توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صف واحد

  مصر اليوم -

صف واحد

بقلم - تغريد الطاسان

في كل مرة أزور فيها دبي أخرج بتساؤل: كيف استطاعوا أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه؟ وكيف استطاعوا المحافظة عليه والاستمرار فيه، وتطويره متى لزم الأمر؟ من البدهي أن ما تم لم يكن في يوم وليلة، ولا في سنة ولا عقد من الزمن، هي خطة شاملة وضعت لتدوم وتستمر، وتكفل لها كل عوامل النجاح والتفوق. ما تمر به بلادنا الآن أشبه بما مرت به دبي من قبل، هناك إرادة سياسية للتغيير، وهناك مقومات اقتصادية لا بد منها، وهناك تشريعات تصدر لتكفل لكل خطة نموها واطرادها. من السهل اتخاذ القرار وإلزام الكل إياه، لكن من الصعب الحصول على التناغم المجتمعي والتعايش الفردي من دون الخوض في صراعات ومناكفات.

من المؤكد أن ما يحدث في دبي من تفاعلات اقتصادية واجتماعية وثقافية لن تنال الرضا من الكل، لكن في المقابل هناك إيمان بالقرار وتفاعل مع الرؤية، ووجود الخيارات لا يعني إلزامها، فأنت أعلم بحاجاتك، ولك هويتك وقناعاتك التي لن يخاصمك عليها أحد! وهنا التحدي العسير الذي تواجهه خطط التنمية في المجتمعات، وهي: كيف نضمن الحرية الخاصة من دون المساس بالحريات العامة؟ وكيف نسمح بالاختلاف من دون المساس بالنظام العام؟

ما يعجبني في دبي هو تسارعها في البحث عن الأفضل، والسماح للأفكار أن تتنامى وتتداعى وتتنافس في فرض نفسها وتقديم ما لديها للأفراد والمجتمع. من الظلم أن تكون هناك إرادة من القيادة ويقابلها فتور وجمود، بل وصد، من جهات معينة، ومن الخطأ أن تكون الحكومة وكأنها ليست بفريق واحد، لا بد لكل جهة أن تؤمن بالقرار وتعمل عليه وفق تخصصها، من دون الخوض في رماديات لا طائل منها.

في زيارات ولي العهد الأخيرة لبريطانيا وأميركا، هناك ملامح للمستقبل ترسم، وهناك خطط ومناخات وتضاريس لواقع لبلادنا مدهش، قد نكون تأخرنا كثيرا وفاتنا كثير، لكننا مانزال نملك الكثير لنحققه ونلحق به، لكن لا بد أن يواكب هذا كله رغبة اجتماعية وتفاعل للأفراد معه، لنضمن تحقيق الأهداف والغايات بسرعة.

الحكومات والدول لا تعمل لأجل اليوم ولا تنظر حولها، بل تفكر في الأجيال التي ستأتي، وتنظر إلى الركب والمستقبل، فتركض إليه وتفوز بالمراتب المتقدمة فيه.

الاستثمار الذي تم في طلابنا المبتعثين لا بد أن نجني ثماره، ولا بد للكل أن يجد له دورا، ويبحث له عن مكان في منظومة التطور المقبلة.

مهما نجحت الخطط الاقتصادية، ومها كانت الإرادة السياسية، فلن يكتمل النجاح من دون توافق اجتماعي يؤيد كل شيء ويسمح بكثير من سبل الحياة، من دون الركون إلى نص قديم أو البحث عن صوت نشاز يجعلنا نضيع الوقت في ما لا طائل منه.

وكعادة فطرة المجتمعات البسيطة والمتدينة، كمجتمعنا، أن تأنس إلى رأي العلماء ورجال الدين، فلا بد لهؤلاء النخبة أن تكون لهم كلمتهم العليا، وأن يطمئنوا الكل إلى أن كل شيء كما يجب، وكل شيء لخيرنا، وألا ضرر على ثوابتنا ولا معتقداتنا، وأن في ديننا من الفسحة والتيسير ما يسمح لنا بالحياة من دون الخوض في صراعات مللنا منها وحجبت عنا كثيرا من النور.

نحن في مرحلة الصف الواحد، والجسد الواحد، إيمان بما سيتم، وفرح بما تم، ونصرة له من على كل منبر وفوق كل صعيد.

دبي وصلت إلى ما وصلت إليه بالحرية المسؤولة والإرادة المنضبطة والقراءة الصحيحة للثوابت والمتغيرات، من دون الخوض في جدل بالعلن، فالأبواب مفتوحة للرأي والرأي الآخر، ويبقى القرار في يد القوي الأمين، الذي نثق به ونعلم علم اليقين أنه يفعل كل شيء لنسعد وتسعد البلاد معه وبه.


نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صف واحد صف واحد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon