توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبوحامد الغزالى مجدّد القرن الخامس الهجرى

  مصر اليوم -

أبوحامد الغزالى مجدّد القرن الخامس الهجرى

بقلم : ماهر حسن

كان أبوحامد محمد الغزّالى الطوسى النيسابورى الصوفى الشافعى الأشعرى حجّة الإسلام، أحد أعلام عصره وأحد أشهرعلماء المسلمين فى القرن الخامس الهجرى، والغزالى من أهل السنة والأشعرية، ولقب بمجدّد القرن الخامس الهجرى، وكان فيلسوفاً وصوفىّ الطريقةِ، شافعىّ الفقهِ ولم يكن للشافعية فى آخر عصره مثلَه وكان سنّىّ المذهب على طريقة الأشاعرة فى العقيدة

فى 1058م فى طابران، وفى الدولة السلجوقية، ولد أبوحامد الغزالى- ابتدأ طلبه للعلم صبيا على يد الشيخ أحمد الراذكانى، ثم رحل إلى جرجان وطلب العلم على يد الشيخ الإسماعيلى.

، وقد عُرف كأحد مؤسسى المدرسة الأشعرية السنّيّة فى علم الكلام، وأحد أصولها الثلاثة بعد أبى الحسن الأشعرى، وكان له أثرٌ كبيرٌ وبصمةٌ واضحةٌ فى علوم الفلسفة والفقه الشافعى، وعلم الكلام، والتصوف، والمنطق، وترك عددا من الكتب فى تلك المجالات، وكان قد انتقل إلى نيسابور ليلازم أبا المعالى الجوينى (الملقّب بإمام الحرمين)، فأخذ عنه معظم العلوم، ولمّا بلغ عمره 34 سنة رحل إلى بغداد مدرّساً فى المدرسة النظامية فى عهد الدولة العباسية بطلب من الوزير السلجوقى نظام الملك، وفى تلك الفترة اشتُهر شهرةً واسعةً، وصار مقصداً لطلاب العلم الشرعى من جميع البلدان حتى إن مجلسه كان يضم أكثر من 400 يكتبون عنه العلم، وبعد 4 سنوات من التدريس قرر اعتزال الناس والتفرغ للعبادة، متأثراً فى ذلك بالصّوفية وكتبهم، فخرج من بغداد خفيةً فى رحلة طويلة لمدة 11 سنة، تنقل خلالها بين دمشق والقدس والخليل ومكة والمدينة المنورة، وكتب خلالها كتابه الأشهر «إحياء علوم الدين» كخلاصة لتجربته، عاد بعدها إلى بلده طوس متخذاً بجوار بيته مدرسةً للفقهاء وخانقاه (مكان للتعبّد والعزلة) للصوفية حيث ارتحل ملازماً أبو المعالى الجوينى.

عندما رحل الغزالى إلى نيسابور ولازم إِمام الحرمين أبو المعالى الجوينى (إمام الشافعية فى وقته، ورئيس المدرسة النظامية)، درس عليه مختلف العلوم، من فقه الشافعية، وفقه الخلاف، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والمنطق، والفلسفة، وجدّ واجتهد حتى برع وأحكم كل تلك العلوم، ووصفه شيخه أبوالمعالى الجوينى بأنه: «بحر مغدِق» وبعد وفاة الجوينى خرج الغزالى إلى «عسكر نيسابور»، قاصداً الوزير نظام الملك (وزير الدولة السلجوقية) وكان له مجلس يجمع العلماء، فناظر الغزالى كبار العلماء فى مجلسه وغلبهم، وظهر كلامه عليهم، واعترفوا بفضله وتلقوه بالتعظيم والتبجيل، وكان له عظيم الأثر فى نشر المذهب الشافعى الفقهى، والعقيدة الأشعرية السنّية، وقام بالتدريس فى المدرسة النظامية فى بغداد، فى 1091 حتى أُعجب به الناس لحسن كلامه وفصاحة لسانه وكمال أخلاقه وقوة حجته، حتى اتسعت شهرته وصار يُشدّ له الرّحال، ولُقّب يومئذٍ بـ «الإمام» لمكانته العالية، ولقّبه نظام الملك بـ«زين الدين» و«شرف الأئمة» وكان يدرّس لأكثر من 300 طالب فى الفقه وعلم الكلام وأصول الفقه وحضر مجالسه الأئمة الكبار.

وألّف كتابه «مقاصد الفلاسفة» يبيّن فيه منهج الفلاسفة، ثمّ نقده بكتابه «تهافت الفلاسفة» مهاجماً الفلسفة ومبيّناً تهافت منهجهم، ثمّ تصدّى للفكر الباطنى (وهم الإسماعيلية) الذى كان منتشراً فى وقته وواصل الردّ عليهم فى كتب «فضائح الباطنية» و«حجّة الحق» و«قواصم الباطنية»، وكان كتاب «إحياء علوم الدين» أحد أهم الكتب التى ورّثها الغزّالى وبحسب عباس محمود العقاد، فإن الغزالى يُعدّ فى كثير من نظرياته النفسيّة والتربوية والاجتماعية، صاحب فلسفة متميّزة.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبوحامد الغزالى مجدّد القرن الخامس الهجرى أبوحامد الغزالى مجدّد القرن الخامس الهجرى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon