توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثالوث الكراهية

  مصر اليوم -

ثالوث الكراهية

بقلم: د. محمود خليل

فكرة «كراهية الآخر» حاضرة بقوة فى الوجدان الإخوانى، فالعضو المنضم إلى الجماعة يتعلّم أن يبذل الحب، كل الحب، لإخوانه من أفراد الجماعة وأميرها، أما الآخر فهو دائماً موضع كراهية، ومن الواجب التعالى عليه. ويتم تكريس مسألة الكراهية داخل الجماعة -كما أشرت سريعاً بالأمس- من خلال ثلاث أفكار تشكل فى ما بينها ثالوثاً، يشتمل على ثلاثة أضلاع. الضلع الأول هو المفاصلة، والثانى الحب فى الله، والثالث التعالى على الآخرين.

فكرة المفاصلة تعنى أن يتبرّأ عضو الجماعة المتشدّدة من أى فكر يخالف فكر التنظيم، وأن يفهم أن الجماعة هى أهله وناسه، وأن من يحاربها حتى لو كان أقرب الناس إليه، لا بد أن يفاصله، وأن يقطع شرايين العلاقة التى تربطه به. وما أكثر ما يردّد المتشدّدون الآية الكريمة -من سورة براءة- التى تقول: «قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِىَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (سورة التوبة - الآية: 24). ورغم أن هذه الآية جاءت فى سياق مختلف، لأن الآباء المعاصرين وكذا الأشقاء والأزواج والعشيرة، ليسوا من المشركين على وجه الإطلاق، بل مسلمون بسطاء عاديون يؤمنون بالله ورسوله، ويرون أن «المحبة» جوهر رسالة الإسلام، إلا أن الجماعة لا تتردّد فى إسقاطها على الواقع المعيش وأهله.

تأسيساً على الآية الكريمة السابقة تتسكع فكرة المفاصلة والتبرؤ من كل ما هو مخالف ومختلف مع الجماعة داخل عقل ووجدان أعضائها. فأهل وعشيرة العضو هم إخوانه فى الجماعة الذين يذوبون معاً، وينصهرون فى ما بينهم من أجل تحقيق مشروعها، لذلك لا يقبل بسهولة أن يتزوج عضو الجماعة من خارجها. فالزوجة لا بد أن تكون «ملتزمة»!. ومفردة: «ملتزم»، وكذلك مفردة: «ملتزمة» من الأوصاف التى تتردّد على ألسنة أعضاء الجماعات المتشدّدة فى تصنيف المسلمين من حولهم. فهذا «ملتزم»، وذاك «غير ملتزم»، وهذه «ملتزمة»، وتلك «غير ملتزمة» وهكذا. والالتزام هنا ليس معناه الامتثال لأحكام الدين، بل ينصرف مدلوله إلى الانصياع لفكر الجماعة.

كم من أسر مصرية عانت الأمرين جراء زرع فكرة الكراهية المقيتة هذه فى عقل ووجدان شباب شردوا بعيداً عن آبائهم وأمهاتهم وأشقائهم وعوائلهم. ولو أنك قرأت رواية «الأفيال» للمبدع الراحل فتحى غانم، فستجد أنه عالج هذه المشكلة من خلال شاب شرد عن أسرته بعد أن لغمت الجماعة عقله بفكرة المفاصلة، فاتّهم أباه بالفساد، ونعت أمه بالسفور والتبرج والخروج عن شرع الله، وصبيحة أحد أيام عيد الأضحى، تعارك مع أبيه وترك منزل الأسرة إلى الأبد، فأورثهم هماً وشقاءً لا ينقضى، وتاه هو بعد ذلك فى دروب الجماعة التى لغّمت عقله. وتلغيم العقل هو المقدّمة الطبيعية لتلغيم الجسد، وهو ما تفعله الجماعات المتشدّدة حين تقرر استخدام أعضائها كمجرد وقود فى معارك أطماعها.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثالوث الكراهية ثالوث الكراهية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon