توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خاشقجي... ظهور الحقيقة

  مصر اليوم -

خاشقجي ظهور الحقيقة

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

قطعت المملكة العربية السعودية قول كل خطيبٍ، في بيانٍ واضحٍ وحازمٍ، أوضح كل الحقائق المتعلقة بقضية جمال خاشقجي، والملابسات التي جرت من بداية الحدث حتى نهايته.
انتصرت الدولة السعودية لنفسها ومواطنها، وأوضحت ما جرى، وأكدت على حرصها التامّ على العدالة ومحاسبة كل مخطئ، كبيراً كان أم صغيراً، وفتحت النيابة العامة تحقيقاً شاملاً يتابع المسؤولين ويحقق مع المتهمين، وأعلنت عن ثمانية عشر متهماً يخضعون جميعاً للتحقيق، وانتهت القصة.
المنصفون في هذا العالم أكدوا على قبولهم الرواية الرسمية السعودية، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والكثير من الدول العربية الشقيقة أبانت عن دعمٍ غير محدود للدولة السعودية وقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وبالإجراءات العدلية الحازمة التي أعلنتها، أما الخصوم والأعداء فسيبقون خصوماً وأعداءً، ولن يصمتوا حتى يروا النموذج الجديد للسعودية الجديدة يتهاوى، ودون ذلك خرط القتاد.

الأزمات العابرة لا تؤثر في الدول القوية، وأزمة جمال خاشقجي لن تؤثر في دولة بحجم ومكانة وقوة المملكة العربية السعودية، الأزمات تشد من قوة الدول المستقرة وتثبّت مكانتها وأهميتها، والدولة السعودية من أكثر دول العالم استقراراً ودعماً لاستقرار الدول في المنطقة والعالم.
يحتاج الناس في لحظات الأزمات إلى التأكيد على الثوابت الكبرى والتركيز على الأسس المهمة؛ لأن ذلك يخلق توازناً مهماً لدى الجميع ويمنح جرعة من العقلانية والواقعية، وبالذات حين تكون الهجمات شرسة وواسعة ومنظمة على مستوى إقليمي ودولي، كما صنع كل خصوم السعودية حول العالم في الأسبوعين الماضيين.
لم تُبنَ السعودية وتُبنَ دولتها بكلام ناعمٍ ومداراة، بل بُنيت برؤى القادة وعزائم الرجال، في حروب التوحيد التي خاضها المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - ومضى أبناؤه على الدرب، يواجهون أعتى الأزمات بعقول واقعية وروحٍ قيادية، واستعداد دائم للذود عن الوطن ومكتسباته، واجهت الناصرية في أوج انتشارها وقوتها وبقيت السعودية وذهبت الناصرية، دخلت في مواجهة طويلة مع المعسكر الشرقي والاتحاد السوفياتي وذهبت الشيوعية وبقيت السعودية.

وقفت السعودية بجوار الكويت بعد احتلال صدام حسين لها، وقال لها الملك فهد بشجاعة مقاتلٍ وعقل سياسي فذٍ: إما أن تعود الكويت وإما أن تذهب معها السعودية، وواجهت السعودية أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) بكل قوة ودخلت في مواجهة كبرى مع الإرهاب ونجحت وفشل الإرهاب، وفي لحظة الربيع الأصولي الإرهابي العربي واجهت السعودية كل التهديدات والمؤامرات، فذهب الربيع المشؤوم وبقيت السعودية أقوى أثراً وأعزّ مكانة.
هذه الأزمات كانت أكبر من الأزمة المفتعلة حالياً ضد السعودية، ونجحت السعودية في تجاوزها وعادت أقوى شكيمة وأبلغ أثراً، فكيف وهذه القضية أصدرت السعودية كل حقائقها وأبعادها، وسمّت الأشياء بمسمياتها، وركزت على التحقيق الجنائي بعيداً عن كل الترّهات المفبركة إعلامياً على طريقة «البروباغندا» من قناة «الجزيرة» إلى الإعلام اليساري الغربي، إلى كل من ركب الموجة المعادية للسعودية، ورفضت كل حملات التسييس للقضية وإخراجها عن بعدها الجنائي والعدلي.
السعودية الجديدة ذات العلاقات المؤثرة حول العالم حظيت بتأييد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رفض الانسياق خلف حملات الإرجاف السياسي والإعلامي الواسعة النطاق التي استهدفت السعودية ومشروعها التحديثي الكبير، بقيادة ولي العهد السعودي الأمير الفذّ صاحب الرؤية وقائد المستقبل والمؤسس الثاني محمد بن سلمان، وأكد الحرص على نتائج التحقيقات الجنائية والأدلة فقط.

السعودية الجديدة، وعلى الرغم من كل التشويه والحملات ضدّها، تواصل صناعة النموذج التنموي الجديد في المنطقة، المشروع الإصلاحي والتحديثي الكبير للأمير محمد بن سلمان، وهناك جهاتٍ عدة لا تريد له أن ينجح، منها أصحاب المشروعات المعادية في المنطقة، من المشروع الطائفي إلى المشروع الأصولي، ومنها دولٌ كبرى تخشى من التغييرات الكبرى التي يحدثها هذا المشروع في توازنات القوى في المنطقة والعالم، ومنها منظماتٌ دولية يقودها بيروقراطيون عتيدون ليسوا على استعداد لأي تغييرات كبرى تعيد ترتيب معادلات القوة والتأثير.

يمكن للسعودية إعادة تذكير العالم بمكانتها وقوتها الناعمة في المنطقة والعالم، وهي قادرة على عقدِ قمم ثلاثٍ تذكر بما فعلته في أول زيارة خارجية للرئيس ترمب بعد تسنّمه مقاليد الحكم في بلاده، وأن تدعو إلى قمم جديدة خليجياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، بعقد بعضها في العاصمة الرياض وبعضها في العاصمة الروحية مكة المكرمة، وأن تدعو إلى مؤتمراتٍ حاشدة لكل المنظمات الدعوية والخيرية التي تدعمها السعودية أو لها معها علاقات مؤثرة حول العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ويناقش فيها أولويات تصب في خدمة السعودية الجديدة ورؤيتها وإصلاحاتها.
هذه مجرد نماذج سريعة لشيء من قدرات السعودية في التأثير حول العالم، وهي من قبل ومن بعد الدولة الرائدة والقائدة في أهم الملفات الإقليمية، ففي مواجهة المشروع الإيراني الخطير على العالم بأسرة، فإن السعودية هي الشريك الأهم للولايات المتحدة في تحجيم هذا النظام ودرء شروره عن العالم في ظلّ تخاذلٍ كبيرٍ للدول الأوروبية وقصر نظرها عن رؤية الخطر الحاضر والمستقبلي لهذا النظام التخريبي.

السعودية الجديدة لم تعد تكتفي بمواجهة الإرهاب بشكلٍ محترفٍ وصارمٍ، بكل قدراتها الأمنية والعسكرية، بل انتقلت وتنقل العالم معها إلى مواجهة التطرف والأصولية، وقامت بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وهي مرنة في هذا التصنيف؛ فكلّ جماعة أو تيارٍ أو رمزٍ لها علاقة بالتطرف والإرهاب أصبح تحت سيف التصنيف، وأي دولة أقوى في حشد المسلمين ضد التطرف والإرهاب من السعودية؟ السعودية، قبلة المسلمين وخادمة الحرمين الشريفين، مهد الإسلام ومأرز الإيمان، التي يتجه إليها مليار ونصف المليار مسلمٍ خمس مراتٍ في اليوم والليلة، وفي الحج والعمرة.
السعودية الجديدة هي التي منعت النظام الإيراني من التمدد إلى جنوب الجزيرة العربية، وحرمته من أن يجد موطئ قدمٍ في الدولة اليمنية، وأن يهدد من هناك الملاحة الدولية، ويتخذ من اليمن منطلقاً لكل عمليات الإرهاب والتخريب مثلما فعل في العراق، ولبنان، وسوريا، وهذه المرة بالقوة الخشنة والقوات المسلحة والتحالف العسكري مع إخراج الملف بواقعية سياسية مبهرة ودعم خليجي وعربي وإسلامي، ومن خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، في قصة كبيرة لا تتقنها سوى الدول الكبرى في هذا العالم.
أخيراً، الرحمة لجمال، والمواساة لعائلته، والعدالة للمذنبين، والاستقرار والازدهار للدولة السعودية وقيادتها.

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خاشقجي ظهور الحقيقة خاشقجي ظهور الحقيقة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon