توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الذكر الأبيض» يقتل أيضاً

  مصر اليوم -

«الذكر الأبيض» يقتل أيضاً

بقلم : د. محمود خليل

يوم 28 أكتوبر الماضى شهدت ولاية بنسلفانيا الأمريكية حادث إطلاق نار أودى بحياة 11 شخصاً، كانوا يتعبدون داخل كنيس يهودى بمدينة بيتسبرج، الشرطة الأمريكية قبضت على المتهم بارتكاب الحادث، وهو أمريكى يدعى «روبرت باورز»، ووصفته وسائل الإعلام الغربى بأنه «ذكر أبيض» قام بارتكاب الجريمة، وقالت إن حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى تعج بالتدوينات التى تعكس اتجاهاته المعادية للسامية. عقب هذا الحادث بـ10 أيام شهدت ولاية كاليفورنيا حادثاً جديداً أودى بحياة 12 شخصاً، بينهم ضابط شرطة، حين أطلق «مسلح»، وهو بالمناسبة «ذكر أبيض» أيضاً، النار على رواد ملهى ليلى بكاليفورنيا.

لم تحظَ الواقعتان بما تستحقان من اهتمام من جانب الإعلام الغربى الذى دأب على إفراد مساحات كبيرة لهذا النوع من الحوادث، ولكن يبدو أن غياب «العنصر الأسمر» عنها، سواء كان غربياً أو شرقياً، هو السبب فى ذلك!

الإعلام الغربى، وكذا مؤسسات صناعة القرار، لا يريدان الاعتراف بأن الإرهاب لا دين له، ولا مراجعة تصورهم الذى يذهب إلى أن الإرهاب مرتبط بدين بعينه. الإرهاب فى الأول والآخر ثقافة وبيئة قادرة على إذكاء نار التعصب، وهى نار تندلع وتحركها رياح التوتر والإحباط العام التى تسود مجتمعات معينة خلال فترات زمنية خاصة، ويتفاعل معها أفراد المجتمع بصور مختلفة، فمنهم من يستوعبها ويتفاعل معها بعقلانية، وهناك أشخاص غير طبيعيين يتفاعلون معها بنفوس مهزوزة وعقول مشوشة فيستجيبون لها ويصبحون جزءاً من نارها.

الإرهاب لا يرتبط بلون (ذكر أبيض أو أسمر) قدر ما يرتبط برعاية دول وأجهزة. داخل تنظيم «داعش»، على سبيل المثال، يظهر الذكور البيض إلى جانب الذكور السمر، لأن «داعش» ببساطة ليس تنظيماً بل شركة عابرة للجنسيات والألوان البشرية، شركة ترعاها دول ومؤسسات تستهدف تحقيق أهداف ومصالح محددة فى مناطق معينة من العالم، وإلا بماذا نفسر تمكن «داعش» من بيع بترول المناطق التى استولت عليها فى العراق عبر دول معينة لتطرح فى السوق العالمية للنفط؟!

الإرهاب تمويل قبل أن يكون ديناً، فهناك مرتبات سخية تُدفع للإرهابيين وأسرهم، ومبالغ ضخمة تُبذل من أجل توفير السلاح والمعدات اللازمة لتنفيذ العمليات، ومبالغ أضخم تُدفع بهدف الحصول على معلومات تيسر للتنظيمات الإرهابية القيام بمهماتها القذرة.

الإرهاب ليس ديناً، بل هو ثقافة وأجواء مواتية تساعد على نموه بسبب ما يسودها من توتر واحتقان وإحباط، وهو أيضاً توجه تتبناه وترعى عناصره دول، ومال وفير يبذل من أجل تحقيق مصالح أكبر وأموال أوفر. ذلك ما لا يريد الإعلام الغربى الاعتراف به، حين يصر على إلصاق الإرهاب بعقيدة دون أخرى، ويعبر على العديد من الحوادث الإرهابية الأخرى لأنها لا تنطلق من رؤيته النمطية، ولا تخدم الفرضيات التى تتأسس عليها رسالته، لذلك تجده يهرب من الحقيقة ويكتفى بوصف المتهمين بارتكاب أفعال إرهابية معينة باللون «ذكر أبيض». والهروب فى مثل هذه الأحوال هو نوع من الإرهاب.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الذكر الأبيض» يقتل أيضاً «الذكر الأبيض» يقتل أيضاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon