توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تذكروا .. السياسات الإقصائية هي من تصنع الدواعش

  مصر اليوم -

تذكروا  السياسات الإقصائية هي من تصنع الدواعش

بقلم - ابراهيم بدوي

” .. جاءت قوانين التطهير تتوالى، واستولدت الحكومات العراقية المتعاقبة من رحم الحقد المتوارث ضد كل ما هو بعثي، لتبدأ في مراحل أخطر وأشد تسعى إلى إذلال والتنكيل بمكون يمثل ثلث العراق، وجرى بريمر ورفاقه ممن أتوا في ركابه يشرعون القانون تلو الآخر، ويضعون الدساتير التي لا تحترم مكونات الشعب العراقي، والتي حرصت على تكريس الحكم الطائفي المذهبي، وتمسكت بنفي إجباري واختياري لكافة من له صلة بماضٍ عراقي استمر في الحكم أكثر من 25 عاما،”

بغداد تقرر مصادرة أملاك صدام حسين وأكثر من 4 آلاف من أقربائه ورموز حكمه، إنها ليست نكتة سخيفة، أو إشاعة عبثية يطلقها أعداء الحكومة العراقية الحالية، إنه قرار حكومي، لكن بالحق فهو يحمل بين طياته من العبث والفكاهة السخيفة ما يفوق التصور، إن فكرة عقاب نظام سقط منذ 15عاما، وأقارب رموزه الذين يتحدث عنهم القرار في الشتات منذ عقد ونصف العقد، وأموالهم داخل العراق تمت مصادرتها منذ أولى حكومات الحاكم العسكري الأميركي بريمر، الذي حكم العراق بعد الغزو، هو من جاءوا في ركابه من متطرفين، فور صعودهم للحكم بدلا من أن يعدلوا فهو أقرب إلى التقوى، تملكت منهم غريزة الانتقام، وبدأ مخطط تقسيم العراق باستبعاد أحد مكوناته الرئيسية، وما عقب ذلك من فتح مظلمة تاريخية، جعلت العراق رهينة هذه الحرب الطائفية الدائرة منذ الغزو وحتى الآن، والتي حصدت أرواح ملايين العراقيين، لم تزهق أرواحهم في فترة (استبداد) صدام حسين، أو في أي من مراحل تاريخ العراق في العصر الحديث، خاصة المراحل التي شهدت عدم استقرار في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.

وجاءت قوانين التطهير تتوالي، واستولدت الحكومات العراقية المتعاقبة من رحم الحقد المتوارث ضد كل ما هو بعثي، لتبدأ في مراحل أخطر وأشد تسعى إلى إذلال والتنكيل بمكون يمثل ثلث العراق، وجرى بريمر ورفاقه ممن أتوا في ركابه يشرعون القانون تلو الآخر، ويضعون الدساتير التي لا تحترم مكونات الشعب العراقي، والتي حرصت على تكريس الحكم الطائفي المذهبي، وتمسكت بنفي إجباري واختياري لكافة من له صلة بماضٍ عراقي استمر في الحكم أكثر من 25 عاما، وسدت الآفاق في تحقيق مصالحة، كان يحتاجها العراق، مصالحة تقوم على الاعتراف بالجرم، كما كان الحال في جنوب إفريقيا التي مارست الفصل العنصري لعقود، وارتكب سكانها البيض أبشع أنواع الجرائم، لكن مانديلا كان يسعى لبناء دولة تتسع للجميع، لا دولة سوداء ينتقم فيها السود من البيض، فشرع في تحقيق مصالحته التاريخية، فكانت المصالحة خير وقاية من نزيف المزيد من الدماء كان سيستمر إذا انتهج مانديلا هذا المنحى العقابي الذي مارسته عراق ما بعد الغزو.
ولا حتى التزم الساسة الذين يخرج معظمهم من رحم جماعات تستمد مبادئها من الدين الإسلامي، بما قام به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما فتح مكة وقال لمن أذوه، وأجبروه على الهجرة ومن قتلوا بعض أهله، اذهبوا فأنتم الطلقاء، إنه ديدن كل من يسعى لإقامة دولة العدل والمساواة هو التسامح والتغاضي عن الأحقاد القديمة، أما من يريد التحزب المذهبي والطائفي، وفرض سيادته، فلن يتمكن من ذلك، بل ستظل بلاده رهينة الأحقاد، وأسيرة الشعور بالغبن من هذه الطائفة أو تلك القومية، وستظل نعرات الفرقة هي صاحبة الصوت الأعلى، وهو صوت نشاز يضر العراق، أكثر مما ضرها الغزو الهمجي تتاريا كان أم أميركيا.
إن ساسة العراق لم يتعظوا حتى من الماضي القريب، عندما ظن نوري المالكي إنه قادر على إسكات الطوائف التي شعرت بالتهميش، وأنه قادر على جعل الأمور تستقر وفق حصصية طائفية لا تراعي الأغلبية العظمى من المواطنين، فكان الرد المزلزل، من الموصل، حيث رضيت أن تكون تحت حكم تنظيم إرهابي كداعش، على أن تكون تحت حكم طائفي آخر، ولا أزال أتذكر كلمات صديقي العراقي، الذي أكد أنه برغم معرفته بإرهاب داعش، وأن هذا التنظيم الإرهابي، قد يقتله، كما قد تفعل ذلك المليشيات الأخرى، وقتها لم استوعب كيف يقبل أشخاص بحكم تنظيم إرهابي مثل داعش، فجاءت التجاوزات التي مارستها بعض فصائل الحشد الشعبي والتي اعترف بها رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، والذي أصدر أمرا بفتح تحقيقات فيها، لتجيب عن سؤالي.
لكن مع تصريحات العبادي المطمئنة، وحديثه الدائم عن عراق يتجه نحو مصالحة شاملة شعرنا بالأمل، وبأن حصن العروبة سيعود لمكانته، وسيمد العبادي يد المصالحة لجميع العراقيين دون استثناء أو إقصاء، ليبعد عن العراق خطر التقسيم الذي اقترب أكثر وأكثر في ظل القانون الحالي، هذا القانون الذي سيعمق جراح لاتزال ساخنة، وسيجعل تقارب عربي كردي، يسعى إلى التقسيم بدافع تلك القرارات الرعناء التي تنظر تحت أقدامها فقط، ولا تستشرف المستقبل، وتبحث عن آفاقه، حيث يشمل القرار 4257 شخصا، بالإضافة إلى عشرات الآلاف ممن يمتون إليهم بصلة، فالقرار استهدف الرئيس السابق صدام حسين المجيد الذي أعدم في 2006 وأولاده وأحفاده وأقربائه حتى الدرجة الثانية، ووكلائهم ممن أجرَوا نقل ملكية الأموال المشار إليها في هذا القانون وبموجب وكالاتهم، كما شمل هذا القرار، جميع المحافظين ومن كان بدرجة عضو فرع فما فوق في حزب البعث المنحل، ومن كان برتبة عميد في الأجهزة الأمنية للنظام السابق كجهاز المخابرات، الأمن الخاص، الأمن العسكري، الأمن العام، وفدائيي صدام. ولعل أفضل تعليق على هذا القرار ما قاله نجل طارق عزيز الذي يعيش في منفى اختياري منذ 15عاما، حيث قال نجل القيادي البعثي: نحن نتعرض للضغوط والإقصاء والظلم، كفى. متى ينتهي الحقد.. سمعنا عن عقوبات تستهدف من اتهموا بارتكاب ما قيل إنها جرائم بحق الشعب العراقي، لكن لماذا يتم استهداف الأقارب من الدرجة الثانية.

نقلا عن الوطن العمانيه

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكروا  السياسات الإقصائية هي من تصنع الدواعش تذكروا  السياسات الإقصائية هي من تصنع الدواعش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon