توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تذكرة على متن تيتانيك..

  مصر اليوم -

تذكرة على متن تيتانيك

بقلم : حسن المستكاوي

** هذا عنوان تحقيق صحفى أجرته الزميلة ياسمين سعد فى «المصرى اليوم».. وربما هو تقصير منى، لأننى لم أقرأ التحقيق حين نشر، وعلمت بالقصة عندما استضافت الإعلامية الشهيرة منى الشاذلى الزميلة ياسمين سعد فى برنامجها التليفزيونى. وشعرت بفرحة غامرة لعدة أسباب، أولها أن الصحافة كمهنة مازالت حية، وأن مثل تلك التحقيقات والقصص وراء بقاء الصحف الأجنبية الكبرى على قيد الحياة على الرغم من مصاعب وتحديات تواجهها من جانب عالم الديجتال، ومواقع التواصل الإجتماعى، وارتفاع تكلفة إنتاج الصحف الورقية، وعزوف القارئ عن الصحف، لأسباب مهنية يسأل عنها أصحاب المهنة، ولأسباب اقتصادية، ولأسباب عصر تغير ويتغير يسابق فيه الإنسان زمنه..
** هذا العمل الصحفى أخذ من الزميلة ياسمين سعد ثلاث سنوات حتى وصلت إلى السيد حمد حسب المواطن المصرى الذى كان على متن السفينة تيتانيك التى غرقت فى رحلتها الأولى والأخيرة يوم 15 إبريل عام 1912، وكان هو أحد الناجين من الغرق، وقد أرسل برقية تفيد بنجاته إلى أهله فى مصر يوم 18 إبريل من العام نفسه. 
** أول مواهب الصحفى والعمل الإعلامى هو الفضول، والشغف، ومن لا تحركة الرغبة فى أن يعرف (بفتح الياء) لن يستطيع أبدا أن يعرف (بضم الميم). ولأن ياسمين سعد موهوبة بالفطرة فقد حركها هذا الفضول والشغف نحو هذا التحقيق. عندما تابعت تقريرا تلفزيونيا فى إحدى القنوات اللبنانية فى ذكرى مرور مائة عام على الحادث إحياء لذكرى ضحايا لبنانيين، فقررت البحث عن مصريين كانوا بالسفينة، وبدأت بذلك رحلة طويلة كمن يصعد جبلا من الثلج. فلم تيئس ولم تتوقف، وزارت الموقع الرسمى للسفينة تيتانيك، وقرأت الأسماء، بحثا عن مصرى، ووجدته، اسمه حمد حسب. فهل الاسم صحيح؟ 
** زارت دار المحفوظات، ودار الوثاق المصرية، ودار الكتب، وفتشت فى صفحات جريدة الأهرام الصادرة فى شهر إبريل 1912.. وخاطبت فندق مينا هاوس، وشركة توماس كوك، ودار نشر هاربر، التى كان يملكها هنرى هاربر صديق حمد. وتعبت ياسمين سعد، وأنفقت المال وهى تبحث عن الحقيقة، وعن طيف أو خيط دخان تطارده وتحلم بأن تمسك به، وسخر منها من سخر، ولكنها امتلكت إرادة الوصول إلى حمد حسب يحركها هذا الشغف الصحفى الغريزى عندها حتى وصلت إلى أهله أو أحفاده وتحققت من قصتها، ومن سفر حمد حسب بصحبة أسرة أمريكية زارت مصر مرات وكان هو الترجمان الخاص بها، وبالمصادفة كان حمد حسب وراء إنقاذ الأسرة حين غرقت السفينة العملاقة وغرق معها آلاف الركاب.. 
** فى النصف الأول من القرن العشرين قال أمير الشعراء أحمد شوقى: «لكل زمان آية.. وآية هذا الزمان هى الصحافة».. ومنذ سنوات نتساءل: هل تبقى الصحافة بأشكالها الورقية والمختلفة على قيد الحياة؟ 
** مثل هذا العمل المهنى الصعب الذى يعنى بالتفاصيل بلا يأس هو الذى يبقى الصحافة حية. وللأسف لا أعلم هل فازت ياسمين سعد بجائزة صحفية عن هذا العمل أم لا؟ وفى جميع الأحوال هى تستحق تكريما خاصا من نقابة الصحفيين ــ ويكون تكريما ماديا وأدبيا لائقا، ليكون رسالة من النقابة إلى جميع زملاء المهنة، وإلى المجتمع بأن الصحافة مازالت حية، ويمكن أن تبقى على قيد الحياة بمثل تلك النوعية من الأعمال المهنية..«تذكرة على متن تيتانيك»..!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة على متن تيتانيك تذكرة على متن تيتانيك



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon