بقلم : حسن المستكاوي
** بعد مشاركة منتخب مصر فى مونديال إيطاليا 1934.. ماذا قالت الصحف والصفحات الرياضية عن تلك المشاركة؟
** كانت المقالات فى الصحف الرياضية التى صدرت بعد خسارة الفريق تطالب كلها بتطبيق نظام الاحتراف (الطلب قديم عمره 85 سنة).. وبعد المباراة الوحيدة مع المجر كتبت الصحف المصرية الصادرة بالقاهرة فى 28 مايو 1934 تقول: «مصر اعتمدت على هوايتها فلم تتقدم، وكان المصريون يلعبون على طريقة المجهود الفردى، فكانت طريقة منهكة للغاية فى حين كان خصومهم يعتمدون على الجناحين، والتوزيع الطويل، فكانت الكرة بثلاث لعبات، تصل إلى مرمى المصريين، حقا كان المصريون سراعا، خفافا، لكنهم لم يكونوا يلعبون على طريقة مرسومة بل كيفما اتفق..
وأضافت الصحف الصادرة فى القاهرة بعد مشاركة المنتخب فى مونديال إيطاليا 1934: «لقد أضاع وضع حسن رجب فى الدفاع الايسر فرصا كثيرة على فريقه لعدم اعتياده هذا المركز من قبل، وكان الخطر علينا دائما من جناح المجر الايمن، وكذلك نزل حميدو إلى المباراة وعلامات المرض ظاهرة عليه، وبالاجمال كان الدفاع بأجمعه مفككا، ولعب وهو على اسوأ حال».
** أما جريدة البلاغ فقد اعربت عن استيائها من التشكيل الذى سافر ايطاليا، وقالت: كيف يتم اختيار عزيز فهمى ومصطفى كامل منصور من النادى الأهلى؟ كيف يلعب واحد هو احتياطى لزميله؟ وكيف يصبح الحارس وقفا على ناد دون سواه؟
وقالت احدى الصحف: «نستطيع ان نقول بغير مداراة ان بطولة الأهلى ونفوذه وسيطرته تمثلت فى اختيار كامل مسعود فلا غرابة؟ وباختصار الفريق فيه مجاملات، اما الجهاز الادارى للبعثة فكثير العدد ولو ان ناديا ارسل كل هذا لقامت الدنيا ولم تقعد، ولأمطرت السماء دما».
** هذه لغة الصحافة وقتها. وهذا رأى الصحافة وقتها فى مشاركة منتخب مصر فى مونديال إيطاليا 1934.. لكن كيف تحدث أحد لاعبى المنتخب فى كأس العالم بإيطاليا عن أداء الفريق فى البطولة.. دعونا نقرأ ما قاله الكابتن محمد لطيف فى حديثه لمجلة اكتوبر العدد 682، 19 نوفمبر 1989: «انتهى الشوط الاول بالتعادل فى كأس العالم 2ــ2، ولم يحدث انهيار للفريق، ولكن حدث ان ظلمنا الحكم فى هذه المباراة فى هدفين، الهدف الاول حين تبادلت الكرة مع الكابتن مختار التتش، ووصلت إلى الخط، ثم اعدتها اليه ثانية وأنا على الخط بعيدا عن المرمى، وأحرز التتش هدفا، ولم يحتسبه الحكم على أساس اننى كنت متسللا وحين التقط مصطفى كامل منصور الكرة بيديه، ولكن قلب الهجوم المجرى ضربه بالبوكس فى وجهه. وخرجت الصحف الايطالية فى اليوم التالى وعلى صفحاتها صورة البوكس».
** على أى حال كان شرفا للمنتخب الوطنى أن يكون أول فريق عربى وإفريقى يشارك فى كأس العالم. والحقيقة أن مصر فى مشارف الثلاثينيات من القرن الماضى كانت دولة تسبق محيطها، وكانت القاهرة هى باريس الشرق وعدد سكانها لا يزيد على 800 ألف.
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع