بقلم-حسن المستكاوي
** دافع منتخب المكسيك أمام ألمانيا، وقام ببناء استحكامات دفاعية على منطقة الجزاء، وبدا أن لاعبى الفريق يدافعون عن حدود بلادهم فى مواجهة الغزو الألمانى.
ووضع المدرب خوان كارلوس الخطة الصحيحة، والتى بدأت بهجوم مباغت أربك الفريق الألمانى. ثم أجرى تعديلا بعد التقدم بهدف على خطته التى تلائم قدرات اللاعبين وما يملكه من أدوات وأهمها سرعة فائقة لأربعة لاعبين يمكنهم استغلال اندفاع الألمان والمساحات الخالية فى خطوطهم الخلفية.. وقال نجوم المكسيك بعد المباراة: «لعب الفريق حبا فى الفوز وليس خوفا من الهزيمة. لعبنا بشجاعة عندما احتاج الأمر، ودافعنا بقوة عندما احتجنا إليه»..
.. والسرعة مهارة يصعب هزيمتها لأنها سباق فى مساحة وليست التحاما يخضع للقوة أو للمراوغة والسيطرة على الكرة.. وهو ما حدث فى أمتع مباريات الدورة حتى أمس بين البرتغال وإسبانيا أو بين رونالدو وإسبانيا.. ثم بين المكسيك وألمانيا..
** هناك ظروف مباريات كما حدث فى مساحات دفاع الألمان بسبب اندفاعهم للتعويض. وهناك ظروف فرق أيضا، كما هو حال فوضى الأداء فى منتخب الأرجنتين الذى يضم مهارات ونجوم وأولهم ميسى لكنهم لا يلعبون بجماعية.. وهناك ظروف ثقة مبالغ فيها كما حدث من جانب منتخب البرازيل أمام سويسرا.. والمدهش أن الفريق السويسرى هو صاحب أهم وأول طريقة دفاعية فى كرة القدم..
** لقد كانت بطولات كأس العالم وما زالت مجالا خصبا، لظهور أحدث طرق اللعب، وتطبيقها، ومنذ عام 1930 طرأت تطورات مذهلة على الطرق وتفريعاتها، وهذا التطور يسير مع بطولات الكأس، عاما بعام، ودورة بدورة، وسوف نلاحظ الارتباط الوثيق بين الطرق الجديدة، وبين أساليب اللعب، وتنوعها بين الهجوم والدفاع!.
** معروف أن طريقة اللعب فى أبسط تعريف لها هى: (تنظيم قوى الفريق ــ أى التشكيل ــ على الوجه الذى يمكنه من أن يؤدى الوجبات المحددة التى توضع له).
** كانت تلك مرحلة البداية، وقد شهدت بطولات كأس العالم الأولى طابع اللعب الفردى، الذى يقوم على المهارة والموهبة الفردية، وكانت المباريات مفتوحة، والتحركات غير مدروسة. (إنه مثلا منتخب الأرجنتين الآن) إلا أن طرق اللعب أخذت فى التطور، فظهرت الطريقة الهرمية، ثم بدأت سويسرا قبل أية دولة أخرى الاهتمام بالدفاع فابتدعت طريقة تسمى القفل فى الوقت الذى كانت فيه الطريقة الهرمية مزدهرة فى انجلترا. والواقع أن سويسرا قد وضعت بذلك أساس طريقة الكاتناتشيو الإيطالية التى لعب بها (هيريرا) فى الستينيات... ولزم الإشارة إلى طريقة القفل السويسرية الدفاعية القديمة بسبب ما قدمه الفريق السويسرى أمام البرازيل..
** دون الدخول فى تعقيدات فنية.. حين يواجه أحد الفرق فريقا منافسا يملك مهارات فذة مثل البرازيل وقدرات هجومية لاسيما داخل الصندوق يكون الحل الدفاعى الأمثل تشكيل غابة من الأقدام، تضيق المساحات وتخنق المنافسين أصحاب السحر والمهارة.. ولو راجعتم مباريات فى المونديال أو حتى مباريات محلية فى الدورى (مع الاعتذار للمقارنة ستجدون الاسيوطى فعلها مع الأهلى، والفيصلى فعلها مع الأهلى.. أسف يا سويسرا جدا للتشبيه؟!).
** المقارنات تكون غير موضوعية، حين تطالب جماهير منتخبات بلادها بأداء الهجوم المرتد بطريقة المكسيك.. أو حتى الدفاع بالطريقة السويسرية، فالقضية ليست فقط الروح القتالية، ولا هو السعى فقط للأداء المشرف.. وإنما هل تستطيع وهل تمتلك الأدوات والسرعات؟!
نقلا عن الشروق
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع