توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فنزويلا.. «دولة برأسين»

  مصر اليوم -

فنزويلا «دولة برأسين»

بقلم : د. محمود خليل

سوء إدارة اقتصادية أدى إلى أزمة سياسية عاصفة.. هذا ملخص ما يحدث الآن فى فنزويلا. فمنذ عام 2014، واقتصاد الدولة يعانى بسبب انخفاض أسعار البترول. وفنزويلا -كما تعلم- واحدة من الدول التى تعتمد على البترول بصورة شبه كاملة لتمويل اقتصادها. ضعف المدخولات البترولية أدى إلى خلق مستوى خيالى من التضخم، تدنّى معه سعر العملة المحلية بصورة غير مسبوقة، وارتفعت الأسعار بشكل مرعب، وزادت نسب الفقر والفقر المدقع بدرجة خطيرة. الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو أعلن أكثر من مرة خلال عام 2018 أن حرباً اقتصادية تخوضها القوى الخارجية ضد فنزويلا، وأرجع إليها حالة التدهور التى ضربت اقتصاد البلاد. وهو كلام لم يعجب المعارضة، وكذلك الشعب الذى يعانى. ولكى يواجه «مادورو» التململ الشعبى الذى ترجم فى صرخات ومظاهرات هنا وهناك، أصدر قانوناً أطلق عليه «قانون كراهية فنزويلا» واستخدمه كأداة لمعاقبة المعترضين على سياساته الاقتصادية.

الحظ السيئ كان حليفاً للرئيس الحالى «مادورو» عندما تراجعت الأسعار العالمية للنفط بعد عام واحد من توليه السلطة فى 2013، وازداد الأمر سوءاً بسبب فشل حزمة الإجراءات التى اتخذها لمواجهة التضخّم غير المسبوق فى الأسعار، وزاد الطين بلة العقوبات الأمريكية التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الدولة الفنزويلية بعد صعود الاشتراكيين إلى الحكم بزعامة «مادورو». ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات هروب الفنزويليين من الواقع الاقتصادى المتردى بالدولة، بحثاً عن حياة جديدة فى دولة أخرى، ولجوء «مادورو» إلى آليات المواجهة التقليدية التى يعتمد عليها الحكام العجَزة فى مواجهة الشعوب الموجوعة، ارتفع صوت المعارضة فى الشوارع، ومنه إلى الجمعية الوطنية، ومنه إلى رئيسها «خوان جوايدو»، الذى يتزعّم حركة المعارضة، فأعلن نفسه رئيساً لفنزويلا. وسارع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى تأييده ومباركة خطوته بمجرد أن أعلن عنها. وهو أمر أغضب المعسكر الروسى - الصينى، فبادرت الدولتان إلى إعلان تأييدهما للرئيس «مادورو».

تعيش فنزويلا الآن برئيسين (أو رأسين)، أحدهما مدعوم أمريكياً، والآخر مدعوم روسياً وصينياً. «مادورو» يرى أنه صاحب الشرعية فقد جاء بالصندوق فى انتخابات 2013، فى حين يرى معارضه «جوايدو» أنه سار بالبلاد نحو الهاوية، وأضاع اقتصادها، وتسبّب فى معاناة مواطنيها، وأن أوان خروجه من الحكم قد آن. «مادورو» أعلن أنه يستعد للدخول فى مواجهة عسكرية مع معارضيه، وأنه سيحارب فى كل مدينة فنزويلية. ولا خلاف على أن الدخول فى أتون حرب أهلية لن يبقى حجراً على حجر داخل الدولة، وسيحول معاناة الشعب الفنزويلى إلى مأساة كاملة.

تظل الشعوب دائماً هى الضحية، فسياسات القائمين على الأمر -كما يحدث فى فنزويلا- تعجزهم عن الحياة ولا توفر لهم أدنى شروط المعيشة الآدمية، وعندما تصرخ وتعترض تواجه بقوانين قمعية، وإذا خرجت وتظاهرت وأيدت المعارضة التى تطمح إلى وراثة الحكم هدّدت الدولة التى تعيش فيها بمخاطر جللة. والعالم الخارجى لا يهمه سوى مصالحه وتحقيق أهدافه فى هذه الدولة أو تلك.. ماذا تفعل الشعوب؟!.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنزويلا «دولة برأسين» فنزويلا «دولة برأسين»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon