بقلم : حسن المستكاوي
** مباراة كأس سوبر الخليج العربى بين العين والوحدة باستاد الدفاع الجوى، غدا، تعد بمثابة كلاسيكو كرة القدم فى الإمارات أو ديربى أبو ظبى، وهى المرة الثانية التى تستضيف فيها مصر السوبر الإماراتى، ومن المعروف أن سوبر الكرة المصرى أقيم فى الإمارات ثلاث مرات وحقق نجاحا كبيرا وكان أهم عناصر هذا النجاح التنظيم الجيد، وجودة الملعب، وجمال التصوير والنقل التليفزيونى، وكذلك الحضور الجماهيرى الرائع، وهو ما يعكس القوة الناعمة للكرة المصرية، شأن الفن والموسيقى والأغنية والأدب والثقافة..
** يخوض العين الملقب بالزعيم تلك المباراة بدون نجمه الشهير عمر عبدالرحمن أو عمورى الذى انتقل إلى الهلال السعودى. وقد يعوض غيابه شقيقه محمد عبدالرحمن أو حسين الشحات وكلاهما يحمل جينات تقترب من مهارات عمورى لاسيما فى تسليم الكرة إلى زميل ثم التحرك لمنحه اختيارات عدة للتمرير. والعين هو أكثر أندية الإمارات فوزا بالبطولات، وشعبيته جارفة، ويلقب جمهوره بالأمة العيناوية. أما الوحدة فهو نادى العاصمة الإماراتية نظرا لكون النادى نتج عن دمج عدة أندية فى أبوظبى ويتمتع بشعبية كبيرة فى العاصمة أبوظبى ويلقب بعدة ألقاب مثل أصحاب السعادة، مترو العاصمة والعالمى لأنه شارك فى بطولة كأس العالم للأندية..
** عالم كرة القدم شهد تغييرا كبيرا فى بدايات القرن الحالى. وأصبحت الفرق الكبرى والدوريات الأوروبية تطرح شعبيتها أو بمعنى أدق تبيع شعبيتها خارج حدودها المحلية، إدراكا من إدارتها أن الصناعة تتجه إلى الإقليم والقارة ومختلف دول العالم بحثا عن المزيد من الأرباح الأدبية والمادية. ولذلك رأينا السوبر الإيطالى يقام فى الدوحة، وقد طار منها إلى السعودية التى سوف تستضيف البطولة لمدة ثلاث سنوات. كما أقيم السوبر الإسبانى فى طنجة بالمغرب، ومنذ أسابيع أعلنت رابطة الدورى الإسبانى لكرة القدم «لا ليجا» أنها ستقيم إحدى مباريات المسابقة فى أمريكا وذلك للمرة الأولى فى تاريخها بعد أن عقدت اتفاق شراكة مع شركة «ريليفينت» الأمريكية لمدة 15 عاما.. وهذا تطور مذهل فى فلسفة صناعة كرة القدم العالمية.. وكذلك من المعروف أنه أقيم أخيرا السوبر السعودى بين الهلال والاتحاد على ملعب اللوفتس رود الخاص بنادى كوينز بارك رينجرز الانجليزى.وسبق أن إستضافت العاصمة الإنجليزية السوبر السعودى.
** هناك بالطبع أهداف قديمة فى اللقاءات العربية الرياضية، يمكن أن نسجلها فى سياق شعارات رفعت فى منتصف القرن الماضى مثل أن الهدف من تبادل تنظيم وإستضافة مباريات كأس السوبر بين الدول العربية هو تعزيز العلاقات الرياضية والشبابية والشعبية، لكن بمنطق القرن الحالى يجب أن نضيف فكرة المصلحة التى تخدم الصناعة، بما يرسخ دور كرة القدم فى بث الرسائل الحضارية والثقافية بين الدول.. ومن المهم أن تتعرف جماهير الكرة العربية على مستويات اللعبة فى دول الوطن العربى. وهو ماحدث على سبيل المثال حين لعب الأهلى مع النجمة والزمالك مع القادسية فى إطار البطولة العربية. ولاشك أن إقليمنا العربى فى أشد الحاجة إلى مزيد من اللقاءات العربية العربية فى شتى المجالات وفى مقدمتها الرياضة..
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع