بقلم : حسن المستكاوي
** كل مباراة صعبة فى كأس العالم.. والآن سيلعب الفريق الروسى بكل قوته أمام المنتخب الوطنى أملا فى ضمان وجوده ضمن فرق الدور الثانى. فلاشك أن فوز روسيا على منتخب السعودية، وخسارة المنتخب الوطنى مباراته أمام أوروجواى بهدف قاتل جعل الموقف صعبا لكنه ليس مستحيلا. فمازال الأمل متاحا فى الأفق للتأهل إلى الدور التالى.. لكن مبدئيا لابد من السعى للفوز فى المباراتين القادمتين.
** المنتخب لعب أفضل مبارياته على مدى عام. والأداء هو الأفضل مقارنة بالمباريات الودية. وصحيح لعب الفريق بتنظيم جيد دفاعيا، لكن قدرته الهجومية كانت محدودة وغير مكتملة. وغير مؤثرة، خاصة أن اختيار الهجوم المرتد السريع غابت عنه السرعة، وغاب عنه من يملك تلك الملكة المهارية العالية التى تسمح له بهزيمة المنافس بمهاراته، وهو محمد صلاح. وقد قلنا مرارا أن السرعة مهارة يصعب هزيمتها. بمعنى أن اللاعب السريع سوف يسبق منافسه دون التحام، ودون اشتباك. وإذا سبقه فإنه يجعله قليل الحيلة إلا إذا ارتكب معه خطأ مشروعا أو غير مشروع من شد وجذب وضرب كما فعل راموس مع صلاح.
** الهجوم المرتد النموذجى قدمه مثلا فى اليوم منتخب البرتغال فى الدقيقة 22 من مباراته أمام إسبانيا، التى كانت عبارة عن دراما غير مكتوبة على أوراق. وغير معلومة النهاية مثل الكثير من الأعمال الدرامية التى تكتب وتصاغ بخيال المؤلفين.. فالكرة أرسلت أمامية إلى ثلاثة لاعبين شكلوا سربا قام بالانقضاض على المرمى الإسبانى.. وكى يمارس أى فريق هذا الأسلوب لابد أن يتسلح بمهاجمين وبلاعبى وسط فى غاية السرعة. سواء من ناحية الجرى أو من ناحية نقل الكرة وتمريرها إلى الأمام بدقة.. ويمكن أن يكون صلاح سلاحا فى الهجوم المرتد بالطبع. وكذلك تريزيجيه إلا أنه ينهك بدنيا فى الواجبات الدفاعية المباشرة. وموقعه فى بعض الأحيان لا يسمح له بسرعة الانقضاض. بينما موقع صلاح المتقدم نسبيا يسمح له بذلك.
** فى مباراة مصر مع أوروجواى لم يترك دفاع المنتخب الوطنى مساحات لكل من الثنائى كافانى وسواريز، ومع ذلك نجحا فى تهديد المرمى ثلاث أو أربع مرات ولولا تألق الشناوى لأصيب مرماه.. وهو استحق الدرجة النهائية وأن يكون رجل المباراة، وكان الدفاع هنا اختيارا ضروريا. لكنه لا يمكن أن يكون اختيارا وحيدا أمام روسيا، فهو رهان على خطف هدف بوسيلة ما ولم تتضح مدى دقة هذه الوسيلة من واقع شريط مباراة أوروجواى.. ولذلك لابد من قوة وقدرة هجومية أمام الفريق الروسى مع العلم أن تلك ستكون مخاطرة، وبالطبع لا يوجد نجاح دون مغامرة محسوبة.
** إذا كان الشناوى هو رجل المباراة الأول، فقد لعب طارق حامد مباراة مميزة جدا، وكذلك وردة وأحمد فتحى، وأحمد حجازى.. والننى. فيما تحرك تريزيجيه نسبيا فى الشوط الثانى.. لكن يظل غائبا بالفعل صناعة جمل هجومية تكتيكية، تصيب
دفاع المنافس بالارتباك أو تفتح الثغرات. فما زال المنتخب يعانى من صناعة الفرص، ومن تشكيل تهديد مستمر فى العشرين مترا الأخيرة. فالتهديد الوقتى أو تهديد الصدفة أو تهديد تصنعه مهارة لاعب فرد، أمر يختلف تماما عن فريق يصنع التهديد بشكل منظم وممنهج طوال المباراة..
نقلا عن الشروق
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع