توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرشد الأمين.. فى الدنيا والدين!

  مصر اليوم -

المرشد الأمين فى الدنيا والدين

بقلم: د. محمود خليل

الوقوف عند ظاهر الآيات أو التسليم ببعض التأويلات التى لا تتسق مع المفاهيم الأساسية التى تنتظم حولها الرؤية القرآنية، يرتبط بغلبة «الثقافة النصوصية» على العقل المسلم. «العقلية النصية» هى العقلية التى تتربى على ثقافة تقوم على عدم مجاوزة ظاهر النص إلى أعماقه بشكل يربط المؤشرات اللفظية بالسياق المفاهيمى العام داخل القرآن الكريم، وهى العقلية التى تُسقط فكرة الاجتهاد أو المخالفة أمام نصوص يصح معها الاجتهاد والمخالفة، وتدفع العقل إلى السير على قضبان لا يستطيع أن يحيد عنها حتى أمام النصوص البشرية التى لا تحمل قداسة، وإلا انقلب وتبعثر فى الهواء.

والأصل فى الثقافة النصوصية يرتبط بالمنطق الذى يحكم تعامل بعض المسلمين مع القرآن الكريم. وهو منطق يتأسس على الحفظ وليس الفهم ومحاولة تدبر واستيعاب المعانى العميقة فى آياته. وعندما يحس أصحاب هذه الثقافة برغبة فى الفهم تجدهم أبعد ما يكونون عن إعمال عقلهم فى كلام الله بل يفضلون العودة إلى الشروح التى قدمتها النصوص المولدة أو الألسنة المرددة لها. أغلب هؤلاء يؤثر العودة إلى الكتب الصفراء التى تحتشد بشروح تزعم لنفسها الإحاطة بالنص وما وراء النص والإلمام بالمعانى التى يشتمل عليها، بما فى ذلك الحاضر أو الغائب فى محيط النص إلى درجة سرد حوارات وقعت فى الملأ الأعلى وأحداث اقترنت بنزول آدم إلى الأرض وواقعة قتل قابيل لهابيل وما دار بين الملائكة وإبراهيم من حوارات حين ألقى به النمرود فى النار، وغير ذلك من أمور.

وتعد النصوص المولدة عن النص الأصلى، الأساس الذى يستند إليه العقل المسلم فى فهم معانى النص القرآنى. فهو يتعامل مع القرآن الكريم كنص جدير بالحفظ، وأن عليه أن يبتغى إليه الوسيلة من خارجه حتى يفهم معانيه ويستوعب مرامى آياته الكريمة، وذلك من خلال كتب التراث التى ورثناها عن الآباء والأجداد. ولا يخفى عليك أن هذه الكتب يختلط فيها الغث بالسمين والعقلانى باللا عقلانى والقرآنى باللا قرآنى. وأغلب ما يسكن عقول المسلمين وما تردده الألسنة من فهوم ومفاهيم عن الدين مصدرها الكتب المولدة وليس الكتاب الأصلى الذى يصرف كثير من المسلمين أغلب جهدهم إلى حفظه، ويعتمدون فى فهمه على مصادر من خارجه. تماماً مثل التلميذ البليد الذى يلجأ إلى كتب خارجية يلتمس فيها الوسيلة لفهم محتوى الكتاب المقرر، ولكن لأن الكتب الخارجية أحياناً ما تكون متخمة بالأمثلة والمسائل فإن من يلجأ إليها -دون الكتاب المقرر- يزهد فيها ويبحث عن وسيلة تتطلب منه بذل جهد أقل فى الفهم، وقد يجد ضالته فى مذكرات مختصرة، أو وريقات قليلة تختزل له المضامين وتسطحها له قدر المستطاع حتى يسهل على عقله -الذى جُبل على الحفظ- استيعابها. وما أكثر ما يكتفى فى هذا السياق باللجوء إلى داعية أو أمير أو أحد المتكلمين فى الدين ويعتبره معلمه ومرشده الأمين فى الدنيا والدين، أو بعبارة أخرى مدرسه الخصوصى لمادة الدين!.

القصة تجد جذورها لدى أقدم فرقة احتكمت إلى تأويل ظاهر الآيات القرآنية، بعيداً عن المفاهيم الكبرى التى ترتكز عليها الرؤية القرآنية، وبعيداً أيضاً عن سياق الحال وظروف الواقع، وهى فرقة «الخوارج» التى كان أكثرها من «القراء» أى حفَّاظ القرآن الكريم، وتمددت فروع القصة مع الجماعات التى نهجت نهج الخوارج فى الأخذ بظاهر الآيات القرآنية، فطرحت أفكاراً ومفاهيم حول «الجهاد» و«القتال» اعتمدت فى التأصيل لها على التأويل الظاهرى لبعض آيات الذكر الحكيم، ويأتى على رأس هذه الجماعات جماعة الإخوان التى تحورت أفكارها فيما بعد لدى جماعات عنقودية أخرى عديدة، بدأت بتنظيم الفنية العسكرية بقيادة صالح سرية عام 1974 وانتهت بتنظيم «داعش» الذى يقوده أبوبكر البغدادى.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرشد الأمين فى الدنيا والدين المرشد الأمين فى الدنيا والدين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon