توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكذب.. سم قاتل

  مصر اليوم -

الكذب سم قاتل

بقلم : محمود خليل

فشلت الجهود المصرية لإقناع السودانيين بتكوين دولة اتحادية مع مصر، لكن سعْى جمال عبدالناصر لتفعيل فكرة الوحدة بين مصر وغيرها من الدول العربية تواصَل. كان الرئيس متحمساً لفكرة القومية العربية، ولا نستطيع أن نعين بسهولة الحدود الفاصلة بين مساحة إيمان «عبدالناصر» بالفكرة من ناحية وطموحه إلى قيادة العرب بعد الاستقرار على كرسى قيادة مصر. فى كل الأحوال شهدت السنوات الأخيرة من حقبة الخمسينات وما تلاها اندفاعات متنوعة لتأكيد الدور المصرى على المستوى العربى. تأسست دولة وحدوية بين مصر وسوريا عام 1958، لكن سرعان ما سقطت وتحللت عام 1961، وقد خلّفت جرحاً عميقاً فى نفس «عبدالناصر»، وكان لها أيضاً صدى خطير على علاقته بصديقه «عبدالحكيم عامر» الذى تولَّى إدارة ملف الوحدة من سوريا.

فشلت الوحدة فى سوريا فاتجه «عبدالناصر» إلى تعويض الخسائر التى تخلَّفت عنها فى اليمن. فى 26 سبتمبر عام 1962 قام عدد من العسكريين اليمنيين -بقيادة عبدالله السلال- بالإطاحة بحكم الأئمة (كان يقوده حينذاك الإمام محمد البدر). اجتمع «ناصر» مع رفاقه لبحث طلب ثوار اليمن بإمدادهم بقوات عسكرية لمواجهة القوات المدافعة عن الإمام والمدعومة سعودياً. انقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض، لكن «عبدالناصر» حسم الخلاف وقرر إرسال كتيبة إلى اليمن لمساندة العسكريين الثائرين، ثم أخذت القوات تتدفق بغزارة لتواجه قبائل لا يحكمها ولاء إلا للمال، تحارب فى الصباح لصالح الجمهوريين الذين يقودهم «السلال»، وفى المساء تقتل وتغتال لحساب الملكيين الذين يدعمون حكم الأئمة. والمهمة التى كان مقدراً لها بضعة أشهر تواصلت لسنوات خسرت فيها مصر كثيراً، وتسممت فيها نفسية الشعب المصرى بصورة غير طبيعية.

الكذب كان سُماً من السموم القاتلة التى أترعت بها النفس المصرية وهى تتابع تفاعلات ما يحدث فى اليمن. كانت أجهزة الإعلام حينذاك تنقل صورة تتنافى إلى حد كبير مع ما يحدث على أرض الواقع. احتشدت الرسائل الإعلامية بالمفردات التى تُقنع المتلقى بالحرب على الرجعية التى تعمل ضد حركة التاريخ وتريد العودة بالعرب سنين إلى الوراء، وتدفعه إلى التعاطف مع معاناة الشعب اليمنى الذى يعيش خارج التاريخ نتيجة حكم الأئمة. هذه الرسائل كانت تحمل جزءاً من الحقيقة، لكنها لم تكن تعبِّر عن الحقيقة كلها. فواقع الحال أن مصر حاربت فى اليمن بإيعاز من السوفييت الذين نصحوا «عبدالناصر» بالتدخل لحماية ثورة اليمن الشبيهة بثورة 52، ومواجهة السعودية وبريطانيا فى المنطقة، وفك حصار العزلة الذى ضُرب على مصر بعد زوال دولة الوحدة مع سوريا. أما الحديث عن معاناة الشعب اليمنى فكان حديثاً مراوغاً، لأن المصريين عانوا بسبب حرب اليمن على مستويات عدة، وكان لخسائر مصر فيها بالغ الأثر على الأوضاع الاقتصادية، وهز قدرة مصر على كبح جماح الأطماع الإسرائيلية.

المفارقة بين صور الواقع والصور التى رسمتها وسائل الإعلام فى الستينات لحرب اليمن أدت إلى قسمة المصريين إلى فريقين، يضم أولهما المدافعين عن المشاركة المصرية والمصدقين لما تردده وسائل الإعلام، وأغلب أعضاء هذا الفريق من المصريين البسطاء، وثانيهما يشتمل على من استغلوا خسائر مصر والمصريين فى اليمن لمكايدة النظام القائم وانتقاده والشماتة فيه. وأغلب أعضاء الفريق الثانى كانوا من الموتورين من «عبدالناصر» وسياساته، وعلى رأسهم جماعة الإخوان. وحينها سرت نكتة فى الشارع المصرى تقول إن أغنية أم كلثوم «هسيبك للزمن» أصلها «هسيبك لليمن».

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكذب سم قاتل الكذب سم قاتل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon