توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزمة اليمنية في ميزان العلاقات الدولية

  مصر اليوم -

الأزمة اليمنية في ميزان العلاقات الدولية

بقلم - د. محمد علي السقاف

في اجتماع مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين 26 فبراير (شباط) 2018 تم عرض مشروعين لقرار يقضي بتجديد حظر نقل السلاح لليمن؛ أحدهما بريطاني مدعوم من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا يدعو إلى التنديد بتقاعس إيران عن منع وصول أسلحتها إلى الحوثيين، وآخر روسي اكتفى بتجديد حظر السلاح من دون الإشارة إلى إيران.
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) عند طرح المشروع البريطاني للتصويت، وتم بعد ذلك التصويت على المشروع الروسي الذي صوت من أجله أعضاء مجلس الأمن الدولي بالإجماع، بمن فيهم بريطانيا، وذلك بغرض تحقيق الاتفاق قبل نهاية مدة عمل فريق خبراء الأمم المتحدة في اليمن في 26 فبراير 2018، الذين بنتيجة التصويت بالإجماع على المشروع الروسي تم تمديد مدة مهامهم لعام آخر ينتهي في 26 فبراير 2019.
إذا قارنّا استخدام روسيا حق «الفيتو» في مطلع هذا العام الجديد 2018، بعام 2008، فسيقيس المراقب من خلال المقارنة حجم التطورات المضطربة والتوتر في العلاقات الدولية عبر استخدام الدول ذات العضوية الدائمة حق «الفيتو».
ففي عام 2008 عقد مجلس الأمن الدولي 244 جلسة تبنى فيها 65 قراراً، ولم يستخدم حق النقض طيلة العام إلا مرة واحدة من قبل روسيا والصين بخصوص زيمبابوي.
وعلى أثر استخدام «الفيتو» الروسي، اتهمت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في بيان لها روسيا بحماية «النظام الإيراني الراعي للإرهاب»، وقالت إن الولايات المتحدة وشركاءها «سيضطرون لاتخاذ إجراءات ضد إيران لا يمكن لروسيا منعها»... خطاب يذكر بفترة الحرب الباردة بين المعسكرين.
فموقف روسيا في مجلس الأمن الذي اعترض على إدانة إيران لتزويدها الحوثيين بالأسلحة، أرادت به تعزيز تحالفها مع إيران في المنطقة من خلال مصالحهما المشتركة في سوريا ودعم نظام الأسد.
والمفارقة الكبيرة هنا أن إيران في فترة الحرب الباردة وفي عهد نظام الشاه كانت تمثل إحدى المناطق الاستراتيجية العازلة بين الشرق والغرب، وأحد خطوط الغرب الدفاعية المتقدمة في مواجهة الاتحاد السوفياتي سابقاً الذي تربطه بها حدود مشتركة.
هل «الفيتو» الروسي يمثل نقطة تحول في موقف موسكو من الأزمة اليمنية؛ أم هو موقف عارض في إطار رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية مجدداً بأن يبعث برسالة إلى الناخبين الروس لتجديد ولايته لأنه في عهده بدأ الروس يستعيدون بعض أمجادهم السابقة في فترة الاتحاد السوفياتي، فهي قوة أثبتت وجودها وعودتها التدريجية إلى منطقة الشرق الأوسط التي أراد الغرب التفرد بها وربما أيضاً استخدام إيران ورقة مساومة في الأزمتين السورية والأوكرانية في علاقته بالغرب؟ ففي أوج الأزمة الأفغانية في مطلع الثمانينات، كان الاتحاد السوفياتي لا يتردد في مضايقة البوارج الأميركية التي تعبر باب المندب بجعل الطيران الروسي يحلق فوقها انطلاقاً من اليمن الجنوبي الموجود فيها في تلك الفترة.
فليس من مصلحة روسيا في تخطيطها لعودتها إلى المنطقة ولعب دور بارز فيها أن تقف موقفاً عدائياً نحو الجنوب اليمني واليمن بصفة عامة، لأن موسكو تعلم فظائع الجرائم بحق الإنسانية التي ارتكبها الحوثيون بدعم من إيران أثناء غزوهم عدن والجنوب في مطلع 2015.
وهي تعلم أيضاً رغبة بريطانيا باستعادة نفوذها في عدن والجنوب الذي دام احتلالها له 129 عاماً، ورغبتها في قطع الطريق أمام القوى الإقليمية في الاستئثار بالجنوب.
وبالطبع مع العلاقات الوثيقة بين الاتحاد الروسي والمملكة العربية السعودية بأبعادها البترولية وحجم الاستثمارات والموارد المالية الضخمة في حوزة المملكة وبقية دول الخليج، إن تجاوزت إيران في دعمها الحوثيين الخطوط الحمراء، فلا شك أن كفة ميزان المصالح ستكون لصالح المملكة ودول التحالف العربي المؤيدة لاستعادة الشرعية في مواجهة الانقلابيين الحوثيين.
«الفيتو» الروسي في 26 فبراير الماضي من المعتقد أنه مجرد رغبة روسية في إعادة الذاكرة للولايات المتحدة بأن روسيا لديها أوراق ضغط ضد التحالف الأميركي وبقية الدول الغربية، لا تقتصر فقط على مستوى الأسلحة النووية المتطورة التي كشف عنها بوتين في خطابه الأخير؛ بل إنها تمتلك أيضاً أدوات ضغط حصلت عليها بعد الحرب العالمية الثانية بحق استخدام «الفيتو» ضمن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
صحيح أن «الفيتو» الروسي أضاع فرصة إدانة للتدخل الإيراني في الشأن اليمني وتهديد إيران للأمن الخليجي والعربي، ولكن في الوقت نفسه تجدر الإشارة إلى وجود توافق دولي حول أزمة اليمن لم يستخدم معه منذ 2011 حق «الفيتو» إطلاقاً قبل «الفيتو» الروسي الأخير، كما أن ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة، الدبلوماسيَ البريطاني مارتن غريفثت، خلفاً للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوثاً أممياً لليمن لاقى موافقة من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي، مما يعني أن «الفيتو» ليس موجهاً بالضرورة ضد اليمن أو دول التحالف العربي، وإنما في الأغلب يدخل ضمن سياق توتر العلاقات الروسية - الأميركية حول قضايا دولية متعددة. وفي كل الأحوال، تحتاج العلاقات الدولية إلى إيجاد توازن في القوى المهيمنة عليها من دون أن يرتهن مصير الشعوب بسيطرة قوة إقليمية أو دولية واحدة على المشهد السياسي العربي والعالمي.

نقلا عن الشرق الاوسط السعوديه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة اليمنية في ميزان العلاقات الدولية الأزمة اليمنية في ميزان العلاقات الدولية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon