توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الأسرة البديلة»

  مصر اليوم -

«الأسرة البديلة»

بقلم: د. محمود خليل

«الأسرة البديلة» حالة أفلحت جماعة الإخوان فى خلقها داخل المجتمع المصرى، حين جعلت من «الأسرة الإخوانية» بديلاً للأسرة البيولوجية. تعلم أن الجماعة تهوى التحرك داخل البيئات الاجتماعية المخلخلة لتستقطب أتباعها. شباب كثر يعانون من مشكلات أسرية متنوعة، هناك من يخنقه سوء التربية، ومن يخنقه ضيق المكان الذى يعيش فيه، ومن تخنقه الظروف الاقتصادية الصعبة. بين هؤلاء وغيرهم تجد جماعة الإخوان صيدها، وتستطيع أن تحقق غاياتها فى تدجين الشباب داخل المجموعات الإخوانية التى تصبح بمرور الوقت أسرة بديلة يشد أعضاءها رباط وثيق يفصلهم عن أسرهم التقليدية. وعادة ما يجد العضو داخل الأسرة الإخوانية البديلة قدراً كبيراً من الدفء المفتقد فى الأسرة البيولوجية، حين يعيش الأنس بين أترابه، ويجد كباراً يسمعون مشاكله، ويحاولون تفهمها، ويساعدونه فى حلها. ولا يفعل كبار الجماعة ذلك عطفاً أو إدراكاً لمشاكل يعانى منها الشباب داخل الأسر التقليدية، فالمسألة لا تعدو الاستثمار المنظم للظروف الصعبة التى يعيشها بعض الأفراد، لكى يتم فصلهم شيئاً فشيئاً عن الأسر التقليدية، والتى مهما قست عليه بسبب قسوة ما تعانيه من ظروف، ومهما حاول الفرد الهروب من زخم ما تورثه له من مشكلات، فإن ذلك لا يمكن أن يمحو بحال رابطة الانتماء المؤسس على الدم الذى يربطه بها، وذلك ما تبغى الجماعة تذويبه من خلال جعل الأسرة البديلة أساس الانتماء، وهى تُنظّر لهذا الأمر تحت عنوان «المفاصلة».

يرى الإخوانى «منير الغضبان» -صاحب كتاب المنهج الحركى للسيرة النبوية- أن الإسلام مر بمرحلتين: المرحلة المكية التى تواصلت لثلاثة عشر عاماً، وهى مرحلة تربية الكوادر على أصول وقيم وقواعد التصور العقائدى للإسلام، والمرحلة المدنية التى امتد عمرها إلى عشر سنوات، وهى مرحلة بناء الدولة. وفى سبيل تعميق مسألة «المفاصلة» داخل نفوس المنضمين لجماعة الإخوان يسعى كبارها إلى تكريس عدد من الأفكار، مثل: الحرب خدعة، والكذب على العدو جائز، والاغتيال السياسى يجوز فى بعض الأحوال كما فعل النبى (صلى الله عليه وسلم) مع «كعب بن الأشرف»، وأن المسلم يصح أن يتحامى فى كافر، كما فعل النبى (صلى الله عليه وسلم) عندما رفض المشركون دخوله مكة، بعد رحلته الحزينة إلى الطائف وصد الناس له، فدخل فى جوار مشرك، وقس على ذلك الكثير من الأفكار الأخرى التى تخلق لدى العضو رؤية تنظيمية واضحة المعالم.

وقمة الاختبار فى موضوع «المفاصلة» أن يجعل العضو أسرته الإخوانية «البديلة» أسرته الحقيقية، وأن يقطع خط التواصل مع أسرته البيولوجية. وأكثر ما يساعد الإخوان على النجاح فى ذلك حالة التزاحم التى تعانى منها الأسر فى البيوت والتى تخلق بيئة يمكن وصفها بـ«البيئة الطاردة»، فيبدأ الأبناء فى الانفلات إلى أى مكان آخر أرحب، وإلى كيانات قادرة على الاحتواء، وللأسف ترحب بعض «الأسرة الأصيلة» بهجرة الأبناء إلى «الأسرة البديلة»، لما لذلك من دور فى تخفيف حمولة السفينة التى تنوء بمن يعتلى سطحها. وبمرور الوقت تصبح الأسرة البيولوجية مجرد وهم وتكوين هلامى لا يشكل بالنسبة لعضو الإخوان شيئاً، وينسج «عنكبوت» الأسرة «البديلة» خيوطه حوله. وفى اللحظة التى يستسهل فيها الفرد تقطيع وشائج صلته بالأسرة التى يرتبط بها بصلة الدم، فإن زهده فى فكرة الانتماء للأرض التى أنجبته يزداد، فكما تحل الأسرة الإخوانية البديلة محل الأسرة البيولوجية، تحل «الجماعة» محل «الوطن».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الأسرة البديلة» «الأسرة البديلة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon