توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته»

  مصر اليوم -

أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته»

بقلم: د. محمود خليل

بعد الانفصال عن الأسرة، يبدأ العضو فى الانفصال عن المؤسسة التعليمية، تمهيداً للانفصال الكامل عن المجتمع وفكرة الوطن. وربما تناقضت مسألة انفصال الإخوان عن المؤسسة التعليمية مع عدد الأطباء والمهندسين المنتمين إلى جماعة الإخوان، ما يشهد على كفاءتهم الدراسية، وسوف أوضح لك سر هذا التناقض فى ما بعد. لكن فى سياق ما نتناوله الآن، نستطيع القول إن العضو الداخل إلى الجماعة كان ينخرط -خلال فترة السبعينات وحتى الآن- فى ما يشبه المدرسة التى تشتمل على مقررات تعليمية ومعلمين وأساليب تقويم، وساحة التعليم ليست الفصل، بل «الجلسة»، حيث تدرس المقررات التنظيمية المطلوب من العضو الإلمام بها. وثمة مجموعة محدّدة من الكتابات يتم تناولها داخل الجلسات، من بينها كتابات فتحى يكن، وهو كاتب لبنانى، ومن أبرز كتبه: «ماذا يعنى انتمائى للإسلام؟»، وكتب «سعيد حوى»، وهو كاتب سورى إخوانى معروف، وأبرزها كتب الأصول (الله - الرسول - الإسلام)، بالإضافة إلى كتابه «جند الله ثقافة وأخلاقاً».

وأبرز ما يستوقف المستعرض لهذه الكتب أنها مكتوبة بأقلام غير مصرية، تجد ذلك واضحاً فى النماذج السابقة، وفى مؤلفات الهندى أبوالحسن الندوى، وأبرزها كتاب «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟»، والباكستانى أبوالأعلى المودودى، وأبرزها كتاب «المصطلحات الأربعة»، واللبنانى شكيب أرسلان، وأهمها كتاب «لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟». وكل هذه الكتب وغيرها تعكس سياقات المجتمعات التى عاش فيها كتابها. والهدف من ذلك يتحدّد فى ترسيخ مفهوم الأمة داخل العضو، وإعلائه على مفهوم الدولة الوطنية.

وعادة ما يستغل المسئولون داخل الجماعة سمة «فهم الإسلام بأقلام غير مصرية»، لتأكيد عدم وجود حدود فاصلة بين الدول والمجتمعات الإسلامية، وأن المسلمين نسيج واحد مترابط، وأن هذه الحدود هى اختراع استعمارى بحت استهدف تفتيت العالم الإسلامى، بعد أن ظل قروناً طويلة يعيش تحت راية الخلافة، وأنه لا يوجد شىء اسمه مسلم مصرى، ومسلم صينى، ومسلم سورى، ومسلم أمريكى. فكل مسلم مهما بعدت المسافة هو أقرب للعضو من غير المسلم، مهما قربت المسافات بينهما، وأن رسالة الجماعة هى أن تؤسس الأسرة المسلمة، ومن الأسرة المسلمة يتشكل المجتمع المسلم، ثم الدولة الإسلامية، ثم الخلافة التى تجمع المسلمين فى العالم تحت مظلة واحدة، ثم أستاذية العالم!.

ومن اللافت أن جماعة الإخوان تسعى إلى النفى الممنهج لفكرة «الوطنية المصرية» داخل عقل ونفس وتكوين من ينخرط فى عضويتها. وقد كان هذا الأمر محسوماً منذ اللحظة التى أطلق فيها الأستاذ حسن البنا وصف «المسلمين» على «إخوانه»، فسمى جماعته «الإخوان المسلمين»، ليستبعد كل مصرى غير مسلم من دائرته، بالإضافة بالطبع إلى المسلمين غير المؤمنين بتصور الجماعة وفهمها الخاص للإسلام. وقد بلور الأستاذ «سيد قطب» هذا الأمر بصورة صريحة فى عبارته الشهيرة «جنسية المسلم عقيدته»، إذ كان يرى أن فكرة الجنسية المصرية، لا تنهض أمام الرابطة الإسلامية القائمة على أساس الدين. وهى مقولة شديدة الغرابة لا تستطيع أن تجد لها صدى فى سيرة وحياة النبى، صلى الله عليه وسلم، الذى كان يؤمن بفكرة الانتماء إلى الأرض التى أنبتته (مكة)، ويرى أن «حب الوطن من الإيمان»، يضاف إلى ذلك أن هذه الفكرة لا يمكن أن تظفر بتفسير لها فى تاريخ الوطنية المصرية التى تستوعب أن مصر يصعب أن تذوب فى كيان أكبر، لأنها كيان كبير بطبيعته، وحتى فى الثقافة الشعبية التى تؤمن بأن «مصر أم الدنيا»، وأن أى وافد عليها يمكن أن يذوب فيها، أما هى فتستعصى على الذوبان فى أى كيان، لأنها ببساطة كيان مستقل بذاته، أو قُل بالتعبير الشهير للأستاذ عباس العقاد: «نسيج وحدها»!.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته» أكذوبة «جنسية المسلم عقيدته»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon