توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نجح «السادات»؟

  مصر اليوم -

كيف نجح «السادات»

بقلم : د. محمود خليل

بكل المقاييس، لم يكن «السادات» شخصاً عادياً فى تركيبته، أو تجربته فى الحياة. امتاز الرجل بنوع من النضج المبكر والحكمة العميقة التى علّمته درساً مهماً من دروس الحياة، درس «البدء من تحت»، أو «الانطلاق من أول السلم»، والبعد عن القفزات السريعة غير الموضوعية. خلافاً لكل أعضاء مجلس قيادة ثورة 1952، اختار «السادات» لنفسه أدواراً بسيطة تحصّنه من اللمعان أمام النجم الأوحد حينذاك جمال عبدالناصر. الحياة علمته أن كل شىء قابل للتغيير، وأن الكلمة النهائية فيها ليست للأشخاص، بل للظروف والأحداث، وأن الشخص يؤدى بإملاء الظرف أكثر مما يتحرك بإرادته الذاتية.

تدافعت أحداث، وتباينت ظروف أدت بالسادات إلى الجلوس مكان جمال عبدالناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة (1970). كان من الطبيعى أن ينشغل أكثر ما ينشغل بموضوع تحرير الأرض، فلا صوت كان يعلو حينذاك فوق صوت المعركة. انطلق الرجل من الدرس الذى علمته الحياة، فبدأ من تحت. توجه مباشرة إلى الجندى المصرى، فأعاد له الثقة بنفسه واهتم بتدريبه وإعداده للمعركة الفاصلة، أفسح المجال لكل الأفكار المطروحة فى مواجهة لغز العبور وتدمير خط بارليف، نفذ فكرة تمخضت عنها قريحة أحد ضباط الاحتياط حينذاك «زكى باقى» باستخدام مضخات المياه فى فتح ثغرات فى خط بارليف، استخدم كل الحيل المقترحة فى عملية الخداع الاستراتيجى للعدو، ثم صعد أكثر على السلم، وتخلص من كل القادة الذين أرادوا توفير أدوات كاملة لخوض معركة شاملة تؤدى إلى تحرير كل سيناء، اعتبرهم غير واقعيين، وأتى بقادة جدد يستوعبون وجهة نظره فى خوض معركة محدودة تتناسب مع إمكانياتنا فى ذلك الوقت، وهى إمكانيات لم تكن تتيح لنا أكثر مما فعلناه. أجاد «السادات» فى التخطيط للمعركة، كما نجح فى إدارة فعالياتها، ليحقق أكبر وأخلد وأول نصر عربى على العدو الصهيونى. نصر اعترف به العدو قبل الصديق.

ذكر «السادات» فى أحد خطاباته بعد الحرب أنه ظل 10 أيام كاملة يحارب أمريكا، وكانت تلك حقيقة واضحة للجميع، ورغم ذلك ظل الرجل قابضاً على النصر الذى حققه، ومستمسكاً بالأرض التى حررها، ورفض بشكل قاطع فكرة المغامرة أو المقامرة بالعسكرى المصرى بعد حصار الدفرسوار. استدعى نظريته فى الحياة، نظرية «الانطلاق من أول السلم»، ولجأ إلى وضع جميع الحقائق أمام الشعب، واقتنع الجميع بمنطقه ومسلكه فى إدارة المعركة، ومنحوه ثقتهم كاملة.

مثّل نصر أكتوبر حجر الأساس فى الشرعية السياسية للرئيس السادات، بعدها بدأ فى التحرر من قميص عبدالناصر، وبدأ يدير البلاد طبقاً لرؤيته. هذا الأمر كان يزعج الكثيرين ممن أطلق عليهم السادات «المتمسّحين بقميص عبدالناصر»، لكن الرجل لم يأبه، وانطلق فى تنفيذ خطته فى استعادة باقى الأرض عبر التفاوض، حتى نجح نجاحاً كاملاً فى ذلك. وفى اللحظة التى تخلى فيها السادات عن نظريته فى البدء من أسفل وشرح وتفسير سياساته وإجراءاته للناس، كتب القدر كلمة النهاية فى تجربته، ليلقى وجه ربه شهيداً على أيدى مجموعة من المهاويس المتأسلمين، لم يشرح لنا السادات لماذا أبقى عليهم ضمن مكونات المشهد السياسى؟!.. رحم الله قائد نصر أكتوبر المجيد.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نجح «السادات» كيف نجح «السادات»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon