توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليمن والثمن

  مصر اليوم -

اليمن والثمن

بقلم : محمود خليل

بدأ أفراد الشعب يتشاركون فى أحاسيسهم نحو ما يحدث فى حرب اليمن عندما بدأت نتائجها تمس حياتهم المباشرة، فاختفت بعض السلع التموينية، وقيل حينها إن السبب فى ذلك شحنات التموين التى يتم إرسالها إلى اليمن. توقف العمل أيضاً فى بعض المصانع، وتعثرت خطة بناء مدارس جديدة، مما اضطر القائمين على أمر التعليم إلى زيادة عدد التلاميذ فى الفصول ليصل إلى 60 تلميذاً.

ومع توالى سنوات الحرب ضربت مصر أزمة اقتصادية عرقلتها عن تمويل الكثير من المشروعات المتعلقة بالكهرباء والمياه والصرف الصحى والنقل والمواصلات.

تعالَ، مثلاً، إلى مشكلة «السكة الحديد» وهى واحدة من المشكلات المزمنة فى مصر، وقد بدأت تفاعلاتها فى الستينات بسبب ما أصاب هذا القطاع من إهمال نتيجة تراجع معدلات الإنفاق على صيانته وتطويره، ثم تفاقمت لأسباب أخرى متعلقة بأداء الحكومات فى الحقب التالية.

لكنك تستطيع أن ترصد بدايتها فى الستينات من خلال واحدة من أشهر المسرحيات التى أنتجت بعد 3 سنوات من اندلاع حرب اليمن، وهى مسرحية «أنا فين وانت فين» التى كتبها سمير خفاجى وبهجت قمر، وأخرجها فؤاد المهندس وفايز حجاب.

أغنية «رايح أجيب الديب من ديله» التى اشتملت عليها المسرحية تعبر عن حال السكة الحديد خلال تلك الفترة، وتقول إن قطارات الستينات لم يكن يحكمها أى نظام، فهى تسير وتقف تبعاً لمزاج من يقودها، أو تسير حيناً وتتعطل أحياناً «بيكتب سطر ويفوّت سطر»، وتعانى من تآكل القضبان وعدم صيانتها، مما يجعلها تسير «متبخترة» وعرضة للانقلاب فى أى لحظة، وهو ما يدفع السائق إلى التهدئة فى بعض الأحوال، خصوصاً إذا صادف فى طريقه كوبرى «قديم ومصدى»، ما يدفعه لمواصلة «التبختر» والميل يميناً ويساراً.

ويختتم «مقطع القطار» من الأغنية بتلخيص حالة «الأونطة» التى تحكم إدارة القطارات فى مصر حينذاك، من خلال عبارة: «من أمريكا لغاية طنطا يمشى 11 كيلو أونطة».

كان الشعب يعانى من هذه المشكلات، لكن قطاعاً لا بأس به كان على قناعة وإيمان بما يفعله جمال عبدالناصر فواصل تأييده له، لكن قطاعاً آخر من المصريين بدأ إيمانه بما يحدث يتآكل بسبب الأزمة الاقتصادية التى ضربت نواحى عديدة من حياتهم، لكنهم كانوا مسكونين بالخوف من إبداء أى رأى فيما يحدث.

فالظروف التى كانت سائدة حينذاك كانت تدفع إلى الحذر، وعلى المستوى الإعلامى لم تكن هناك مساحات متاحة للرأى الآخر، وكانت النتيجة أن لجأ الشعب إلى النكتة السياسية كعادته، فانخرط فى نزع الضحكة من قلب المحنة، فى محاولة يائسة لترميم النفوس التى أمست هشيماً تذروه الرياح بسبب كثرة عدد الشهداء من خيرة أبناء الوطن، ويسجل «وجيه أبوذكرى» فى كتابه «الزهور تُدفن فى اليمن» أن عددهم وصل إلى 20 ألف شهيد. وحقيقة الأمر فإن الشعب المصرى بعد مرور ما يزيد على 10 سنوات على ثورة يوليو 1952 أصبح أكثر إيثاراً للسلامة، وأكثر اهتماماً بمتطلبات معيشته، وأشد بعداً عن «صداع السياسة»، وارتضى بفكرة مقايضة السياسة بالاقتصاد.

والدليل على ذلك أنه لم يشعر قبل 1962 بأى نوع من الضجر من نظام الحكم، بل على العكس كان شديد الحماس له، ومؤمناً بأن رغيف الخبز أهم بكثير من الحرية، اختلفت مشاعر الناس فقط بعد أن أدت حرب اليمن إلى أزمة اقتصادية أصبح فيها «خبز» المواطن مهدداً.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمن والثمن اليمن والثمن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon