكرة من دون حساب لموازين القوى، ولا الإعداد الجيد لذلك أصلاً.

هذا لا يعني أن الانتفاضة «المصنّعة» لا تحقق شيئاً، بل ربما تحقق الحد الأدنى في العادة، مقارنة بمقاومة شعبية عفوية متحررة من وصاية سلطة، أي سلطة، وملتزمة قيادة جماعية واعية. ومن التجربة التاريخية الفلسطينية الطويلة، فإن تجيير المقاومة الشعبية لمصلحة فريق هو تعميق للانفصال وللخلاف وتشظٍ للقوى الوطنية ومحاولة للاستقواء.

واستقواء طرف على حساب آخر، في ظل ظروف «صفقة القرن»، محلياً وإقليمياً ودولياً، ليس أكثر من تحسين أوراق الاستقواء فحسب، وكأنه إعادة خلط الأوراق تمهيداً لاعتمادات جديدة. ونرجو أن لا تكون «المقاومة الشعبية» محلَ توظيف لإعادة إطلاق مرحلة جديدة من الحلول، وعلى رأسها «صفقة القرن» ببرقع جديدٍ محسّن.

قيمة المقاومة الشعبية في أن تبقى نقية الجوهر. وإذا كانت إعادة تقويم خطابها ضرورية، فلمزيد من تعزيز المشروع الوطني. والشرط هنا أن لا تكون على المقاومة سلطة، لا لهذا الفصيل ولا ذاك، بل للوطن.

 نقلاً عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا سلطة في المقاومة الشعبية لا سلطة في المقاومة الشعبية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon