توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحالمون والواقعيون

  مصر اليوم -

الحالمون والواقعيون

بقلم: د. محمود خليل

نستطيع أن نؤرخ لبداية ظهور وجهتى النظر التى تؤيد أولاهما «التغيير الحاد السريع للأوضاع» وتجنح ثانيتهما إلى «الإصلاح التدريجى للواقع» بفشل الثورة العرابية. التنازع بين وجهتَى النظر هاتين قفز فى مشاهد متعددة من تاريخ المصريين، لعل أبرزها المشهد الذى أعقب ثورة 1919. وأتصور أن التنازع ما بين هاتين الوجهتين من النظر لا يزال يشكل ثنائية أساسية يتفاعل بها العقل المصرى مع العديد من القضايا المعاصرة. وتكاد هذه الثنائية تقسم المصريين المهمومين بالشأن العام إلى فئتين: فئة الحالمين، وفئة الواقعيين.

بعد فشل ثورة «عرابى» ظهر اتجاه ينكر على زعيم الثورة وصحبه فِعلَهم، ويتهمهم بالعدو وراء حلم زائف أفقدهم القدرة على رؤية الواقع وفهم أبعاده والعوامل التى تحكمه، وأن حركتهم أدت إلى خسران مبين للبلاد، بعد أن تمكن الإنجليز من احتلالها. ولا يخفى عليك أن هذا الرأى يقفز على الواقع ويهدر الكثير من السياقات التى أحاطت بهذا الحدث، لكننا لسنا بصدد مناقشة ذلك، ما نريد التوقف أمامه يتحدد فى ذلك التيار الذى نشأ حينذاك ويدعو إلى «الواقعية السياسية»، وينادى بالإصلاح التدريجى للواقع بعيداً عن أحلام الحالمين الذين يبيعون الوهم للمجموع، ثم يتسببون فى مشكلات جللة قد تعيده سنين إلى الوراء.

تشكل تيار الواقعية السياسية -المنادى بالإصلاح التدريجى حينذاك- من مجموعة من المثقفين المصريين الذين نأوا بأنفسهم عن المشاركة فى الثورة العرابية، مثل على مبارك الذى عاد إلى قريته بمجرد اندلاع الأحداث وتفرَّغ لإصلاح أرضه، ولما انتهى «عرابى» إلى ما انتهى إليه رجع إلى القاهرة وواصل مسيرته فى خدمة التعليم فى مصر، ونظر إليه كمقدمة كبرى للإصلاح وللتغيير الثقافى والاجتماعى الذى يمهِّد لبناء دولة حقيقية. كما ضم هذا التيار بعض من شاركوا فى الثورة العرابية لبعض الوقت ثم تابوا وأنابوا، مثل الشيخ محمد عبده، الذى تبنَّى نظرية التربية كسبيل للإصلاح، واستنكر الأصوات الداعية إلى الحكم النيابى، واستغرب دعوتها بالموازاة لذلك إلى تحرير شعب مستعمر، دون الالتفات إلى أن الجهل هو المحتل الحقيقى للمصريين.

تبلور تيار الواقعية السياسية الداعى إلى الإصلاح التدريجى إذاً فى إطار «ثنائية التربية والتعليم» وأخذ أصحابه يبذلون جل جهدهم فى هذا الاتجاه، وفى سياقه أيضاً ظهر مصطفى كامل داعياً إلى الدفاع القانونى عن استقلال مصر، متذرعاً بتبعيتها إلى الدولة العثمانية، وبدأ يبذل جهوده فى حل المشكلة تحت مظلة القصر الذى كان يجلس على عرشه حينذاك الخديو عباس حلمى، لكن اللافت أن واحداً ممن تبنوا مبدأ «الواقعية السياسية» -بعد الثورة العرابية- وأخذ يتعامل مع الإنجليز كأمر واقع، بل ويجذِّر صِلاته بالمندوب السامى البريطانى فى مصر، وهو سعد زغلول، وجد نفسه قائداً لثورة عارمة انداح فيها الشعب إلى الشوارع، وهى الثورة التى انضم إليها كل أطياف الشعب، بما فى ذلك أصحاب نظرية الواقعية السياسية المنكرون لفكرة التغيير الحاد السريع!.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحالمون والواقعيون الحالمون والواقعيون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon