بقلم - نيفين عماره
بدأ العد التنازلي واقتربت امتحانات الثانوية العامة، ولم يعد لابنتى سوى طلب واحد، الدعاء، تلقائياً وبدون تفكير أجدني أردد دعوة جدتى (روحى يا بنتى إلهى يكتبك في كشوف الناجحين) الطريف فى الأمر هو موقف أبنائى من ذلك الدعاء فهم لا يرونه مناسباً، بل كان على أن أحصل على كورس دعوات لدى الحاجه أم محمد صلاح علنى أعرف سر بركة دعواتها.. وأزعم أننى أعرف السر؟.
أرى أنا العبد الفقير إلى الله أن السر يكمن في قول الله تعالى: (وإذا سَألَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنِّي قَريبٌ أُجِيبُ دعوةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ فلْيستجيبوا لي ولْيُؤمِنُوا بي لَعلَّهُم يَرشُدونَ). "186 سورة البقرة"
فالله تعالى يزيل بهذه الآية كل الحواجز الَّتي قد يتوهَّم المرء وجودها بينه وبين الله، ويدفعه للتوجُّه إليه بقلب نقيٍّ صافٍ، واثق من حسن إجابته عزَّ وجل، ويؤكد ذلك حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الله يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إذَا دَعَانِي». متفق عليه.
كما أكد المصطفي عليه الصلاة والسلام قائلا: "ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها"، قالوا: إذاً نكثر. قال: "الله أكثر". رواه الترمذي وأحمد.
إن السر ببساطة يكمن في قلب صادق ونيه خالصه لله ..فلا تجعلوا الدعاء كالدواء لا نستعمله إلا عند المرض، بل اجعلوا الدعاء كالهواء، ادعوا الله في كل وقت وحين في السراء والضراء في الشدة والرخاء.. فكيف لعبد فقير يرفض دعوة رب كريم للوقوف بين يديه ليناجيه وهو السميع البصير، فمن استجاب لله يستجب له رب العرش العظيم.
نقلا عن الاهرام القاهرية
لمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع