بقلم: جلال دويدار
هناك اتفاق عام علي أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع المشير خليفة خفتر قائد الجيش الوطني الليبي يتسم بالأهمية القصوي. انه يستمد أهميته توقيتا لتوافقه مع زحف الجيش الوطني نحو العاصمة طرابلس في الغرب الليبي. هذا الحراك يستهدف إنهاء وجود الميليشيات الإرهابية وإعلان إستعادة ليبيا لوحدة أراضيها.
تصريح المتحدث باسم الرئاسة السفير باسم راضي حول اللقاء اتسم بالدبلوماسية التي تتوافق وسياسة مصر الثابتة القائمةعلي عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول بالأخص دول الجوار. رغم ذلك فإنه لا يمكن أن يغيب عن أحد ما تمثله ليبيا استراتيجيا.. بالنسبة للدولة المصرية.
إنها إلي جانب الرابطة القوية التي تجمعنا بها فإنها وبحكم الحدود المشتركة، هناك علاقات تاريخية وجيرة تربط الشعبين المصري والليبي. علي جانب آخر فإن ليبيا وعلي أساس هذه العوامل تعد ذات أهمية خاصة للأمن القومي المصري.
من هذا المنطلق فإنه وبعيدا عن الدبلوماسية.. كان لابد أن تحظي أي تحركات أو مستجدات علي الساحة الليبية بكل الاهتمام والترقب والمتابعة.. تجاوبا مع هذا الواقع فإنه من الطبيعي أن يلقي زحف الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة طرابلس للقضاء علي الميليشيات الارهابية الدعم والتأييد.
في نفس الوقت فإن الشعب المصري لم يتوان عن إبداء هذه المشاعر تجاه أهداف هذا الزحف العسكري الليبي باعتباره يحقق مصالح الشعب الليبي ومصالحه. حول هذا الشأن فإن الشارع المصري لا يخفي تعاطفه مع جهود المشير حفتر وقوات الجيش الوطني الليبي.
هذا الموقف الشعبي المصري نابع من الوعي والادراك بما تمثله الميليشيات الارهابية التي تتخذ من طرابلس معقلا لها.. من خطر علي أمنه واستقراره. جاء ذلك علي ضوء الكثير من الوقائع الارهابية التي كان مصدرها الحدود الليبية والتي تصدت لها قواتنا المسلحة وأجهزة الأمن.
إن الحرص علي وحدة وسيادة الشقيقة ليبيا ووحدة أراضيها. يفرض علينا ان ندعم ونؤيد أي قوة وطنية ليبية تعمل من أجل ذلك. من هذا المنطلق استحوذت زيارة المشير خفتر لمصر بكل الاهتمام رسميا وشعبيا.
من المؤكد أن انقاذ وتعافي ليبيا مرهون بخلاصها من سيطرة وهيمنة وتسلط الميليشيات الارهابية العميلة والمأجورة.. علي العاصمة طرابلس. الشيء الذي يبشر بنهاية هذا الخطر أن الجيش الوطني الليبي أصبح يسيطر حاليا علي غالبية الأراضي الليبية. الأهم هو أن ٩٥٪ من حقول البترول أصبحت تحت سيطرة هذا الجيش