بقلم - أحمد سالم
في ظل الدعم الرسمي والشعبي الموجه للمرأة المصرية والاتجاه إلي المساواة بينها وبين الرجل بما لا يخالف الشرع والقانون، لم يعد من المنطقي أو المقبول أن ننظر إلي عمل المرأة بصفة عامة والمرأة المصرية بصفة خاصة إلا بعين التقدير والاحترام.
وذلك لأن البرنامج اليومي لملايين الأمهات المصريات قد يعجز عن تنظيمه أعتي الخبراء من حيث قدرتها علي إنجاز كم هائل من التزاماتها تجاه أسرتها وجهة عملها بما لا يكفيه اليوم التقليدي ذو الـ ٢٤ ساعة.
وهذا لا يقلل أبدا من دور الأب المصري المطحون الذي ينحت في الصخر لكي يوفر لأسرته حياة كريمة، وكذلك لا يمنع أن ليس كل النساء ملائكة.
لكن من المؤسف أحيانا أن تقترن الملحمة البطولية لما تسمي بالمرأة المعيلة بزوج متخاذل كسول يتعاطي المخدرات ويطالبها بشراء السجائر له ولا مانع من مصروف يومي لقضاء وقت ممتع علي القهوة مع أصدقاء علي شاكلته وعندما تطالبه بالبحث عن عمل يساعدها من خلاله في محاربة غول الأسعار، يدعي أن فرص العمل محدودة وأن المطروح منها لا يتناسب مع مواهبه الفذة وقدراته الخارقة.
انتشر بشدة هذا النموذج خاصة في المناطق العشوائية وباتت القصة وكأنها كتالوج أسري تقليدي حيث الزوجة تعمل في تنظيف المنازل ـ ولها كل الاحترام ـ ولديها عدد من الأبناء في مراحل التعليم وفاشل كبير متواكل هو زوجها المصون !!!!
ويا ليته يمارس أبوته بحكم الفراغ الهائل الذي يعيش فيه ولكنه يمارس شذوذه النفسي وينكل بها وبأولاده أحيانا ويمارس رجولته المزعومة بعنف مفرط سواء لكي ينال حقوقه الزوجية أو لإثبات وجوده المكاني والزمني تحت تأثير المخدرات اللعينة حتي يتحول إلي شبح رجل ويصبح وجوده في الدنيا عبئا علي أبنائه بدلا من أن يكون سندا لهم.
وكما قالت لي إحدي هؤلاء السيدات الشريفات التي ذبلت كالوردة من سوء المعاملة والمعاناة الزوجية وتحولت إلي ما يشبه النبات الصحراوي الجاف، فيه رجالة أحسن من قلّتهم وفيه رجالة زي قلّتهم وفيه رجالة قلّتهم أحسن وأعتقد أن أبطال المقال ينتمون إلي النوع الثالث بجدارة بل إنهم في حاجة عاجلة إلي مراجعة واجباتهم والتزاماتهم تجاه أسرهم وإلا فليرحلوا غير مأسوف عليهم.
ولمن لا يصدقني فلينزل إلي شارع الحياة وسيعلم أن وراء كل امرأة معيلة متزوجة، زوجاً مَعيباً
نقلا عن الاخبار القاهرية