توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قلوبنا تحترق

  مصر اليوم -

قلوبنا تحترق

بقلم : د. محمود خليل

اللهم ارحم شهداء حادث قطار محطة مصر واشف مصابيه وأسبغ على قلوب الحزانى والمكلومين صبراً جميلاً. تناولت وغيرى حوادث السكك الحديدية فى مصر غير مرة، وفى كل الأحوال كلنا يعلم أن الحادثة التى نتناولها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. ما دام العدو موجوداً سيتواصل حصد الأرواح. والعدو هو الفساد الذى يفوق فى خطره الإرهاب. فمن يقاتل إرهابيين يعلم هدفه ويفهم رسالته ويستوعب دوره، وهو يحمى بما يقوم به أرواحاً بريئة، يفتديها فى أحوال بروحه. أما الفساد فأدهى وأمر، فأشباحه تعشش فى كل مكان، وترتع فى كل ركن، وتقتل فى كل لحظة، وكأن رسالتها فى الحياة إزهاق الأرواح وحرق القلوب عليها.

كلام كثير أثير على هامش الحادث الموجع الذى اعتصر قلوب أبناء هذا البلد الطيب. البعض قال إن الجرار الذى تسبب بانفجاره فى حرق الأجساد المنهكة تحرك دون سائق، أو بميكانيكى من ورش السكك الحديدية وليس سائقاً متخصصاً، أو بسائق قفز منه قبل اصطدامه عندما وجد الجرار بلا فرامل. اللافت أن أحد المسئولين بمحطة مصر ذكر أن هذه ليست المرة الأولى التى يخرج فيها جرار دون سائق!. إنه الفساد الذى توغل وتغلغل داخل كافة المؤسسات حتى تحول إلى نار تندلع وحياة تنقطع فى لحظة غادرة ودون سابق إنذار. أصل الفساد الإدارى معلوم بالضرورة، حيث يرتكز على قاعدتين؛ الأولى: «اختيار الأسوأ فى العديد من المواقع»، والثانية: «غياب مبدأ الثواب والعقاب».

اختيار الأسوأ كان سراً من أسرار سقوط الاتحاد السوفيتى، فبسببه انهارت دولة عتيدة بهذا الحجم والتأثير، استيقظ أهلها ذات صباح فلم يجدوا دولة. مؤكد أنك تعرف قصة الجاسوس الروسى الذى كان مسئولاً عن اختيار القيادات فى بعض المواقع السوفيتية وجنّده الأمريكان وحددوا مهمته فى مسألة واحدة: «عندما تُعرض عليك أسماء.. ضع عينك على الأسوأ واختره للموقع». وجود الأسوأ هو السبيل الأول للفساد، فالأسوأ يسهل السيطرة عليه لكونه «معيوباً». أما غياب مبدأ الثواب والعقاب فحدّث عنه ولا حرج. الجسد المصرى بمجمله ينتفض عند وقوع حادثة، ترتفع الأصوات حينها مطالبة بعقاب المسئول ومحاسبة كل من له يد فيما حدث، وبمرور الوقت تموت أحداث وتولد أخرى، وتطوى الأيام صفحة ما وقع، ليعود الفساد إلى مواقعه سالماً متربصاً ومجهزاً لضربة جديدة. فى حادثة قطار العياط عام 2002 برّأت المحكمة كل المتهمين فيها باعتبارهم من صغار الموظفين وأكدت أن المتهمين الحقيقيين خارج القفص وطالبت بمحاكمة كبار المسئولين.

علينا أن نعترف بواقع الفساد الذى يحاصرنا ويهددنا ويجعل أى مواطن عرضة للموت الغادر فى أية لحظة. من أفضى إلى الله ذهب إلى رحمن رحيم، وترك من خلفه قلوباً تحترق، وعقولاً تأكلها الحيرة، ويُقل راحتها سؤال: «حتى متى؟». اللهم ارحم هذا الشعب الطيب الذى لا يرجو أغلب أهله كثيراً من الحياة، الشعب الذى يسعد أبناءه أقل القليل. مشكلتنا كبيرة وأحزاننا متكررة، واليأس من وجود حل يحاصر مساحة الأمل فينا، ولا نملك إلا أن نقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون».

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 01:43 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

قاموس الاستقرار وقاموس النار

GMT 01:32 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

بريد الليل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلوبنا تحترق قلوبنا تحترق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon