توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحافة.. رهانات المستقبل

  مصر اليوم -

الصحافة رهانات المستقبل

بقلم :محمود خليل

لم يعد يفصلنا سوى خطوات قليلة عن اللحظة التى سنشهد فيها نهاية الصحافة المطبوعة. فها هى أشهر الجرائد التى ارتبطت بعقل ووجدان المصريين وعاشت معهم الأحداث الكبرى التى شهدتها مصر تستعد للإحالة إلى التقاعد والإيواء إلى متاحف التاريخ لترقد إلى جوار الكتاب المنسوخ، وتصبح مثله أداة للنظر والتأمل والحديث بين الأجيال القادمة عن «شكل الصحيفة زمان». ربما تجد أبناء الأجيال القادمة يتضاحكون وهم ينظرون إلى هذا الشكل العجيب للصحيفة المطبوعة ويتساءلون كيف كان يقرأ ويقلب أهل ذلك الزمان صفحاتها!.

ليست الصحافة المطبوعة المصرية فقط هى التى تعيش هذا المشهد الختامى، بل الصحافة فى دول العالم المختلفة. فالمطبوع قام بدوره خلال حقبة تاريخية معينة، ولم يكن من الطبيعى أن يستمر بعد ظهور «الإلكترونى». فما الذى يضطر صناع جريدة إلى تحمل تكاليف إنتاج نسخ مطبوعة منها بورق وخامات طباعة وأسعار عمالة ترتفع يوماً بعد يوم؟. الأرخص أن تصدر إلكترونية. ليس الأرخص وفقط، بل والأربح أيضاً، لأن سوق الإعلانات اتجه منذ فترة إلى مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية والصحفية، ولا يخفى عليك أن استمرار الصحافة المطبوعة لفترة من الزمن كان مرده استمرار الضخ الإعلانى فى شرايينها، ما كان يبرر طباعتها، أما وأن سوق الإعلان المطبوع قد انحسر، وأصبحت تكاليف الإنتاج الورقى غير محتملة بسبب ارتفاع الأسعار، فلم يعد هناك ما يبرر استمرار المطبوع. وأغلب الصحف المطبوعة لجأت منذ فترة إلى تقليل أعداد النسخ الورقية الصادرة منها - رغم أن الصحيفة كانت تتباهى فيما مضى بزيادة أعداد الطباعة والتوزيع - توفيراً للنفقات، وهى بالبداهة خطوة تمهيدية للتوقف النهائى عن إصدار المطبوع، والاكتفاء بالموقع الإلكترونى.

يبدو الوصول إلى المحطة الأخيرة فى مشوار «المطبوع» طبيعياً، إذا أخذنا فى الاعتبار ذهاب قسم لا بأس به من كعكة الإنفاق الإعلانى إلى الإلكترونى، أضف إلى ذلك ما تتمتع به المواقع الإلكترونية من قدرة على الوصول بالخبر إلى عدد أكبر من القراء. فالخبر الذى ينشر على صفحات المطبوع، لا يتعدى قرّاؤه بضعة آلاف فى أكثر التقديرات تفاؤلاً، فى حين أن نفس الخبر المنشور على حساب الجريدة على مواقع التواصل الاجتماعى يقدر قراؤه أو المتعرضون له بالملايين. ولست أرمى من وراء الإشارة إلى الكثرة العددية إلى الحديث عن التأثير، قدر ما أردت الإشارة إلى قدرة الإلكترونى على الوصول إلى قاعدة أشد اتساعاً من المطبوع.

وكما نشأت الصحافة المطبوعة فى مصر فى لحظة وسياق خاصين فإنها تصل إلى المشهد الختامى فى لحظة وسياق محددين. وما بين اللحظتين يجثم على كاهل التجربة ما يقرب من قرنين من الزمان تبلورت فيهما سمات؛ بعضها سلبى والآخر إيجابى، دمغت تجربة الصحفيين المصريين، ومؤكد أن من تربى فى بيئة المطبوع سوف يظل متأثراً بها وهو يعمل فى الإلكترونى. وكما انتقلت الكثير من سلبيات وإيجابيات المنسوخ إلى المطبوع، انتقلت ولم تزل تنتقل العديد من أمراض المطبوع الذى يوشك على الرحيل إلى الإلكترونى الذى يقترب من احتلال المشهد كاملاً. ستظل أزمة الصحافة فى مصر هى المحتوى، سواء كانت مطبوعة أو إلكترونية أو إذاعية أو تليفزيونية. تأسيساً على ذلك يبقى الرهان على مستقبل الصحافة مرتبطاً بأمرين: الأمراض التى ستظل مصاحبة للمهنة وصناع المهنة فى العصر الجديد، والثانى القدرة على تطوير محتوى يستجيب لعقل جديد لجمهور جديد.

المصدر :

الوطن

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة رهانات المستقبل الصحافة رهانات المستقبل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon