توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميثاق المواطنة

  مصر اليوم -

ميثاق المواطنة

بقلم - ريهام فؤاد الحداد

الوطن هو قطعة الأرض التى تضم جماعة من البشر تربطهم روابط مشتركة كاللغة والدين والعرق، بشر يتشاركون نفس الإقليم والحدود الجغرافية، يرتبطون بأرضهم وببعضهم البعض ويكوّنون تاريخاً ومواقف عامة واستراتيجيات وأهدافاً مشتركة.

يفترض أن تكون علاقة المواطن بوطنه أشبه بعلاقة الابن بوالديه، هو ذات الارتباط بالانتماء والولاء، والامتنان والعطاء والأخذ كذلك، علاقة حقوق وواجبات والتزامات موثقة بالعُرْف والقانون.

ينتمى الإنسان لأبويه انتماءً صحيحاً معافى وإيجابياً بَنّاءً إذا ما تشرب حنان والديه ورعايتهما وذاق طعم الاهتمام والاحتواء فيشب ابناً باراً حسن السلوك والأدب يملأه العرفان وينتظر لحظة رد الجميل.

وإن كان الأبوان أذكياء كفاية علموه اللباقة والأدب والالتزام بالقواعد والقوانين وآداب السلوك والتهذيب، حينها يسهل التعامل مع الابن ويسهل تعامل الابن مع العالم لأنه نموذج لإنسان طيب معافى لا يشكو من أدران نفسية أو أعطاب بالسلوك.

المواطنة لا تبتعد أبداً عن نموذج الأسرة السليمة، فإذا ما أشعر الوطن مواطنيه بأنه يرعى مصالحهم وينظمها، وبأن جميع ما يقام بالدولة هو للمنفعة العامة، وبأن الجميع سواسية لأنهم يحملون ذات الجنسية، وأن الوطن حريص على راحة المواطن وتوفير احتياجات الحياة الأساسية له كفرص العمل والتعليم الصحيح والصحة والأمن والعدل، كان عندنا مواطن مطمئن على نفسه وعلى مستقبل أبنائه، راضٍ قانع، شديد الانتماء لوطن أعطاه الحياة، ويأمن على أرضه.

كذلك إذا ما عُنيت الدولة بإخراج مواطن صالح قويم السلوك، كان انعكاس هذا عليها رائعاً، لأنه يكون مواطناً ملتزماً بواجباته، أميناً على وطنه يفديه بالغالى والثمين، ويعمل على رفعته ونمائه وتقدمه، ويكون تهذيب المواطن بسن القوانين القوية والعادلة أولاً، ثم ضمان تطبيقها على الجميع بحيادية عمياء، للحق مبصرة، وبسرعة مسعفة تعطى كل ذى حق حقه دون هدر للأيام والسنين.

إذاً فالعلاقة أولها عطاء وثانيها التزام ورد العطاء بعطاء أكبر وفداء وأهم ما يجب الانتباه إليه هو الجيل الجديد، وكيف تؤصل وترسخ به قيمة الوطن، ويكون هذا الأمر عن طريقين؛ أولهما الأسرة، وثانيهما الوطن ذاته. أسرة الطفل إن صلحت صلح المجتمع، وكما سبق الذكر إن استقر وضع الأسرة وضمنت أساسيات حياتها كانت أسرة سليمة صالحة تستطيع تنشئة مواطن كريم ومحترم يبنى وطناً عظيماً، حيث إن فاقد الشىء لا يعطيه.

كذلك يستطيع الوطن بنفسه تنشئة أجيال عديدة عن طريق التعليم القوى الذى يراعى جميع احتياجات الطفل الذهنية والبدنية والروحية وإقران التعلم بالأخلاق وزرع بذور الخير، وإبعاد أى منغصات عن حياتهم وحياة أسرهم لأن المعاناة سوف تزرع ضجراً وغضباً يتنافى مع قيم المواطنة السليمة، والارتباط بالوطن والانتماء إليه.

ولنتذكر دائماً أنه إذا أردنا مواطناً مثالياً يجب أن يكون الوطن ذاته مكاناً مريحاً بمناخ إيجابى يساعد على التقدم والعطاء والنماء وأن يكون الاستثمار أولاً بالإنسان (المواطن)، فالأمر أشبه بالميثاق بين الوطن والمواطن، تتخلله حقوق وواجبات ومسئوليات متبادلة بين الطرفين.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميثاق المواطنة ميثاق المواطنة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon