توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب في الإعلام الإسرائيلي

  مصر اليوم -

العرب في الإعلام الإسرائيلي

بقلم - أسعد تلحمي

غني عن التعريف الدور المناط بوسائل إعلام في دولة تتبنى النظام الديموقراطي أو تدعيه بأن تعرض لقرائها ومشاهديها ومستمعيها صورة كاملة عن أوضاع المجتمع ككل، خصوصاً قضايا الفئات الضعيفة اجتماعياً واقتصادياً، بما فيها الأقليات داخل الدولة.

حق الجمهور في المعرفة هو حق أساسي مشتق من حرية التعبير، وهذا الحق يعني أن يتلقى الجمهور المعلومات من وسائل الإعلام من دون تدخل السلطة في مضامينها.

ومن وظائف الإعلام أيضاً، هكذا نظرياً على الأقل، أن يكون موضوعياً لا أحادي الاتجاه.

أسوق هذه المقدمة حيال ما يعانيه المجتمع العربي في الداخل من تجاهل متعمد ومن وسائل الإعلام العبرية على مر السنوات، من دون أن يحصل تغيير مرجو أيضاً من وسائل الإعلام المملوكة لأفراد، وليس فقط الرسمية– الحكومية.

منذ فترة أخذت ثلاث جمعيات إسرائيلية ناشطة في المجال الإعلامي على عاتقها رصد التغطية الإعلامية، شهرياً للجمهور العربي الفلسطيني في وسائل الإعلام العبرية الرئيسية وهي كثيرة، لتؤكد ما ادعته قيادة هذا الجمهور منذ سنوات أن وسائل الإعلام لا تتناول قضايا المجتمع العربي المقلقة، ولا تكلف نفسها عناء استضافة شخصيات عربية، حين تبينان الظهور الإعلامي للعرب وقضاياهم لا يتجاوز اثنين أو ثلاثة في المئة، علماً أن هذا الجمهور يشكل 20 في المئة من التعداد السكاني في إسرائيل.

وتؤكد أبحاث أساتذة جامعيين في الإعلام الإسرائيلي أن التغطية النمطية للعرب في إسرائيل ما زالت على حالها منذ إقامة الدولة العبرية، وأنها تساهم في نزع الشرعية عن مطالب الجمهور العربي للمساواة المدنية والقومية.

وطبقاً للباحثين فإن التغطية الإعلامية لأخبار الأقلية العربية في إسرائيل تقوم على تجاهل شبه تام لقضاياهم الحياتية اليومية وحصرها في أخبار «سلبية» أو ما يعرف بأحداث «إخلال بالنظام» و «شغب»، فضلاً عن تبني وسائل الإعلام نمط استضافة شخصيات عربية معينة دون سواها لاعتبارها «معتدلة» وفق القاموس الإسرائيلي، كأنها تقول لجمهور المستهلكين إن الشخصيات التي لا يُسمع صوتها هي «متطرفة ومعادية للدولة». كما يشير هؤلاء إلى حقيقة أن معظم وسائل الإعلام العبرية لا تشغّل عرباً إلا في حالات نادرة على الرغم من أن الجمهور العربي يعتبر مستهلكاً لها.

ويلفت أحد الباحثين الانتباه إلى أن غالبية وسائل الإعلام المركزية لا تكتفي بمثل هذا النوع من التغطية، إنما تشارك في شكل فعلي قادة اليمين في التحريض على الجمهور العربي، خصوصاً عندما تتردى الأوضاع ألأمنية أو ي حال وقوع عملية مسلحة أو تصريح لقيادي عربي لا تستسيغه آذان القيادة الإسرائيلية.

تبنت وسائل الإعلام السياسية الرسمية الإسرائيلية التي رأت في العقدين الأولين للدولة الإسرائيلية في العرب الذين لم يهربوا أو يهجَّروا من وطنهم «طابوراً خامساً أو «أعداء للدولة». ولم تتبدل الحال كثيراً بل اشتدت وطأتها في العقدين الأخيرين مع اتساع النفوذ اليميني في الشارع الإسرائيلي، وتبني أحزاب متطرفة برامج عنصرية تقوم على إرغام العرب بإعلان الولاء للدولة اليهودية، مثلاً أو مشروع «التبادل السكاني» أي ترحيل فلسطينيي منطقة المثلث إلى الدولة الفلسطينية العتيدة للتخلص من 300 ألف عرب وأكثر. وقد باتت مثل هذه المسائل والطروحات، منذ سنوات، موضع سجال ونقاش علني في برامج متلفزة وإذاعية.

ويساهم هذا التوجه لدى الإعلام الإسرائيلي في تعزيز سياسة الحكومات المتعاقبة القائمة على إقصاء الآخر عن السجال العام، «الآخر العربي» فضلاً عن مساهمته في تأجيج مشاعر العداء الكامنة لدى اليهود تجاه «الطابور الخامس العربي».

لن تتبدل نظرة الإسرائيليين المعادية للعرب الموجودين بين ظهرانيهم طالما لا تغير وسائل الإعلام الرئيسية ذات النفوذ القوي في الشارع الإسرائيلي نهجها وتوجهها، ولا يكفي أن تقوم صحيفة «هآرتس» بالدور وحدها. ثمة ضرورة لوقف التغطية أحادية التوجه تجاه العرب والدفع بتوجه آخر يقتلع التفكير السلبي عن الأقلية العربية، لكن لا يبدو الأمر واقعياً على الأقل في المستقبل المنظور حيال تفشي العنصرية والتطرف القومي اليهودي في ظل أكثر الحكومات تطرفاً في تاريخ إسرائيل.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب في الإعلام الإسرائيلي العرب في الإعلام الإسرائيلي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon