توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأفكار القاتلة

  مصر اليوم -

الأفكار القاتلة

بقلم: د. محمود خليل

انشغل سيد قطب بالسلطة على نحو كبير، بسبب إحساسه بالاضطهاد منها، لذلك كان اهتمامه بتأكيد مبدأ الحاكمية. ولم يكن انشغاله بالسلطة مقصوراً على مصر فقط، بل امتد إلى السّلطة فى كل زمان ومكان. فعندما تصدّى للحديث عن موضوع الجهاد مثلاً عتب على هؤلاء الخانعين الذين يضعفون أمام الفكرة التى يروّج لها الغرب حول أن الإسلام انتشر بالسيف، وأصر على أن الجهاد فى الإسلام له هدف أساسى يتمثّل فى إزالة كل الطواغيت التى تحول ما بين الشعوب والاستماع إلى رسالة القرآن.

وهو يقصد بالطواغيت هنا كل السلطات (السياسية أو الاقتصادية) التى تمنع الدعوة إلى الله من الوصول إلى الشعوب. ولو عاش سيد قطب إلى الآن لأدرك أن الإسلام لا يحتاج إلى سيف ولا حربة حتى ينتشر. فالإحصاءات تقول إن عدد المسلمين تضاعف أكثر من سبع مرات خلال القرن العشرين، إذ كان عددهم مع بداية القرن (200 مليون مسلم)، وقد وصل مع نهاية القرن إلى (1500 مليون نسمة). لقد كان وما زال الجهاد الذى يحتاجه المسلمون حقيقة هو بذل الجهد من أجل تغيير أوضاعهم المعيشية والإنسانية، وحل مشكلاتهم فى الصحة والتعليم والتنمية وغير ذلك من أمـور، ناهيك عن بذل الجهد فى طاعة الله تعالى ومرضاته.

لم يكن سيد قطب -وهو يقدم هذه الأفكار- يجلس فى قصر أو يتجول فوق ظهر «يخت»، بل كان يكتبها داخل سجون الستينات، لذلك فهى أفكار أنتجتها الأزمة وغذّتها المحنة، ووجدت صداها جلياً بعد ذلك فى بيئة السبعينات، وما تلاها، حيث بدأت تسيطر على مصر حالة انفلات عام، تمثل وجهها السياسى فى الحديث المصنوع عن الديمقراطية الشكلية، ووجهها الاقتصادى فى الانفتاح الاستغلالى، ووجهها الفكرى والثقافى فى تفاهة العديد من الأفلام السينمائية، وركاكة الرسالة الإعلامية. إن سياق الحال هو الذى أعطى لأفكار سيد قطب وجاهة لدى البعض، رغم ما يشوبها من عدم الدقة والرومانسية الحالمة المرتبطة بتكوينه كأديب.

المشكلة الأساسية أن سيد قطب وغيره من منظرى الفكر المتطرف انشغلوا بالسلطة أكثر مما شغلوا أنفسهم بالشعوب، ولم يستوعبوا أن التغيير أصله «ثقافة». فالتغيير الثقافى هو المقدّمة الأهم والأخطر للتغيير على أى من المستويات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو المعرفية، لكن سيد «قطب» وقع فى نفس المطب الذى وقع فيه غيره، حين استسهل الحديث عن السلطة واختزل الأمر فى شخص أو هيئة أو جهة، إذا تغيرت فسوف تتغير كل الأمور فى المجتمع، ويبدو أن إحساس سيد قطب بسيطرة الثقافة الوسطية على الرؤية الدينية للمصريين ستدفعهم إلى رفض أفكاره وفهمه المتطرف للإسلام، فانصرف عن المجتمع واتجه إلى السلطة.

فى كل الأحوال نستطيع القول إن هناك تقصيراً فى تحليل وتفكيك أفكار سيد قطب، يستثنى المرحوم حسن الهضيبى حين اجتهد فى دحض أفكار التكفير والتجهيل التى نمت وترعرعت خلال فترة الستينات فى كتابه «دعاة لا قضاة»، وأثبت بالأدلة القرآنية والنبوية حمق من يذهبون هذا المذهب فى مواجهة المجتمع. وأتصور أن الكتاب ليس كافياً فى هذا المقام، بل لا بد من وجود كتابات أخرى أكثر تفصيلاً وأقدر على تفنيد النسيج الفكرى، الذى قدمه سيد قطب، بشرط الوعى بالسياق والملابسات التى أحاطت بإنتاج أفكاره.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفكار القاتلة الأفكار القاتلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon