توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإلحاد بين التسويق والتشويق

  مصر اليوم -

الإلحاد بين التسويق والتشويق

بقلم: حمد الماجد

كانوا محقين أولئك الذين كانوا ينتقدون قناة «الجزيرة» بسبب مقابلاتها المطولة مع زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي، فقد تحولت قناة «الجزيرة» حينها، بسبب صياغة الخبر وطريقة العرض وكثافة المادة الإعلامية، إلى قناة تسويقية دعائية لـ«القاعدة» ورمزها بن لادن، وسواء كان قصد «الجزيرة» التسويق لفكر بن لادن لحاجة في نفس يعقوب، أو أن مقصودها الإثارة الإعلامية والسبق الصحافي الذي تنشده أي وسيلة إعلامية، فإن المحظور قد وقع بالترويج لفكر هدَّام خطر، وجعلت من زعيم «القاعدة» رمزاً وبطلاً، ومَكَّنتْ لجراثيم الغلو والعنف أن تنتشر بقوة لتلوث عقولاً سليمة أو في أضعف الأحوال تجعل فكر الإرهاب يكسب مزيداً من التعاطف الذي يعتبر مرحلة ما قبل الإصابة بالجرثومة.
وهذا لا يقتصر على التسويق لفكر الإرهاب والعنف والتشدد فحسب، بل ينسحب على أي مواد إعلامية تسوق للانحلال الخُلُقي أو العقدي أو الفكري أو تفت في اللحمة الوطنية أو تعزز للطائفية أو القبلية أو المناطقية، فكما أن السواد الأعظم من العرب لن يقبل تحقيقاً إعلامياً موسعاً أو مقابلة تفصيلية مع المثليين، عن تجمعاتهم وطرائق تواصلهم وأساليب إقناعهم بسبب الخشية من انتشار فكرهم، فكذلك الحال مع الذين يتبنون أفكاراً مسمومة، سواء كانت إلحادية أو تقود إلى الإلحاد أو تشكك في الثوابت الدينية والوطنية.
إن خطورة التسويق الإعلامي لمن يحمل فكراً مشبوهاً أو وجهات نظر تهز الثوابت الدينية والوطنية لا تقتصر على البلبلة الشديدة التي تتركها، بل تتعداها لتخلق المناخ الملائم لتعزيز الفكر المتشدد وتكثير أتباعه ومعتنقيه والمتعاطفين معه، فلكل فعل ردة فعل، والتجارب البشرية تؤكد أن الغلاة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين يخدم بعضهم بعضاً، فالمتطرفون المسلمون مثلاً استفادوا كثيراً من اليمين المسيحي المتشدد الذي نفذ جرائم مساجد نيوزيلندا الإرهابية، فكانت ردة الفعل العنيفة في سريلانكا عبر جرائم إرهابية استهدفت عدداً من الكنائس، والعكس صحيح، فالجرائم الإرهابية التي ارتكبها مسلمون في عدد من الدول الغربية عززت مكانة اليمين الديني المتطرف سياسياً وإعلامياً وبررت لعدد من جرائمه، وقل الشيء ذاته عن ترويج الإلحاد وما يخدش السلم المجتمعي والوطني.
نعم هناك خيط رفيع بين التشويق الإعلامي وبث مواد إعلامية تنشر الجراثيم الفكرية والأخلاقية والعقدية، فالذي يجعل من التشويق الإعلامي أو الحريات الفكرية والدينية مبرراً لقبول مثل هذه المواد الإعلامية التي تفت في الوحدة الدينية والوطنية وتهز الثوابت وتسوّق للإلحاد أو الطرق المؤدية إليه، هو أيضاً سيجد مبرراً لقناة «الجزيرة» تغطيتها الإعلامية لرموز الجهاديين من قاعديين و«داعشيين» كما فعلت مع مقابلاتها الشهيرة مع أسامة بن لادن، وترويجها لفكر التشدد والإرهاب تحت بند الإثارة الإعلامية والتشويق ويندرج هذا على أي فكر مشبوه يهدد السلم المجتمعي عبر طروحات تخرم الوحدة الوطنية باسم الحريات والتشويق الإعلامي.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإلحاد بين التسويق والتشويق الإلحاد بين التسويق والتشويق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon