توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرأة العربية والإبداع

  مصر اليوم -

المرأة العربية والإبداع

بقلم - طارق عباس

العـلم أهم مداخل الإبداع، وشرط من شروط بناء الحضارة الإنسانية وربط الأصالة بالمعاصرة، وقد رافق العلم الإنسان منذ أن تفتح وعيه وارتقى من المستويات البدائية إلى أن بلغ آفاقاً عظيمةً فى النهضة والتطور والثورة فى التكنولوجيا، التى واكبت التغيرات فى نمط حياة البشر؛ باعتبار المعرفة هى المحرك الرئيسى للنمو؛ خصوصاً فى الوقت الذى نعيش فيه عصر السرعة والعولمة وتطور منظومة الاتصالات العالمية.

لأن الثروة البشرية هى أهم أدوات الإنسان فى إحداث التغيير؛ فقد أدرك رواد النهضة العرب ــ بدايةً من عصر محمد على ــ ضرورة إتاحة الفرصة للمرأة؛ كى تتعلم وتتحرر من أميتها؛ لكسب معركة الاعتراف بمكانتها وحقوقها؛ لذلك اُتُّخِذَت خطوات من شأنها إعادة صياغة حياة المرأة العربية وتأهيلها بشكل يضعها فى مصاف المشاركين فى التنمية، فتأسست فى عام 1832 أول مدرسة حكومية فى مصر؛ لتدريب الفتيات على تقديم الخدمات الطبية، ومن هذه المدرسة تخرجت «جليلة تمرهان» أول كاتبة صحفية فى العالم العربى، وكانت تنشر مقالاتها فى مجلة «يعسوب الطب» أقدم مجلة فى الشرق الأوسط، وكانت تُطبَع فى «المطبعة الأميرية ببولاق»، وفى عام 1834 أُنشِئَت أول مدرسة للفتيات فى لبنان، وفى عام 1873 تأسست المدرسة السيوفية أول مدرسة ابـتـدائـيـة حكومية فى مصر، وبعدها مدرسة السنية الثانوية للبنات وكانت سنة 1889، ثم مدرسة المسلمات فى تونس سنة 1900، فمدرسة بير زيت بفلسطين سنة 1924 والتى تحولت إلى جامعة بير زيت فيما بعد.


بمرور الوقت يزداد عدد المدارس ويزداد عدد الراغبات فى التعلم، وفى سباق مع الزمن نجحت المرأة فى أن تبنى مع الممارسات الإبداعية العلمية جسوراً عظيمةً متينةً، شهدت بأن المرأة العربية قادرة على إثراء البلدان العربية بالعلم وبنور العلم، وأن الإبداع لا يمكن ولن يمكن أن يكون فى يوم من الأيام ميزة أو حكراً لجنس بشرى بعينه أو بنوع اجتماعى دون آخر؛ لذلك كان الاهتمام بالتعليم؛ لأنه ــ بلا شك ــ سيسهم فى تغيير أوضاع الـمـرأة وسـيـضمن لها مــســتـــقــبـــلاً أفــضــــل.

يتوقف مدى إسهام المرأة فى الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على ما حصلت عليه من تثقيف وتأهيل؛ حيث يزيد التعليم والتدريب من إمكانية المرأة على العمل ورفع مستوى توقعاتها فى الحياة؛ لذلك نجد أن معدلات تعليم البنات فى دول العالم الإسلامى قفزت قفزةً كبيرةً، اختلفت بحسب المناطق وبحسب فئات المجتمع، وحدث تحسن نوعى فى المستوى العلمى للمرأة العربية، نقلها من مجرد راعية لمواهب الآخرين إلى إطلاق مواهبها وجعلها فى العقود الأخيرة تحقق ما لم تحققه مثيلتها من نساء الغرب فى عدة قرون، وتبرع براعةً غير مسبوقة فى ممارسة العلم والـتـكـنولـوجـيـا.

فى الإمارات العربية مثلاً تحتل الـمـرأة هـنـاك الـمرتبة الأولى عـربـيـاً وعالمياً فى نسبة الملتحقات بدراسة العلوم والتكنولوجيا فى الجامعات والمعاهد، وبلغت نسبة النساء الحاصلات على درجة الدكتوراه فى المملكة العربية السعودية حوالى 79%، أما فى جامعة دمشق بسوريا فتبلغ النساء الحاصلات على درجة الدكتوراا قياساً إلى الرجال نسبة قدرها 6 – 2، والـمـاجـسـتير فى الهندسـة الـمـعـمـارية نسبة 5 – 2، وفـى تونس ارتفع عدد الطالبات المتخصصات فى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من 28% من إجمالى عدد الطلبة عام 1999 إلى حوالى 40% فى عام 2004، وفى الكويت يبلغ عدد الطالبات فى التعليم العالى حوالى ثلاثة أضعاف الطلبة، وتتفوق الفتيات فى بلدان عربية عدة على الفتيان فى تخصصات علمية محددة مثل الصحة العامة فى الجامعة اللبنانية والكيمياء فى العراق والصيدلة فى سوريا، ويكثر إقبال الفتيات فى البلدان العربية على علوم الصحة والبيولوجى، فى حين يقل عدد الملتحقات بعلوم الفيزياء أو الــرياضيات أو الهندسة، وهذه ظاهرة عالمية تتشارك فيها جميع الــبــلدان الأوروبية والولايات المتحدة.

بالطبع لا أقصد بذلك الإحصاء إثبات الـمـقـدرة لـحـواء دون آدم، وإنما للتأكيد على أن حواء قــادرة على الإبداع مثله، وأنها لا تزال تستحق جهودا كبيرة من كافة المؤسسات العربية للارتقاء بمستواها العلمى والقيمى وتحريرها ممن لا يعرفون قيمة إسهاماتها فى تغيير نمط الحياة وحصاد أجمل ما فيها من إنجازات

 نقلا عن المصري اليوم القاهريه

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة العربية والإبداع المرأة العربية والإبداع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon