توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ومن النفاق ما قتل

  مصر اليوم -

ومن النفاق ما قتل

بقلم : د. محمود خليل

عنوان المقال هو عنوان لأحد الكتب المثيرة التى أبدعتها قريحة الراحل الكريم الدكتور إبراهيم عبده. ولمن لا يعرفه يعد «إبراهيم عبده» واحداً من ألمع أساتذة الصحافة فى مصر قبل ثورة يوليو 1952 وبعدها. وربما كان جيلنا فى كلية الإعلام آخر جيل استمع إليه، وكان قد بلغ من الكبر عتياً، بعد قرار تعيينه أستاذاً متفرغاً بالكلية عام 1982. الكتاب يبين من عنوانه فهو يعالج حالة الضياع التى تعيشها الأمم التى يسودها النفاق، والمآلات الكارثية التى تنتهى إليها.

تتوجه أغلب أفكار الكتاب إلى فترة السبعينات، التى احترف فيها العديد من الساسة والإعلاميين نفاق الرئيس السادات، وكيف أنه كان يطرب لذلك، رغم علمه بأن من يصفِّقون ويطبِّلون ويرقصون من حوله، أوجعتهم أيديهم من التصفيق وشبعوا طبلاً ورقصاً أيام سلفه الرئيس جمال عبدالناصر. لم ينسَ الكاتب وهو يقدم للطبعة الثالثة من كتابه (صدرت عام 1983) أن يوجه رسالة إلى حسنى مبارك الذى كان قد ترأس الجمهورية عقب اغتيال الرئيس السادات فى حادث المنصة الشهير (أكتوبر 1981)، نصحه فيها بأن يكون رئيساً لكل المصريين، وألا يتحزَّب ولا يستجيب لمن يدعوه إلى التحزُّب أو رئاسة حزب، وأن يعلم أن الديمقراطية هى أكبر ضمانة للاستقرار، وأنسب بيئة للتنمية، وحذره من النفاق والمنافقين، حرصاً على أُمته وحرصاً على نظام حكمه.

نصيحة إبراهيم عبده صالحة أيضاً لهذا الزمان. لعلك تتفق معى بأن أهل المغنى فى الإعلام أوجعوا دماغنا، وأصبح الجمهور فى عرض «دقيقة سكوت لله». إعلاميون متلوّنون، يجيدون تغيير جلدهم وتغيير بوصلتهم مع كل نظام جديد. يفتقرون إلى أدنى درجات الاستقامة، ولا يتورعون عن التناقض مع أنفسهم عشرات المرات فى الدقيقة الواحدة، ولك أن تتخيل كم من المرات يتناقضون فيها مع أنفسهم عبر تجربتهم فى العمل. مَن كانوا يصفقون له بالأمس يلعنونه اليوم. هذه الفصيلة من الإعلاميين التى سوّتهم تجربتهم من «نفاق» يضرون أكثر مما ينفعون. وأمثال هؤلاء ينطبق عليهم ما قِيل للحسين من بعض مَن حذروه من أهل العراق: «إن هؤلاء قوم قلوبهم معك وسيوفهم عليك»!.

أما مشاهد النفاق لدى بعض المسئولين داخل عدد من مؤسساتنا فتستطيع أن تجدها فى هذا المسئول أو ذاك الذى يستغرق بلسانه فى الحديث عن الوطن والوطنية والعطاء والعمل، فى حين تجد بعضهم حول المؤسسات التى يقودها إلى تكية أو عزبة شخصية يديرها كما شاء، إنه يرى أن ذلك من حقه وتلك مكافآته.. ألم يؤدّ تحية العلم ويصلب نفسه وسط المجموع حتى يأخذ «اللقطة»؟!. ألم يرتدِ ملابس شبابية رياضية وجمع عدداً من الشباب ودخل معهم فى سباق أو لعب معهم «ماتش كورة»؟!. يكفيه جداً هذا ليبروز نفسه كقيادة رشيدة فى موقعه، ثم إنه فوق ذلك يسمع ويطيع لمن يظن أنه يملك له نفعاً وضراً، ويشنّف أذنه بمواويل المديح. لقد بلغ أمثال هذا المسئول من «علم اللوع» مبلغه.. ذلك العلم الذى قال عنه صلاح جاهين: «علم اللوع أضخم كتاب فى الأرض.. بس اللى يغلط فيه يجيبه الأرض.. أما الصراحة فأمرها ساهل.. لكن لا تجلب مال ولا تصون عرض». عجبى!.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومن النفاق ما قتل ومن النفاق ما قتل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon