توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مثقف الدولة

  مصر اليوم -

مثقف الدولة

بقلم - سامح فوزي

استمتعت بحديث الدكتور على الدين هلال الأسبوع الماضى فى الندوة التى استضافها صالون الجبرتى بالمجلس الأعلى للثقافة لمناقشة الكتب الثلاثة للدكتور مصطفى الفقى «ذكرياتى معهم»، «شخصيات على الطريق»، «عرفتهم عن قرب». حديث ممتع جمع فيه بين الخبرة الشخصية مع المؤلف، والقراءة النقدية للكتب، والنظر فى التاريخ السياسى والاجتماعى فى مصر فى نصف القرن الأخير. 

تناول الدكتور على الدين هلال فى حديثه عددا من القضايا المهمة، أبرزها استخدام مصطلح «مثقف الدولة المصرية» فى وصف الدكتور مصطفى الفقى، أى المثقف الذى يرى أن المجتمع تقوم عليه دولة قوية، تعنى بتقدمه ونهضته، ويرتبط بالدولة أكثر من ارتباطه بنظام بعينه. ورصد ثلاثة أعمدة أساسية لهذا المصطلح هى الإدارة العامة، أى البيروقراطية المصرية التى تمتد طولا وعرضا، القوات المسلحة، بكل ما تستدعيه من معانى الوطنية والدفاع عن الوطن، والوحدة الوطنية التى تجسد تجانس المصريين باختلاف معتقداتهم الدينية. وأشار أيضا إلى أن هذا المثقف يدرك معنى التعددية، فهو يعادى التنميط، ولا يرى الوطن لونا واحدا، بل يراه متنوعا فى المشارب، والمعتقدات، والمراتب الاجتماعية، الخ. وأضاف أن مثقف الدولة تعنيه قضية العدالة الاجتماعية، ولا يراها منفصلة عن الديمقراطية، فالحقوق تظل نظرية ما لم يمتلك أصحابها القدرة على التعبير عن مصالحهم، والإمكانات التى تؤهلهم لتحقيق ذلك. 

أعاد الدكتور على الدين هلال الحديث عن التفرقة بين الدولة والنظام، وهو فرق أساسى وجوهرى، كثيرا ما أدى الخلط بينهما إلى إشكاليات سياسية وثقافية عميقة. الدولة باقية، والنظام متغير، والرهان الثقافى الحقيقى يكون على الدولة، ولعل هذا هو الفرق بين مثقف يظل مستمرا بعطائه، وانتاجه مهما تقلبت السياسة من حوله، وآخر يظهر ويخبو حسب ارتباطه بالحكم. 

ما ذكره الدكتور على الدين هلال جاء فى إطار التعليق على الكتب الثلاثة الذى جمعته بالمؤلف خبرات ممتدة ما بين مدرج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، واتحاد الطلبة، ومنظمة الشباب، والحياة العامة، وغيرها، لكنه فى الواقع مس قضية مهمة المجتمع المصرى أحوج إليها وهى أن نرى المثقف الذى يرتبط بالدولة، يدافع عنها، وينتقد قصور أدائها بهدف تطويرها، ويسعى إلى الحفاظ عليها. هناك أسماء كثر أخرى تطرأ على الذهن مثل جمال حمدان، شفيق غربال، وليم سليمان قلادة، رشدى سعيد، اسماعيل صبرى عبدالله، إبراهيم شحاتة، ونزيه الأيوبى وغيرهم كثيرين ممن ارتبطوا بمشروع الدولة المصرية رغم تعدد مشاربهم السياسية، وسعى كل منهم أن يقدم رؤيته الخاصة للنهوض بهذا المجتمع. لم تكن «الايديولوجيا» عائقا أمامهم فى الارتباط بالدولة بعيدا عن الالتصاق بمشروعات سياسية محددة. هذه للأسف آفة قطاع من المثقفين وهى الارتباط بأجندات سياسية، وتوظيف المنتج العلمى والفكرى فى خدمتها حتى وإن تلبس رداء الموضوعية، والعلم المجرد. وقد رأينا ذلك عيانا جهارا طيلة السنوات الماضية، وأدت إلى توارى مثقفين كان من الممكن أن يكون لهم انتاج متميز لخدمة الدولة، ومشروعها فى التنمية، والاستقلال، والحرية.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثقف الدولة مثقف الدولة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon