توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضابط النبيل

  مصر اليوم -

الضابط النبيل

بقلم : د. محمود خليل

 سقطت الورقة الأخيرة التى تبقّت من شجرة ثورة يوليو. مات خالد محيى الدين، أحد قيادات الصف الأول للتنظيم الذى أطاح بالملك فاروق عام 1952 عن عمر يناهز الـ95 عاماً. كل أعضاء التنظيم ماتوا قبله وعاش بعدهم سنين عدداً. طيلة مشوار عمره كان «محيى الدين» الورقة الأكثر رسوخاً وثباتاً فى شجرة يوليو. لم يتغير ولم يتحول، ودفع ثمن ثباته على مبادئه ومواقفه بابتسامة رضا وثقة ما فتئت تعلو وجهه فى كل المواقف.

كان خالد محيى الدين أكثر ضباط يوليو انحيازاً إلى الديمقراطية، وخلال أزمة مارس 1954 حسم موقفه مع اللواء محمد نجيب، رئيس الجمهورية حينذاك، ورغم أن الكثير من الشواهد تؤكد على أن «نجيب» نظر إلى الديمقراطية كورقة بإمكانه أن يُحرج بها مجلس قيادة الثورة شعبياً، فقد كان «محيى الدين» يرى فى الديمقراطية الحالة الطبيعية للحكم. تعاصرت فترة شباب خالد محيى الدين مع الانتكاسات التى تعرضت لها التجربة النيابية فى مصر بسبب تكتل الاحتلال والقصر وكبار الملاك وموظفى الدولة ضد دستور 1923 الذى مثّل الثمرة الأطيب لثورة 1919، وشأنه شأن الكثير من أبناء جيله تقلب على تلك الجماعات التى حاولت تقديم بديل سياسى واجتماعى يعوض إخفاق الوفد فى تحقيق أهداف الثورة، ومن بينها جماعة الإخوان وحركتا «إيسكرا» و«حدتو» اليساريتان. آثر الرجل الاستقالة من مجلس قيادة الثورة والتوارى إلى الظل عام 1954 بعد أن قهرت رياح «حكم الفرد» أى محاولات لبناء نظام ديمقراطى.

أجمع كل من عبدالناصر والسادات على اتهام خالد محيى الدين بـ«الشيوعية». وواقع الحال أن الرجل كان اشتراكياً يدافع بقوة وثبات عن حقوق الفقراء، ولم تمنعه قناعاته الاشتراكية من رفض حكم الفرد والدفاع بحرارة عن الديمقراطية، والنظر إليها كسبيل وحيد لبناء دولة عصرية. خلافاً للكثير من الضباط الأحرار تمتع خالد محيى الدين برؤية سياسية متماسكة ظهرت بصورة واضحة خلال المرحلة التى أسس فيها حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى عام 1977، وهو ما انعكس على البرنامج الذى أعده الحزب تحت رئاسته، وكان أكثر البرامج وضوحاً ورصانة بين البرامج المختلفة التى قدمتها الأحزاب التى ظهرت خلال التجربة الحزبية لمصر ما بعد الثورة.

خلال انتخابات مجلس الشعب المصرى (1987) أطل خالد محيى الدين -ربما لأول مرة- على المصريين من خلال شاشة التليفزيون، تحدّث وقتها عن برنامج الحزب ورؤيته السياسية والاقتصادية، لم تفارق ابتسامة الثقة وجهه طيلة الوقت المخصص له. وأتذكر جيداً أن حديثه كان له أثر واضح على كثيرين ممن استمعوا إليه، وأبرز ما سجله مواطنون عاديون حينها على شخصية «محيى الدين» أنها تتمتع بقدر محسوس من «الاستقامة»، استقامة المواقف مع ما ينادى به من أفكار، واستقامة أفعاله مع أقواله. لم يكن للرجل طموح شخصى، بل كان جل طموحه منصرفاً إلى الحلم بوطن أفضل ينعم بحياة سياسية ديمقراطية، وحياة اقتصادية تحقق مبدأ العدالة الاجتماعية. رحم الله الضابط النبيل خالد محيى الدين.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضابط النبيل الضابط النبيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon