توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقائق عن أملاك الاحتلال!

  مصر اليوم -

حقائق عن أملاك الاحتلال

بقلم - أحمد فؤاد أنور

فى توقيت ذى دلالات قررت وزيرة إسرائيلية تدشين حملة ضد سبع دول عربية من بينها مصر تطالب بتعويضات عن أملاك يهود اضطروا للمغادرة وترك البلاد فماذا وراء تلك الحملة، وهل لها أساس تاريخى أو منطقى أو قانوني؟ أم أنها تتناقض حتى مع المصادر العبرية؟ أسئلة يجب ألا تبقى معلقة.. خاصة أن أبواقا مشبوهة مهدت ثم رددت نفس المزاعم بكثافة وإصرار فى أكثر من منصة إعلامية ذات انتشار وتأثير.

فى البداية يحق لنا أن نوضح أن الوزيرة الإسرائيلية صاحبة الدعوة والمطالب, التى يصل إجماليها إلى 250 مليار دولار, هى جيلا جمليئيل وزيرة العدالة الاجتماعية، وهى ليكودية خريجة جامعة بار إيلان ذات المناهج الدينية المتشددة، ولا يمكن إغفال أنها صرحت لصحيفة ناطقة بلسان المستوطنين بتصريحات تكشف عن أطماع إسرائيلية فى سيناء! وهى متهمة بعدم تقديم العون للإسرائيليين فى مواجهة زيادة معدلات الفقر بين المسنين والأطفال، رغم قلة عدد السكان فى إسرائيل وحجم المساعدة السنوية التى تتلقاها من الولايات المتحدة وجهات غربية أخرى. فلماذا تترك الملفات المعنية بها بشكل مباشر للتحدث عن سيناء وعن أملاك إلا لو كان الهدف هو الابتزاز والاستعداد للانتخابات المبكرة على حساب الحقائق.

يدحض مزاعم اضطرار يهود البلاد العربية للهجرة والمغادرة حقيقة وجود طوائف يهودية وأملاك فى مصر والمغرب والبحرين واليمن وإيران كذلك حتى اليوم فلو كان هناك اضطرار أو إجبار كيف بقى هؤلاء؟! والاجابة هنا هي: أن الشعوب العربية وعت كيف تفرق بين اليهود والصهاينة، وكانت دوما متسامحة وتحتوى الآخر. وقد أقرت مصادر عبرية كثيرة بذلك منها مؤلف للكاتبة الإسرائيلية من أصول مصرية أورلى كاستل بلوم حين كتبت عن العنصرية داخل إسرائيل وليس مصر: لقد كنا كونيين تبنينا مواقف ضد التمييز، والإخوة، والتضامن، ومعاداة العنصرية. بسبب هذا ألقونا خارج الكيبوتس.. عنصريون. وفى كتابه الرجل الذى ولد مرتين سجّل اليهودى من أصل مصرى فيكتور نحمياس كيف أنه شعر بصدمة من معاملة السائق الإسرائيلى للمهاجرين الجدد بوضعهم فى صندوق شاحنة والهبوط منها فى استراحة على طريق السفر دون تنبيههم للنزول؛ لأخذ قسط من الراحة. فضلا عن حقيقة أن سامى ميخائيل اليهودى من أصل عراقى لم يغادر العراق لكونه يهوديا، بل فقط لانضمامه لمنظمة مسلحة، حيث هرب فقط لهذا السبب لإيران ومنها لإسرائيل. والمصادر العبرية توضح لنا أنه لا يوجد أى اضطرار وكان القرار فرديا، ودون ضغط لكل من يرغب فى المغادرة أو البقاء مما يسمح ببيع الأملاك وترتيب الأمور المالية وتصفية الأثاث وما شابه، حيث كان هناك إغواء صهيونى واسع النطاق للمغادرة، لكن الأغلبية فضلت البقاء مما اضطر المخابرات الحربية الإسرائيلية فى منتصف الخمسينيات لتوريط عناصر من الطائفة اليهودية فى مصر والعراق فى أعمال تجسس وتخريب ثم الإبلاغ عن تلك الشبكات، ورغم هذا رفضت الأغلبية ترك البلدان العربية وعلى رأسها مصر، على الرغم من اقتراب الجيش النازى منها، بل ووصوله إلى العلمين، وكذلك بعض المزايدات التى خدمت الأهداف الصهيونية عند إحراق عناصر من الإخوان لبعض محال اليهود.

دولة الاحتلال هى دولة عنصرية بامتياز ولا يحق لها أن تعطينا دروسا فى الحريات وحقوق الإنسان، وعنصريتها طالت حتى بنى جلدتهم فالمواطن من أصل شرقى هو فى الواقع مواطن درجة ثالثة، بعد الغربيين المؤسسين، وبعد المهاجرين الروس الذين قدموا لاحقا فى مطلع التسعينيات، وسبق لحزب العمل المسيطر على الائتلاف الحكومى فى إسرائيل حتى وصول بيجين للحكم فى السبعينيات من القرن الماضى أن أقر بذلك واعتذر عن سياسات التمييز ضد اليهود الشرقيين، الذين أسسوا فى المقابل الفهود السوداء كحركة احتجاجية رفضا لتلك العنصرية. وهى بالطبع ليست عنصرية ولت وتجاوزها الزمن فمنذ نحو أسبوعين ردت مديرة حضانة حكومية إسرائيلية على أسرة إثيوبية تود أن تلحق ابنها فى الحضانة بقولها: نحن لا نلحق أبناء الشرقيين بالحضانة فهل سنلحق أبناء الإثيوبيين؟! أى إن اليهودى الشرقى لا يأتى بعده إلا المهاجر الإثيوبى، وبالطبع فلسطينيو الـ48 يأتون فى المؤخرة تماما، رغم حملهم الجنسية الإسرائيلية والتزامهم بالقوانين والواجبات.

وإذا عدنا للساحة المصرية سنجد أن نحو نصف يهود مصر كانوا يفضلون عدم حمل الجنسية المصرية وقد أثر هذا على أعدادهم بعد أن تم تمصير الاقتصاد والوظائف، لكن فى المقابل برز فى الفن والثقافة والسياسة وعالم المال والاقتصاد أسماء عديدة (وصلت لمناصب وزارية وثروة وعضوية مجمع اللغة) مما يدل على تسامح شعبى ورسمى. وحتى من تم تأميم ممتلكاته مثل اليهودى البريطانى سموحه -الذى لا يزال الحى الشهير فى اسكندرية يحمل اسمه- فقد حصل على تعويض حكومى وحينما رغب فى زيادته لجأ للقضاء وبالفعل تم تعويضه بمبلغ إضافى سخى. ويمكن فى هذا الرجوع لمؤلف يورام ميطال, الآثار اليهودية فى مصر، حين تحدث عن مقابر يهودية لا تزال قائمة فى الإسكندرية وكذلك معبد ومدرسة من خمسة طوابق استأجرتها الحكومة المصرية وتدفع إيجاره بانتظام للطائفة اليهودية.. وهناك حالات مشابهة عديدة، فضلا عن عمليات ترميم تمت وتتم لمعابد.

وهنا نصل إلى نقطة مفصلية هل يحق لإسرائيل أن تتحدث باسم يهود العالم؟ من الناحية القانونية يؤكد الخبراء أن عضوية إسرائيل فى الأمم المتحدة لم يمنحها أى سلطة قانونية لتكون دولة خلفا لأى دولة سلف فلم تكن هناك دولة صهيونية أو يهودية أو إسرائيلية قبل قيام إسرائيل. ومن غير المنطقى أن تتحدث تل أبيب باسم يهود العالم فى الوقت الذى قرر أغلب يهود العالم أن يقيموا خارجها، ووسط معدلات هجرة عكسية أى نزوح من إسرائيل لخارجها، ومن غير المنطقى بالطبع أن تكون هناك حقوق مالية لإسرائيليين ولا يسعون للحصول عليها على مدى العقود الطويلة وحتى بعد إبرام معاهدة السلام.. إلا إذا كان الهدف هو الهروب من استحقاقات السلام وجرائم حقيقية موثقة مثل نقل السكان وعدم إخلاء المستوطنات، والاعتراف بقتل الأسرى، وباستنزاف موارد سيناء خلال فترة الاحتلال.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقائق عن أملاك الاحتلال حقائق عن أملاك الاحتلال



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon