توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذكاء لدى البشر... مستويات واختبارات

  مصر اليوم -

الذكاء لدى البشر مستويات واختبارات

بقلم - بيتر أورزاغ

عندما أعلن الرئيس دونالد ترمب عن تفضيله للمهاجرين من النرويج، فمن المحتمل ألا يكون على دراية بأنه اختار أحد الاقتصادات القليلة المتقدمة في العالم التي تشهد انخفاضاً ملحوظاً في معدلات الذكاء؛ إذ تعاني النرويج ودول شمال أوروبا الأخرى انكماشاً في معدلات الذكاء، بعد مستويات الذكاء المرتفعة نسبياً، حتى في الوقت الذي ترتفع فيه قياسات الذكاء في مختلف أنحاء العالم بصورة تصاعدية على المدى الطويل. والسؤال الرئيسي يدور حول ما إذا كان الانكماش الأخير في النرويج وفي غيرها من الدول يشير إلى أن الظاهرة العالمية في طريقها للزوال قريباً.
وكان متوسط مستويات الذكاء، الذي يقاس باختبارات الذكاء الموحدة، قد ارتفع منذ أوائل القرن العشرين على الأقل. وخلص التحليل الاستخلاصي الذي شمل أكثر من 4 ملايين شخص في 31 دولة، إلى أن متوسط الارتفاع لثلاث نقاط على معدل الذكاء كل 10 سنوات، أو ما يقرب من 10 نقاط لكل جيل. وخلصت دراسة أخرى أجريت مؤخراً إلى تسجيل زيادات مماثلة.
وتوصف هذه الظاهرة باسم «تأثير فلين»، على اسم جيمس روبرت فلين، العالم الأكاديمي النيوزيلندي الذي وثّق الظاهرة في سلسلة من الدراسات بدأت من ثمانينات القرن الماضي. وقد وجد ارتفاعاً لمعدل الذكاء في كل من البلدان المتقدمة والنامية، لكنه يختلف وفق الدرجة من بلد إلى آخر، بمرور الوقت، ووفقاً إلى نوع الذكاء الخاضع للقياس. وكان تأثير فلين هو الأقوى بالنسبة للاختبارات غير اللفظية منها إلى الاختبارات اللفظية، على سبيل المثال، وهو الأكبر لدى البالغين عن الأطفال.
وأسبابه تلقى الكثير من السجالات المحتدمة. وإحدى النظريات تقول إن تلك النتائج وهمية، وهي تعكس أفضل أساليب أداء الاختبار أو اختيار الأفراد الذين يؤدون الاختبار. غير أن مثل هذه التحولات ليست كبيرة بدرجة كافية لتفسير هذه الظاهرة. وعلى الأرجح، فهناك الكثير من العوامل لها دور في هذا، بما في ذلك التحسينات في التغذية، وتوسيع مجال التعليم الرسمي، والزيادة في متوسط التحصيل العلمي، والتحسينات البيئية، مثل انخفاض مستويات التعرض لمعدن الرصاص، وانكماش عدد أفراد الأسرة؛ الأمر الذي يسمح بمزيد من التركيز على التعليم لكل طفل داخل الأسرة. ولا يزال الجدل مستمرأً بشأن ما إذا كانت الزيادة في متوسط الذكاء تعكس الزيادة غير المتناسبة في معدل الذكاء في نهاية مجال التوزيع.
وأحد الآثار المترتبة للسياسة ينطوي على الحاجة إلى إعادة النظر فيما يشكل الذكاء الضعيف. ولقد أصدرت المحكمة العليا الأميركية، على سبيل المثال، حكماً بأنه من العقوبة القاسية وغير المعتادة لدى الولايات أن تحكم بالإعدام على المواطن الذي يفتقر إلى القدرة العقلية الكافية واللازمة لفهم عواقب أفعاله. ولهذا الغرض؛ هل يمكن اعتبار درجة 80 على معدل الذكاء اليوم مماثلة لدرجة 70 على المعدل نفسه قبل جيل من الآن؟ لم تكن المحاكم الأميركية متسقة فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان ينبغي الانضباط وفقاً لتأثير فلين. (جادل البروفسور فلين بشدة بأنه ينبغي للمحاكم أن تنضبط وفقاً لتأثيره).
من أحد الاستثناءات الملحوظة على الارتفاع المستمر في معدل الذكاء العالمي في أنحاء العالم كافة كان في الجيش الأميركي؛ فلقد انخفضت درجات اختبارات الضباط خلال العقود الأخيرة. ومع اعتبار أن درجات معدل الذكاء آخذة في الارتفاع في عموم الولايات المتحدة، فإنه من المفترض للنتائج العسكرية أن تعكس أنماط التجنيد بدلاً من أي ظاهرة واسعة النطاق. وما يبرز بالفعل هو عندما ينخفض مستوى معدلات الذكاء في البلاد بأسرها.
وبالعودة مجدداً إلى النرويج، فقد قارنت تسع دراسات بين تأثيرات فلين السلبية في سبعة بلدان، وفقاً إلى مراجعة ممنهجة وحديثة لتلك الأدبيات. وأثارت بيانات النرويج، على وجه التحديد، الاهتمام؛ نظراً لأنها تستند إلى الاختبارات التي أجريت على المجندين في الجيش، وتغطي جزءاً كبيراً من الذكور البالغين في البلاد. وهي تعكس انخفاضاً في متوسط معدل الذكاء في النرويج منذ منتصف تسعينات القرن الماضي.
ولقد أجرى البروفسور فلين بنفسه بعضاً من الدراسات الحديثة حول النرويج وغيرها من الدول الاسكندينافية. وتشير تحليلاته إلى هبوط بمقدار 6.5 نقطة لكل جيل من أجيال البلاد.
فهل يتوقع تكرار هذه التراجعات في بقية دول العالم، أم أنها معنية بالبلدان محل الدراسة فحسب؟ من المفترض، أن تتضاءل أسباب تأثير فلين بمرور الوقت، وتطغى عليها عوامل أخرى – بما في ذلك آثار ألعاب الفيديو، وغير ذلك من التغيرات الاجتماعية والثقافية الحديثة.
في واقع الأمر، خلصت إحدى الدراسات الأخيرة إلى أن وتيرة الزيادة في درجات معدل الذكاء كانت في تباطؤ بشكل عام – وهو إنذار محتمل ومبكر بشأن تأثير فلين السلبي في المستقبل. ومع ذلك، هناك دراسة أخرى أجريت وأظهرت عدم وجود مثل ذلك التباطؤ.
وحيث إننا نفهم القليل للغاية عن أسباب ارتفاع درجات الذكاء، فليس أمامنا سوى الخيار غير الجذاب الذي يدعونا للانتظار؛ حتى نعرف ما سوف يحدث في العالم. وفي الولايات المتحدة، الآن على أقل تقدير، فإن الارتفاع في مستويات الذكاء لا يُظهر أي علامة على التباطؤ.

 

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكاء لدى البشر مستويات واختبارات الذكاء لدى البشر مستويات واختبارات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon