توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاحظات على حادث «أبو مقار»

  مصر اليوم -

ملاحظات على حادث «أبو مقار»

بقلم - سامح فوزي

الأحداث متلاحقة فى دير «أبو مقار» منذ الحادث المأساوى الذى أودى بحياة الأنبا إبيفانيوس رئيس الدير وهو عالم مثقف، وراهب ناسك، لا أريد أن نسجل موقفا طالما أن جهات التحقيق لا تزال تباشر عملها، لكن قد يكون ملائما أن نرصد عددا من الملاحظات بعين باحث يتأمل المشهد من بعيد. 

أولا: لأول مرة يصبح الشأن الداخلى القبطى شأنا وطنيا عاما دون أن يثير ذلك حساسية الأقباط مثلما كان الحال فى مناسبات سابقة. قد يكون للفضاء الالكترونى دور فى ذلك، أو لتداعيات 25 يناير، أو لظهور قطاع من الشباب القبطى لا يجد غضاضة فى مناقشة قضاياه علنا، وهى فى كل الأحوال ظاهرة جديدة.

ثانيا: أصبحت الكنيسة القبطية ضمن المؤسسات التى تتجه إلى تنظيم التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، سبقها فى ذلك المؤسسات القضائية والشرطية والعسكرية والدبلوماسية وغيرها، وهناك حديث دائم فى البرلمان تحت لافتة «الرقابة على الفيس بوك»، أيا كانت المسميات، فإن المؤسسات ذات وسائل التنشئة التنظيمية الخاصة بها، والتى تمتلك الجذور الهيراركية والبيروقراطية تُعنى بضبط السلوك العام لأعضائها فى المجال العام، وكلما استدعى الأمر تتدخل لإعادة الضبط.

ثالثا: ردود أفعال قطاع عريض من المسلمين تجاه أشقائهم فى الوطن تتحلى بالمسئولية، والحرص على سلامة وتماسك الكنيسة القبطية، وقدرتها على عبور المواقف الصعبة. وهو أمر يستحق التحية، ولاسيما أن بعضا من الأقباط لم يكن لديهم هذا الحرص، وهذه المسئولية عند التعامل مع أحداث على هذه الدرجة من الجسامة، حيث غلب على بعضهم التحزب، والمزايدة، وتصفية الحسابات.
رابعا: الكنيسة القبطية، شأنها شأن أى مؤسسة دينية، بها تيارات وأفكار واتجاهات، وهو أمر طبيعى وصحى وضرورة من ضرورات التطور، يتعين أن يكون سببا لحوار وبحث ونقاش أكثر من كونه أداة اختلاف أو صدام. هذه مسألة فى رأيى تتعلق بالثقافة العامة فى المجتمع أكثر من تعلقها بالشأن الكنسى، حيث يتطلب الأمر مزيدا من ثقافة الحوار، والنقاش، والتخلص من العصبية والتحزب، وهى مشكلة عامة فى المجتمع بأسره.

خامسا: صحيح أن المجتمع بأسره فجع للحادث الدامى الذى وقع بالدير، وما تلاه من تداعيات، لكن لا يعنى ذلك أن القطاع العريض من المواطنين، ولاسيما الأقباط أنفسهم على وعى أو إدراك بأجواء المساجلات أو النقاشات التى تجرى على وسائل التواصل الاجتماعى، وبخاصة الفيس بوك، والتى تنطوى على رصد للتيارات المختلفة، وجذور الاختلاف الفكرى، وتنوع المدارس الرهبانية، وهكذا، حيث أن هذه القضايا برمتها «فوقية» تجرى على الشاشة وليس لها مردود فى الواقع، ولا تجد بين القطاع العريض من الأقباط معرفة أو اهتماما بذلك.

سادسا: أيا كانت نتائج التحقيقات، وما ستئول إليه، فإن هذا الحادث قد يكون مفزعا فى دلالاته، لكنه استثنائى، لا يعبر عن السائد فى الحياة الرهبانية. وأظن العقلاء فى المجتمع يدركون ذلك، ويرون أن الكنيسة القبطية أو الرهبنة هى أحد مظاهر التميز والقوة الناعمة فى مصر، فقد احتضنت مصر المسيحية مثلما احتضنت اليهودية والإسلام، لكن هى الوحيدة التى خرجت منها الرهبنة بوصفها اختراعا مصريا خالصا.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات على حادث «أبو مقار» ملاحظات على حادث «أبو مقار»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon