توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المجتمع المدني شريك أساسي في التنمية

  مصر اليوم -

المجتمع المدني شريك أساسي في التنمية

بقلم - أميرة السهلي

مضى عامان على اعتماد الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وذلك لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية، ومعالجة التحديات البيئية، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وخلق فرص عمل، والحد من الفقر. ولكن هل تستطيع الحكومات تحقيق هذه الأهداف الطموحة بمفردها؟
في الحقيقة لا، فمن الضروري بذل جهود جماعية وفردية ومشاركة جميع الأطراف كشركاء أساسيين في التنمية، بما في ذلك القطاع الخاص من خلال مشاريع المسؤولية الاجتماعية للشركات، فضلا عن منظمات المجتمع المدنى، باعتبارها الركائز الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة. فقد أدركت الأمانة العامة للأمم المتحدة أن التنمية تتحقق بقدر كبير، عندما يسمح للمجتمع المدني بالازدهار دون قيود. حيث يوجد حاليا في الأمانة العامة للأمم المتحدة أكثر من 4000 منظمةغير حكومية ليس لتقديم المشورة في إعداد أهداف التنمية المستدامة فحسب، بل كشريك فعلى في تنفيذ هذه الأهداف.
وتماشيا مع الخطة العالمية للتنمية المستدامة، وضعت الحكومة الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة أو رؤية مصر 2030، التي تشمل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في مصر مستندة في تحقيقها إلى مبدأ العدالة، والنزاهة الاجتماعية وتبادل الشراكات والخبرات. فبالإضافة للاستثمار في مواءمة السياسات الوطنية مع أهداف التنمية المستدامة، اعتزمت الحكومة العمل على مشاريع لتلبي احتياجات المواطنين والحد من الفقر. وتشمل هذه المشاريع برنامج الإسكان الاجتماعي المقرر أن يستفيد منه 3.6 مليون شخص من خلال توفير مساكن ميسورة التكلفة وبرنامج تكافل وكرامة لتعزيز إجراءات الحماية الاجتماعية، إلى جانب تفعيل قانون التأمين الصحي الشامل.
ولكن رغم كل هذه المحاولات الجادة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في مصر، فقد تم إيلاء اهتمام أقل لمناقشة الأدوار التي ينبغي أن يتخذها شركاء التنمية مثل القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات العمالية ووسائل الإعلام لتحقيق هذه الأهداف الطموحة جنبا إلى جنب مع الحكومة.
وعلى هذا الصدد قدمت مصر أول استعراض طوعي لها في منتدى الأمم المتحدة السياسي المعني بالتنمية المستدامة وهي من بين البلدان الـ 22 التي تطوعت للإبلاغ عن الجهود المبذولة لتحقيق هذا البرنامج الطموح. وفي الآونة الأخيرة أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي د.غادة والي على الدور المحورى الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمصر وذلك خلال الدورة السادسة والخمسين للجنة التنمية الاجتماعية (CSOCD56) بمقر الأمم المتحدة بنيويورك. وأضافت الوزيرة أن الأمل في القضاء على الفقر يعتبر هدفا يمكن تحقيقه في مصر إذا ما تضافرت جهود الحكومة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار وتمهيد الطريق أمام جهود التنمية لتحقق ثمارها.
بلغ عدد منظمات المجتمع المدني في أكتوبر2017 48300 منظمة، منها فقط 29043 منظمة ناشطة. وبناء على ذلك، ينبغي تسليط الضوء على دورمبادرات منظمات المجتمع المدنى كمنظمات أعمال لها القدرة والكفاءة على الدعم الفاعل للشراكة المجتمعية وتحقيق التنمية المستدامة، فعلى سبيل المثال مبادرة «مؤسسة حلم» في بناء قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع محافظة الجيزة ومبادرة «مؤسسة ساويرس للنتمية» في مكافحة البطالة. وقبل كل شيء لا يمكننا أن ننسى النموذج الناجح لمستشفى 57357 في تطوير خدمات الرعاية الصحية في مصر.
ومع كل ذلك مازالت الحاجة ملحة إلى تضافر الجهود، حيث ينبغي أن يكون مبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة أكثر نفاذا للتصدي للتحديات الأساسية التي تواجهها مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. فيعتبر ارتفاع معدل النمو السكانى، وتدنى مستوى الخدمات الصحية، والتلوث البيئي، وانخفاض مستوى خدمات التعليم من التحديات الرئيسية التي تعرقل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر.
ونتيجة لذلك، وبغية التصدي لهذه التحديات، اعتمدت الحكومة عدة شراكات ناجحة من أجل زيادة الموارد وبناء القدرات مع عدد من المنظمات غير الحكومية العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر، علما بأن عدد المنظمات غير الحكومية الدولية والجهات المانحة العاملة في مصر 96 منظمة.
فأمثلة الشراكات الحكومية الناجحة متعددة بما في ذلك الجهود السابقة لوزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إبيرت ستيفتنغ مصر (وهي منظمة تنموية ألمانية تعمل في أكثر من 104 دول حول العالم) ومنظمة العمل الدولية لدعم مظلة الحماية الاجتماعية ووضع منظومة تقييم لضمانات الحماية الاجتماعية.
أو مبادرة منظمة كير الدولية في محاربة الأمية في المدارس الحكومية من خلال العمل مع وزارة التربية والتعليم لوضع مناهج بديلة تعالج مشاكل الأمية بين طلبة المدارس، أومبادرة شبكة مصر للتنمية المتكاملة (إنيد)، وهي تعاون مشترك بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة التعاون الدولي لتحسين الظروف المعيشية لأهالى صعيد مصر.
وبالرغم من أن إشراك منظمات المجتمع المدني سواء المحلية أو الدولية قد يؤدي إلى تحقيق المبادرات الناجحة، لكن يجب على الدولة توفير البيئة التي يمكن أن يزدهر فيها كشريك أساسى في التنمية. وتكمن هذه البيئة في توفيرالمزيد من الدعم وتبادل الخبرات. كما أن هناك ضرورة لإعادة الاعتبار لدور المجتمع المدني من خلال إبراز أهمية العمل التطوعى والمدنى في تنمية مصر.
ومن أجل تحقيق كل ذلك يجب أن تتضافر جهود كل شركاء التنمية وبالأخص منظمات المجتمع المدني بحيث تتماشي أنشطتها مع رؤية مصر2030 من خلال التركيز على تحقيق هدف أو اثنين على الأكثر ويتم تغيير الأهداف كل 3 أعوام. فمما لاشك فيه أن التآزر بين الجهود الحكومية ومساهمة المنظمات غير الحكومية يمكن أن يجعل الأهداف الإنمائية أقرب إلى الإنجاز، ويدفع عجلة التنمية في مصر.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمع المدني شريك أساسي في التنمية المجتمع المدني شريك أساسي في التنمية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon