توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحافة والضمير المستتر

  مصر اليوم -

الصحافة والضمير المستتر

بقلم: د. محمود خليل

منذ عدة سنوات تحيا الصحف المطبوعة من غير سوق حقيقية تستوعب ما تطبعه من نسخ. بعض الأسر التى لم تزل تشترى الصحف تستخدمها لأهداف أخرى غير القراءة، مثل تنظيف الزجاج، وفرشها على موائد الطعام وجمع الفضلات. ولست بحاجة إلى أن أكرر لك ما تعلمه بالضرورة عن أن بعض الصحف اليومية فى مصر لا يزيد توزيعها على 2000 نسخة، وأن عدد الصحف (جرائد ومجلات) ينقرض ويتراجع بصورة عجيبة فى مجتمع يبلغ تعداده أكثر من 100 مليون «بنى آدم».

عندما كان عدد المصريين أقل مما هم عليه الآن لم يكن وضع الصحافة على هذا النحو. يشير الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور فى كتابه «قصة الضمير المصرى الحديث» إلى أن عدد الصحف اليومية فى مصر وصل إلى 10 صحف أواخر القرن التاسع عشر، حين كان عدد المصريين لا يزيد على 15 مليون نسمة، وكانت بعض الصحف مثل «الأهرام» و«الأستاذ» توزع ما يقرب من ثلاثة آلاف نسخة أى أكثر مما توزع بعض الصحف اليومية حالياً! وعندما قامت ثورة يوليو 1952 كان عدد الصحف اليومية فى مصر يزيد على 20 جريدة، غير المجلات والصحف الأسبوعية. ولا خلاف على أن عدد الصحف المطبوعة أخذ فى الانحسار خلال فترة الستينات والسبعينات، لكن حدثت انتعاشة بسوق المطبوع بعد ذلك خلال فترة الثمانينات وما تلاها نتج عنها زيادة أعداد الصحف القومية والخاصة والحزبية، بالإضافة إلى العديد من المجلات المتخصصة التى صدرت عن المؤسسات الصحفية القومية.

ومع استثناءات قليلة كان استمرار الصحافة خلال حقبة الستينات وما تلاها انعكاساً لإرادة سياسية، وليس لإرادة مهنية تعكس وعياً بالدور الذى تقوم به الصحافة فى حياة القارئ وإصراراً من جانب الصحفيين على أدائه. فمنذ صدور قانون تنظيم الصحافة 1960 أصبح الدور الأهم الذى تقوم به الصحف هو التعبئة والحشد وراء توجهات السلطة. وقد ظل هذا الدور قائماً خلال فترة السبعينات، لكن الرئيس السادات (رحمه الله) أضاف دوراً جديداً للصحف بعد دخول مصر فى التجربة الحزبية الثالثة، وهو دور المعارضة. فعندما سمح الرئيس السادات بعودة الأحزاب السياسية عام 1977 أعطى الصحف الناطقة باسمها هامش حرية منحها فرصاً عديدة لإسماع القارئ أفكاراً وآراء وأصواتاً لا يسمعها فى الإعلام الرسمى. ويبدو أنه كان يؤمن بأن الأصوات الناقدة التى تعلو فى الصحف المعارضة محدودة التأثير والأثر، فكم عدد النسخ التى توزعها هذه الصحف حتى يكون لصوتها صدى فى الشارع؟

هذه المعادلة سار عليها «مبارك» أيضاً، ومع ظهور البث الفضائى والخروج من دائرة التليفزيون «أبو قناتين» أفسح المجال لبعض البرامج التى تقدم خطاباً معارضاً، وتم ذلك بتخطيط وتدبير من مهندس الإعلام المصرى حينذاك صفوت الشريف الذى أعطى الفرصة لبعض الأصوات المعارضة لتعبر عن نفسها فى برامج تليفزيونية تطبيقاً لمبدأ يمكن تلخيصه فى عبارة: «ليه تنقد بره ما دام ممكن تنقد هنا». فبدلاً من أن تذهب هذه الأصوات إلى قنوات معادية لمصر تتعيش على الأصوات المعارضة أفسح لها «الشريف» مساحة للتعبير داخل القنوات المصرية.

لكن تضييق دائرة النقد والمعارضة لم يمنع الإعلام الذى يلعب على يسار السلطة من تحريك الأوضاع، وقلقلة الثوابت، وقد نسبت الكثير من التحليلات إلى الإعلام دوراً مهماً فى تحريك المصريين فى 25 يناير 2011، ثم فى 30 يونيو 2013، ولكن يبدو أنه مع نمو الإعلام الجديد وتآكل أدوار الوسائل التقليدية القديمة لم تعد السلطة بحاجة إلى الإعلام ككل سواء على مستوى التأييد أو المعارضة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة والضمير المستتر الصحافة والضمير المستتر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon