توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللهاث وراء «المستورد»

  مصر اليوم -

اللهاث وراء «المستورد»

بقلم : محمود خليل

آفات أخلاقية كثيرة ضربت خريطة النفس المصرية مع توالى سنوات حرب اليمن. كان أخطرها على الإطلاق صعود قيمة الاستهلاك فى حياة المصريين بصورة منذرة بآثار مروعة على أخلاقياتهم. كل حرب ولها وجوه خسارة وأيضاً وجوه مكسب. منذ الحربين العالميتين الأولى والثانية والمصريون يتندرون على «أغنياء الحرب» الذين ساعدهم توقف شحن البضائع من الخارج بسبب الحرب وارتفاع أسعار السلع على مراكمة ثروات هائلة. الأمر نفسه ينطبق على حرب اليمن التى دخلتها مصر عام 1962، وانسحبت منها بعد نكسة عام 1967.

بعد ثورة يوليو 1952 قلت السلع المستوردة داخل الأسواق المصرية، وسادت السلع المحلية الأسواق. كان المحظوظون -من أغنياء الثورة الجدد- فقط هم من يستطيعون الحصول على المستورد، حين تتيح لهم الظروف السفر خارج البلاد. كانت اليمن مصدراً مهماً من مصادر الحصول على السلع المستوردة، بدءاً من المكسرات ومروراً بالأجهزة الكهربائية وانتهاءً بأطقم الصينى، وعلى هامش البضائع التى كانت تتدفق من هناك نشأت فى مصر سوق جيدة لبيع هذه السلع. وأصبح طموح بعض الشباب السفر إلى هناك وهم لا يعلمون ما يخبئه لهم القدر فى جبال اليمن وأرضها الممتدة، كان تفكيرهم منصرفاً إلى الجنيهات الغزيرة التى سيحصدونها كمرتبات، والسلع المشتهاة التى سوف يعودون محملين بها إلى أسرهم التى لم تكن أقل تطلعاً من أبنائها إلى ما تتزاحم به أسواق اليمن. والأمر نفسه كان ينطبق على غزة التى كانت تزخر أسواقها هى الأخرى بالسلع المستوردة التى يحصل عليها من تسوقهم مهام الإشراف الإدارى المصرى على هذا الجزء من الديار الفلسطينية إلى هناك.

فى غمرة التطلع إلى الجديد والمثير من السلع التى تموج بها الأسواق الخارجية، ولا تتوافر داخل مصر، تناسى البعض النتائج الخطيرة التى ترتبت على طول فترة مشاركة مصر فى حرب اليمن والخسائر التى منينا بها هناك. بذرة التطلع التى غرست فى النفس المصرية خلال هذه الفترة نمت وأزهرت خلال حقبة السبعينات، عندما تبنى الرئيس السادات سياسة الانفتاح الاقتصادى. من عاصر هذه الحقبة يتذكر كيف كان ينظر المصريون إلى المنطقة الحرة ببورسعيد، وكيف مثلت المدينة الباسلة التى صمدت فى وجه عدوان 1956 أكبر «قبلة استهلاكية» للمصريين، وكيف كانت تنظم الرحلات داخل المدارس وبين الأقارب والأحباء لزيارة المدينة المحظوظة والعَبّ مما تمور به أسواقها من سلع لا تتوافر فى المحافظات المصرية. ولعلك تذكر أيضاً الأحاديث التى كان يتبارى فيها بعض المصريين فى سرد حيلهم العجيبة والغريبة فى التهرب من الجمارك بالملابس المستوردة والساعات وعلب الكومبوت واللبان المستورد. بذرة التطلعات الاستهلاكية غرست فى النفس المصرية خلال حرب اليمن واستوت على عودها فى بورسعيد.

وضعت نكسة 1967 كلمة الختام فى حرب اليمن، عندما قرر الرئيس جمال عبدالناصر سحب بقية القوات المصرية فى اليمن (وعددها 50 ألف مقاتل) لحاجته إليهم على الجبهة وتدخل رئيس وزراء السودان أحمد محمد محجوب لإصلاح ما انكسر فى العلاقة بين مصر والسعودية والترتيب لعودة القوات المصرية من هناك، وكأن الأقدار شاءت أن تضمد مصر جراحات حرب اليمن بجرح أكبر فى سيناء

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللهاث وراء «المستورد» اللهاث وراء «المستورد»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon