توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خلطة كشك

  مصر اليوم -

خلطة كشك

بقلم : محمود خليل

حتى تكتمل خلفية المشهد الذى مكّن جماعة الإخوان من الدخول إلى مرحلة «الميلاد الثانى» فى السبعينات، من المهم أن نتوقف أمام واحدة من الظواهر اللافتة التى هيّأت المناخ لنشر أفكار الجماعة، (بالإضافة إلى ثقافة النكسة، وحالة الدروشة الصوفية التى ضربت المصريين)، وتتمثّل فى الخطب المنبرية التى كان يلقيها عدد من الخطباء المشاهير ويتم تداولها حينذاك عبر شرائط الكاسيت، من هؤلاء الخطباء على سبيل المثال الشيخ إبراهيم عزت، والشيخ محمد الغزالى، والدكتور عبدالصبور شاهين، والشيخ عبدالحميد كشك.

وكان الأخير «كشك» أخطر هذه الأسماء على الإطلاق، وأكثرها قدرة على التغلغل والتأثير فى آذان البسطاء من المصريين.

الشيخ «كشك» ظاهرة تشهد على عصر، فقد كان الجمهور الذى يحرص على حضور خطبته للجمعة، وأحاديثه بمسجد دير الملاك -أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات- يُعد بالآلاف الذين يتزاحم بهم المسجد، والشوارع المحيطة به من كل الاتجاهات، وكانت خطبه تتميز بالطول، وكان بارعاً فى تأسيسها على خلطة -يصح أن تصفها بالخلطة الصوتية- تتفاعل فيها الآيات القرآنية، مع الأحاديث النبوية، مع الأبيات الشعرية، ويختلط فيها الدينى بالدنيوى، وفى الدرس الذى اعتاد أن يعطيه لمُريديه بعد الخطبة كانت تختلط الفُصحى بالعامية، والجاد بالهزل، والهجوم الحاد على رجال السياسة والفن، بالنكات والقفشات المضحكة. خلطة كانت تعجب الكثيرين، ودفعت الكثير من الخطباء إلى تقليده.

وأتصور أن الشيخ «عبدالحميد كشك» أنشأ ملمحاً جديداً فى خطب الجمعة، وهو ذلك الملمح الذى تتحول فيه الخطبة إلى حالة من حالات الدروشة الجماعية، حين كان يُردّد: مَن الواحد؟ فيرد الحاضرون: «الله»، مَن الأحد؟: «الله»، مَن القادر؟: «الله»، وهكذا يُعدّد أسماء الله الحسنى والناس تصرخ من ورائه «الله.. الله.. الله»، ثم يصرخ فيهم «وحّدوا الواحد»، فيرد الحاضرون «لا إله إلا الله»، ثم يصمت بعض الوقت نتيجة ارتفاع أصوات البعض بالنشيج والبكاء!.

استطاع الشيخ «كشك» أن يخلق حالة بين المصريين يمكن وصفها بـ«الحالة الصوتية»، فجمله كانت ذات إيقاع صوتى خاص جداً، خصوصاً عندما كان يوجّه سهام نقده إلى رجال السياسة والشخصيات العامة، لكنك إذا فكّرت فيها فسوف تشعر بأنها تعانى «فقر دم» مفزعاً على مستوى المضمون.

فزع الشيخ «كشك» من الطريقة التى يستهلّ بها «السادات» خطاباته «بسم الله»، فكان يلومه، قائلاً: «أثقلت عليك الرحمن الرحيم يا فاجر»؟!.

والجملة لا تحمل أى معنى، إذا أخذنا فى الاعتبار أن «السادات» لم يكن يتلو سورة من سور القرآن الكريم، وعندما كان يذكر السادات آية من آيات الذكر الحكيم -وكثيراً ما كان يفعل- كان يسبقها دائماً بالبسملة كاملة، وبالتالى فالجملة الصوتية اللافتة التى كان يرددها الشيخ «كشك» فى ذم «السادات» لم تكن تحمل معنى ذا بال، ومع ذلك فقد كانت تتردد على ألسنة الناس وقتها.

كان عداء الشيخ «كشك» لأم كلثوم مستحكماً، حتى بعد وفاتها، رحمها الله، فقد كان يردّد: «أم كلثوم تقول: كل نار تصبح رماد مهما تقيد.. طيب أخبار نار جهنم إيه يا ست؟!». كان الشيخ يردّد تلك العبارات فتعلو ضحكات الحاضرين، وترتسم على وجوههم أمارات الإعجاب به. ومن بين هؤلاء الضاحكين من كان يوصف فى الستينات بأنه «يفطر فول ويتغدّى كورة ويتعشى أم كلثوم»!.

والعجيب أن الشيخ كان يلهب «أم كلثوم» بهذه السياط الكلامية، فى الوقت الذى لا يخجل فيه من ترديد أبيات شعرية من قصائد غنّتها، خصوصاً القصائد الدينية، التى كان لها دور خطير -حين شدت بها- فى الارتقاء بفكر وأحاسيس وذوق المستمع المصرى

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلطة كشك خلطة كشك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon