بقلم - مينا بديع عبدالملك
إننى أتعجب من كل هذا الذى نراه يومياً فوق تراب مصر المقدس!! تلك الأرض الذى سار عليها الأنبياء والأبرار والقديسون، والتى عاش فوقها الآباء والأجداد والعظماء. كيف تحولت إلى أرض للتناطح والقتل والكراهية وسفك الدماء؟ إننا بالحقيقة أنقى شعوب الأرض، إننا أحفاد صناع الخلود، إننا- بدون أية مبالغة- أصحاب القلوب النقية العامرة بالتسامح والحب والمودة. إننا- كما يقول المفكر المصرى الراحل د. وليم سليمان قلادة- لو فكرنا أن نؤلف كتاباً لتاريخ الشعب المصرى العظيم لا يمكن لهذا الكتاب أن يستوعب إنجازاته.
لقد سبق للشاعر الراحل نجيب سرور (1 يونيو 1932- 24 أكتوبر 1978)- أحد فرسان المسرح المتميزين والذى يحمل لقب «شاعر العقل»- أن يسجل باللهجة العامية أبياتاً شعرية فى تقديس الأرض المصرية فقال:
«حاسب على الأرض...
حاسب وأنت بتدوسها
لو تنطق الأرض
كنت توطى وتبوسها
أنا مرة وطيت- وخدت حفان وقلت تراب
لقيت بدال التراب فى إديه ألف كتاب،
وقريت حكاية بلدنا فى كل رملاية:
دا كل حباية فى ترابنا لها حكاية:
حاسب على الحَبْ...
حاسب... آه (دا) حَبْ العين...».
فى عام 1900 سجل رجل القانون حبيب باشا المصرى (1885- 1953م) - وهو فى الخامسة عشرة من عمره- سجل على ورقة خواطره الوطنية الصادقة فقال: (ستذوب عظامنا وتتحلل، ولكنها ستمتزج بالتربة المصرية، ستُخصّب أرض مصر، ستفنى فى مصر، ستبقى إلى الأبد فى مصر ذرات حية أو ميته. سنسمع دائماً نشيد مصر ونغمها المرح والحزين، وتسطع على قبورنا وأجداثنا شمس مصر. ماذا نبغى؟ ومم نشكو؟ خُلقنا من مصر وفى مصر ولأجل مصر).
يا إخوة، يا شركاء الوطن الواحد، وشركاء فى الآلام والأفراح، فليعبد كل واحد فينا ربه بطريقته وأسلوبه ومنهجه، ونلتفت للعدو المتربص بنا.
*أستاذ رياضيات متفرغ بهندسة الإسكندرية
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع