توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حراك ما قبل أعتى العواصف

  مصر اليوم -

حراك ما قبل أعتى العواصف

بقلم - فـــؤاد مطـــر

باستثناء «فضفضة عباسية» حادة النبرة، كان من الأفضل لاستقرار سلطة الرئيس محمود عباس إطلاقها من رام الله، و«فضفضة عونية» كان من الأفضل لمصلحة الاستقرار المأمول للصيغة اللبنانية الاكتفاء بالإفصاح عنها في بيروت، وليس في مناسبة انعقاد القمة العربية الدورية التي استضافتها تونس يوم الأحد 31 مارس (آذار) 2019. فإن القادة العرب الذين التقوا أكدوا مرة جديدة أن التلاعب بالثوابت أمر مرفوض من جانبهم، مهما كانت العلاقة الثنائية مع الإدارة الأميركية ذات طابع استراتيجي.
وعندما يقرر القادة في بيانهم الختامي رفض قرار الرئيس ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، معتبرين إياه باطلاً شكلاً وموضوعاً، وكذلك التأكيد على لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فإن قمتهم بهذا القرار لا تسجل مجرد رد فعل على خطوة مباغتة من رئيس الدولة الأهم بين الكبار، حدثت متزامنة مع تأهب القادة العرب لعقد مؤتمرهم الجامع التقليدي السنوي، وإنما القرار تأكيد على أن الموقف العربي الشامل من النظام السوري شيء، والمس بالأرض السورية العربية شيء آخر، أي بما معناه أنه إذا كان الرئيس ترمب وبالتشاور مع ضيفه رئيس وزراء إسرائيل، اعتبرا أن أزمة العلاقات المستمرة بين الدول العربية والنظام السوري ستجعل تمرير قرار الاعتراف الأميركي على درجة من السهولة، فإن الوقفة العربية الشاملة أثبتت عكس ذلك الظن الثنائي، وأكدت أمراً مهماً، وهو أن العلاقات بين الأنظمة تشهد في بعض الأحيان حالة من التأزم؛ لكن عندما تُمس سيادة الأرض العربية بفعل احتلال مدعوم باجتهاد قسري، فإن الرد على ذلك هو أن النظام حالة عابرة، بينما الأرض حق ثابت. 
وما يقال حول الجولان ويُتخذ من موقف في شأن هذه الأرض العربية، وكذلك حول المتبقي من أرض لبنانية محتلة، يقال عن ثلاث جزر إماراتية، هي الإرث الشاهاني الوحيد الذي تتمسك به الثورة الإيرانية، إذ بدل أن يكون الجلاء عن هذه الجزر خطوة يؤكد فيها النظام الإيراني تنصله من ذاك الإرث، فإن الذي حدث هو مزيد من عسكرة هذه الجزر، ومزيد من الادعاء بأنها إيرانية، ليس وفق القاعدة الجغرافية، وإنما لأن هذه الجزر يجب أن تبقى في الحد الأدنى صُداعاً للخليج العربي، وفي الحد الأقصى منصة تنفع في ساعة المساومة والمقايضة، أو في ساعة إلحاق الضرر بالآخرين. 
هنالك كثير الاستغراب من أن الرئيس بشّار الأسد لم يرُد كما تقتضيه الأصول، على الموقف الذي اتخذه القادة العرب في قمتهم من موضوع الجولان. وحتى إذا كان رأى أن رد الفعل الدولي، الأوروبي والروسي والصيني بشكل خاص، إزاء الخطوة الأميركية، سبق قرار القمة العربية، وأن الأشقاء العرب في ذلك قاموا بما سبق وفعله غير العرب، فإن هذا لا يعفيه من قول بعض الكلام الذي يذيب جليد مقاطعة الأشقاء للنظام السوري. وحيث إن الكلام الجيد يجر الكلام المماثل أو الأكثر جودة، فإن التشابك في خيوط الموقف العربي عموماً يصبح قابلاً لحل ما كان حتى ما قبل القمة مستعصياً حله.
ويبقى من هذه القراءة في موضوع القمة وقراراتها، القول إن بعض القادة حضروا مترددين، وبعضهم رأى في مجرد الحضور والمشاركة في الجلسة الافتتاحية أنه أدى الواجب. ولكن المأمول والمفترَض حدوثه هو أن تكون مناسبة الانعقاد فرصة للقاءات رحبة تشاورية ثنائية وأكثر، ذلك أن القادة بهذه الاجتماعات يذيبون بالأفكار والصيغ طبقات من جليد يتراكم، ويفتتون ما أمكنهم التفتيت من تعقيدات مستحكمة في الأزمات.
مثل هذا الأمر لم يحدث. ورأينا البعض يستعجل العودة بعدما حضر جزئية من جلسة الافتتاح، وكأنما هو بذلك جاء لإرضاء المضيف، وأن في عهدة وزير الخارجية صياغة القرارات وتدبيج عباراتها، على نحو المألوف ماضياً.
ما هو آتٍ على المنطقة قد يكون أعتى العواصف التي تستهدف العمل القومي. ويخالج الإنسان العربي شعور بأن التصويب الآتي سيكون أشد إيلاماً من الذي حدث في موضوع الجولان، وقبل ذلك في موضوع تثبيت مقر السفارة الأميركية في القدس الشرقية. 
وهذا الموضوع بالذات كان مأمولاً التباسط من جانب القادة العرب فيه، لو أنهم عقدوا مشاورات رحبة على هامش جلسة افتتاح أعمال القمة وجلسة الختام. أما وأن ذلك لم يحدث، فإن الأمر متروك للقمم الثنائية والثلاثية التي تتم بين الحين والآخر. وفي ذلك تجزئة للموقف الشامل للجميع، إلا إذا طُرحت فجأة فكرة انعقاد قمة طارئة تعزز «مبادرة السلام العربية»، وبحيث لا تذروها ألاعيب السياسات التي ترسم في السر وفي العلن خريطة المنطقة. ومَن يعِش يَرَ.

 

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراك ما قبل أعتى العواصف حراك ما قبل أعتى العواصف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon