بقلم : حسن المستكاوي
** من سيكون مثل خوزيه نازازى قائد منتخب أوروجواى الذى رفع كأس العالم لأول مرة عام 1930؟
** من المبكر جدا توقع البطل.. إلا أنه قبل 88 عاما فاز منتخب الأوروجواى على الأرجنتين بنتيجة 4 ــ 2 أمام حشد كبير بلغ 93000 متفرج باستاد سنتيناريو (المئوى) الذى أنشئ احتفالا بمرور 100 سنة على استقلال البلاد، وأصبحت أوروجواى أول دولة تفوز بالكأس.. وشهدت المباراة النهائية خطأ للحكم عندما أنهى اللقاء قبل نهايته بـ 6 دقائق، واضطر المنظمون إلى استدعاء لاعبى أوروجواى والأرجنتين من غرف الملابس لإكمال المباراة.
** تطورت وتغيرت كرة القدم، ولكن ظلت كأس العالم أكبر عرض عرفته الكرة الأرضية. وتعاظم تأثير البطولة على اللعبة، دورة بعد دورة. وبات تأثير المونديال على كرة القدم مثل تأثير وكالة ناسا لعلوم الفضاء على التكنولوجيا. وقد أدخل الفيفا كاميرات المرمى عين الصقر لكشف تجاوز الكرة حدود خط المرمى أم لا. ثم أدخل تقنية الفيديو التى منحت المنتخب الفرنسى انتصارا على أستراليا، ليقول الفرنسيون لتلك التقنية شكرا مسيو فيديو!
** هناك انقسام عالمى حول تقنية الفيديو. البعض يؤيد والبعض يعارض. المؤيدون يرون أن الفيديو سوف ينشر العدالة فى ساحة كرة القدم ويساعد الحكام على اتخاذ قرارات مصيرية وحاسمة صحيحة. فالفيديو مثل محكمة استئناف أو نقض. بينما المعارضون للتقنية يرونها معطلة للمباريات، وتقتل حماس اللاعبين والمشاهدين. بجانب أن أخطاء الحكام تطول الجميع، ويتساوى أمامها الجميع، ثم إن أخطاء الحكام جزء مثير فى لعبة كرة القدم وتجعل أهدافا وأحداثا ومباريات حية لعشرات السنين فى ذاكرة اللعبة كما حدث مثلا فى قضية هدف اللاعب الإنجليزى هيرست فى مرمى ألمانيا بكأس العالم عام 1966 حين سدد كرة قوية ضربت فى العارضة وارتدت إلى الملعب واحتسب حكم المباراة اللعبة هدفا، فثار الجدل هل تجاوزت خط المرمى أم لم تتجاوزه وعاش الجدل 40 عاما حتى حسم بصحة قرار الحكم.. مع أى فريق أنت.. مع المؤيد أم مع المعارض؟!
** قبل 88 عاما شارك 13 منتخبا فى بطولة كأس العالم الأولى، ومنها أربعة منتخبات أوروبية سافرت إلى أمريكا الجنوبية على متن السفينة فردى التى قطعت المسافة فى ثلاثة أسابيع، وكان اللاعبون يمارسون تدريباتهم بينما السفينة تضرب أمواج المحيط فى طريقها إلى مونتيفيدو.. وربما كان عدد الصحفيين قليلا، وكان نقل الحدث محدودا، ينتظر دقات آلة التيكرز القديمة وسيلة الصحف فى ذاك الوقت لنقل الأخبار. بينما اليوم يتابع البطولة عشرات الآلاف من رجال الإعلام ينقلون كل دقيقة الأخبار والنتائج بالصوت والصورة، وهناك فى روسيا أكبر دول الأرض مساحة، ما يقرب من مليونى مسئول ورجل أمن يرتدون بطاقات تعريف غير قابلة للتزوير. ويلهثون خلف 32 فريقا و736 لاعبا.
** تنوعت الوسائل الآن لمتابعة المونديال. وسوف يجلس المشجع الروسى فى حجرته منتظرا بدء مباراة منتخب بلاده فى المجموعة الأولى وربما مباريات الفرق التى يراها منافسة لمنتخب روسيا، وسوف يجلس المشجع الروسى وهو ينتظر، ويدير شريطا أو سى دى، ويستمع إلى الفريق الغنائى «بونى إم» الذى سطع نجمه فى السبعينيات من القرن الماضى، وهو يشدو بأغنيته الشهيرة «اجرى.. اجرى.. راسبوتين» لعل هذا الرجل الساحر صاحب النظرة الحادة والكاريزما الأسطورية التى فرض بها سيطرته على قصر القيصر يلهم لاعبى روسيا القوة والسيطرة وهم يواجهون منافسيهم فى المجموعة وفى ما بعد المجموعة!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع