توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخيار الأمثل لحكم السودان

  مصر اليوم -

الخيار الأمثل لحكم السودان

بقلم: حمد الماجد

تجري على ثرى السودان معركة شد وجذب بين المجلس العسكري والقوى المدنية، وصار كل فريق يخرِج ما لديه في جعبته من سلاح مؤثر، ثار نقع المعركة بين الفريقين وحمى وطيسها حتى وصلت إلى فضٍ للاعتصام المدني، تلاه إخراج القوى المدنية لسلاح «ناعم» لا تنفع معه اليد العسكرية، إنه العصيان المدني، فأمست المحال مغلقة وأغلقت معها الأبواب لوأد أي محاولة لإرضاخ العصيان المدني، فالعصيان المدني مجرد إرادة شخصية في إغلاق محل وليس اعتصاماً جماهيرياً حاشداً أمام مقر المجلس العسكري. وأمام منظر الدبابات كان هناك فعل آخر لا يقل عنه تأثيراً، وسائل التواصل العالمي التي تستخدم الهاشتاقات والسنابات و«يوتيوب» ورسائل «فيسبوك»، وقد حاول المجلس العسكري إخراج غرمائه المدنيين من الباب فرجعوا عليه من النوافذ متسلقين على سلالم التواصل الاجتماعي المارد الذي خرج عن سيطرة الأقوياء.
حكم العسكر في مراحل الاضطراب والفترات الانتقالية مثل مضخة قلب صناعي يضطر إليها الطبيب كإجراء «مؤقت» حتى يجهّز القلب الطبيعي «المدنيين» لإكمال مهمته الطبيعية، لكن الحال في بعض دول العالم الثالث قد ينبئ بأن مضخة القلب الصناعي المؤقتة هي التي تستمر، والقلب الطبيعي الدائم هو الذي يتحول إلى مؤقت.
باستثناء الدول العربية المستقرة ذات نظام الحكم الملكي، فإن بقية دول العالم العربي تختلف عن بقية دول العالم، بأنها أمام خيارين أحلاهما مر، إما حكم عسكري قوي يمنح استقراراً وربما اقتصاداً نشطاً، لكنه يحقق هذه الغاية بالقوة والتقليل من الحريات، وإما حكم مدني ضعيف متهالك يمنح حريات وديمقراطية ومشاركة في القرار، لكنه يفشل في فرض حكم قوي يمنح أمناً واستقراراً واقتصاداً وتنمية، ومن لا يمنح أمناً واستقراراً لا يعطي اقتصاداً مزدهراً، وهذا ما لا نجده في الأمم الأخرى التي تحولت من حكم الاستبداد الشمولي المطلق إلى الحكم الشوري الديمقراطي، مثل دول أوروبا الشرقية وبعض الدول الأفريقية والأميركية الجنوبية.
والسودان ليس استثناءً من هذه الأعراض السياسية، فإنْ حَكَمَه العسكرُ فربما عانى الشعب من الاستبداد الديكتاتورية وانخفاض سقف الحريات، وإن حكمته الأحزاب ارتفع سقف الديمقراطية والحريات وانخفض سقف التنمية والنهضة. كل أحزاب الدنيا السياسية بينها صراعات، لكن حصة الحكم تظل كبيرة والمناكفات قليلة، أما في بعض دولنا فالعكس صحيح، وهذا ما زاد شهية العسكر في الحكم.
لقد جرب السودانيون في الماضي حكم العسكر العلمانيين فبطشوا بالشعب وفسدوا وأفسدوا، وجرب الشعب السوداني العسكر الإسلاميين فنكلوا بالشعب ففسدوا وأفسدوا... الشعارات مختلفة والمخرجات واحدة، فهل تكون مخرجات ما يدور الآن بين المجلس الانتقالي والمؤسسات المدنية مختلفة لترسو بالسودان ذي المقدرات الاقتصادية الكبيرة إلى بر الحريات والأمان السياسي والتنموي، أم - لا سمح الله - ينزلق السودان إلى مستنقع الفوضى، أم يتحول في أحسن أحواله إلى دولة فاشلة كما هي حال بعض دول الثورات العربية؟ يا رب لطفك بالسودان.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيار الأمثل لحكم السودان الخيار الأمثل لحكم السودان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon